آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

الذي كنت فيه ، ودخلنا بيتا آخر ، فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ، ثمّ قال : غضّ بصرك ، فغضضت بصري ، فقال لي : لا تفتح عينيك ، ولبثت ساعة ثمّ قال لي : أتدري أين أنت ، قلت : لا ، جعلت فداك ، قال : إفتح عينيك أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين ، فقلت له : جعلت فداك أتأذن لي أن افتح عيني ، فقال : إفتح عينك فانّك لا ترى شيئا ، ففتحت فاذا أنا في ظلمة لا ابصر فيها موضع قدمي ، قال : ثمّ سار قليلا فقال : هل تدري أين أنت ، فقلت : لا ، فقال : أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر ، وخرجنا من ذلك العالم الى عالم آخر ، فسلكنا فيه فرأيناه كهيئة عالمنا في بنيانه ومساكنه وأهله ، ثمّ خرجنا الى عالم ثالث كهيئة الاولى والثانية حتى وردنا خمسة عوالم ، قال : ثمّ قال لي : هذا ملكوت الارض ولم يرها ابراهيم وانّما رأى ملكوت السموات وهي اثنا عشر عالما كهيئة ما رأيت ، كلّما مضى منّا إمام سكن أحد هذه العوالم ، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ، قال : ثمّ قال : غضّ بصرك فغضضت بصري فإذا نحن في البيت الّذي خرجنا منه ، فنزع تلك الثياب ولبس تلك الثياب التي كانت عليه ، وعدنا الى مجلسنا ، فقلت : جعلت فداك كم مضى من النّهار ، قال : تلك ساعات (١).

قوله تعالى : (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) (٨٥)

٢٠٣ ـ الكافي : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبد الصّمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قال لي أبو جعفر : يا أبا جارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ،

__________________

(١) بصائر الدرجات ص ٤٠٥.

١٠١

قلت : ينكرون علينا أنّهما أبناء رسول الله ، قال : فبأيّ شيء احتججتم عليهم ، قلت : احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) ، فجعل عيسى بن مريم من ذريّة نوح (١).

قوله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً) (١٠٨)

٢٠٤ ـ العياشي عن عمر الطيالسي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : عن قول الله : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ،) قال ، فقال : يا عمر هل رأيت احدا يسبّ الله ، قال : فقلت : جعلني الله فداك فكيف ، قال : من سبّ وليّ الله فقد سبّ الله (٢).

قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (١١٥)

٢٠٥ ـ محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : إنّ الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثمّ أوقفها او دفعها الى الإمام فشربها ، فمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك فإذا وضعته أمّه بعث إليه ذلك الملك الّذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ،) فإذا قام بالأمر رفع الله إليه في كلّ بلد منارا ينظر به الى

__________________

(١) الروضة ص ٣١٧ في حديث ٥٠١.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٣.

١٠٢

أعمال العباد (١).

٢٠٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد السلمي عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ الإمام ليسمع في بطن أمّه ، فاذا ولد خطّ بين كتفيه : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،) فاذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل به أهل كلّ بلدة (٢).

قوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ...) (١٢٢)

٢٠٧ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله تبارك وتعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ،) فقال : ميّت لا يعرف شيئا ، نورا يمشي به في النّاس ، إماما يؤتم به (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ،) قال : الّذي لا يعرف الإمام (٣).

قوله تعالى : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) (١٤٩)

٢٠٨ ـ الكافي : علي بن موسى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد ورفعه عن سويد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت له : جعلت فداك ما أنتم ، قال : نحن خزّان علم الله ،

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٧ ح ٣.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٧ ح ٤.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ١٨٥ ح ١٣.

١٠٣

ونحن تراجمة وحي الله ، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض (١).

قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (١٥١)

٢٠٩ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : الوالدين رسول الله «ص» وأمير المؤمنين (٢).

قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (١٥٣)

٢١٠ ـ العياشي عن بريد العجلي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قال : تدري ما يعني بصراطي مستقيما ، قلت : لا ، قال : ولاية عليّ والأوصياء ، قال : أتدري ما يعني فاتبعوه ، قال : يعني علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : وتدري ما يعني (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قلت : لا ، قال : ولاية فلان وفلان والله ، قال : وتدري ما يعني (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ،) قلت : لا ، قال : يعني سبيل عليّ «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٢ ح ٢.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٢٢٠.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٨٣ ح ١٢٥.

١٠٤

سورة الأعراف

قوله تعالى : (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) (١٧)

٢١١ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : يا زرارة إنّما عمد لك ولأصحابك فأمّأ الآخرون فقد فرغ عنهم (١).

قوله تعالى : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) (٢٠)

راجع تفسير آية (٣٥) من سورة البقرة الحديث (٢٧).

__________________

(١) روضة الكافي ص ١٤٥ ح ١١٨ وهذا تمام الحديث : قال : قلت له : قوله عزوجل : لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ، قال أبو جعفر : بخ بخ.

١٠٥

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) (٢٨)

٢١٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن منصور قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) فقال : أرأيت أحدا يزعم إنّ الله أمر بالزّنا وشرب الخمور ، وشيء من المحارم ، فقلت : لا ، فقال : هما هذه الفاحشة التي يدّعون أنّ الله أمربها ، فقلت : ألله ورسوله يعلم (١) ، فقال : فإنّ هذه في أئمّة الجور ، إدّعوا إنّ الله أمر بالائتمام بقوم لم يأمر الله بهم ، فردّ الله عليهم وأخبرنا أنّهم قالوا عليه الكذب فسمّى الله ذلك عنهم فاحشة (٢).

قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (٢٩)

٢١٣ ـ عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ،) يعني ألأئمّة (٣).

قوله تعالى : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (٣١)

٢١٤ ـ العياشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ،) قال : يعني الأئمّة (٤).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) (٣٣)

٢١٥ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن

__________________

(١) في الكافي : اعلم.

(٢) بصائر الدرجات ص ٥٤ ح ٤ وراجع اصول الكافي ١ / ٣٧٣.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ١٢.

(٤) تفسير العياشي ٢ / ١٠ ح ١٨.

١٠٦

الحسين بن سعيد عن أبي وهاب عن محمد بن منصور : قال : سألت عبدا صالحا عن قول الله عزوجل : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ،) قال : فقال : إنّ القرآن له ظهر وبطن ، فجميع ما حرّم الله في القرآن هو الظاهر ، والباطن من ذلك أئمّة الجور (١).

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) (٤٣)

٢١٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن احمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ،) فقال : اذا كان يوم القيامة دعي بالنّبي «ص» وبأمير المؤمنين «عليه‌السلام» وبالأئمّة من ولده «عليهم‌السلام» فينصبون للنّاس ، فإذا رأتهم شيعتهم قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ،) يعني هدانا الله في ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده «عليهم‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٤٦)

٢١٧ ـ بصائر الدرجات : حدّثني أبو الجوز بن المنبه عن عبد الله التميمي قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن ظريف عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألته عن هذه الآية : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) فقال : يا سعد ، آل محمّد هم الأعراف ، لا يدخل الجنّة إلّا من يعرفهم ويعرفونهم ، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، وهم أعراف ، لا يعرف الله الّا بسبيل معرفتهم (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ٢ واصول الكافي ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٨ ح ٣٣.

(٣) بصائر الدرجات ص ٤٩٦ ح ٤.

١٠٧

٢١٨ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : وقال : الصادق «عليه‌السلام» : كلّ أمّة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمّة أوليائهم وأعوانهم بسيماهم وهو قوله ، (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم ، فيمرّوا الى الجنّة بلا حساب ، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمرّوا إلى النّار بلا حساب (١).

قوله تعالى : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ...) (٨٥)

٢١٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن علي عن أبن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت : قول الله عزوجل : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ،) قال ، فقال : يا ميسر ، إنّ الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيّه «ص» فقال : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها)(٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ...) (١٠١)

٢٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن حسين عن محمد بن اسماعيل بن بزرج عن صالح بن عقبة عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : إنّ الله خلق الخلق ما احبّ ، وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة ، وخلق ما أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النّار ، ثمّ بعثهم في ظلال ، فقلت : وأيّ شيىء الظلال ، قال : الم تر الى ظلّ في الشمس وليس بشيىء ، ثمّ بعث الله فيهم النبيّين تدعوهم الى الإقرار بالله وهو قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ،) ثمّ دعاهم الى الإقرار بالنبيّين فأقرّ بعضهم ، وأنكر بعضهم ، ثمّ دعاهم الى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحبّ وانكرها من بغض ، وهو قوله : (فَما كانُوا

__________________

(١) نور الثقلين ٢ / ٤٢٠ ح ١٢٦ وتفسير الصافي : ١ / ٥٨٠.

(٢) الروضة ص ٥٨ ح ٢٠.

١٠٨

لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ،) ثمّ قال أبو جعفر : كان التكذيب ثمّ (١).

قوله تعالى : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) (١٠٢)

٢٢١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم ، قال : كتبت الى العبد الصالح : أخبرني أني شاك ، وقد قال ابراهيم «عليه‌السلام» : ربّ أرني كيف تحي الموتى ، وأنا أحبّ أن تراني شيئا ، فكتب إليه : إنّ ابراهيم كان مؤمنا وأحبّ أن يزداد ايمانا ، وأنت شاك والشاك لاخير فيه ، فكتب إنّما الشك مالم يأت اليقين فاذا جاء اليقين لم يجز الشك وكتب : إنّ الله يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ،) قال : نزلت في الشاك (٢).

٢٢٢ ـ في روضة الكافي : عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال لأبي بصير : أنّكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وأنكم لم تعدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا ...) (١٣٧)

٢٢٣ ـ محمد بن يعقوب «رحمه‌الله» عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» يا حفص من إصبر صبر قليلا وأمّا من جزع جزع قليلا ، الى قوله «عليه‌السلام» : ثمّ بشّر في امتّه بالأئمة

__________________

(١) اصول الكافي ٢ / ٣ ح ٢.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٣٩٠.

(٣) الروضة ص ٣٥ في ح ٦.

١٠٩

ووصفوا بالصّبر ، فقال جلّ ثنائه : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ،) فعند ذلك قال رسول الله «ص» : الصّبر من الايمان كالرأس من الجسد ، فشكر الله عزوجل ذلك له ، فانزل الله عزوجل : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ ،) فقال : البشرى وانتقام (١).

قوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٥٧)

٢٢٤ ـ علي بن ابراهيم بإسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

٢٢٥ ـ محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد عن صالح بن أبي جمادي عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن صالح عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : أنّ أبا جعفر قرأ اللوح الّذي أهداه الله إلى رسول الله الّذي فيه أسم النّبي وأسامي الأئمّة وأكمل ذلك بأبنه م ح م د ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب ، فيذّل أوليائه في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الارض بدمائهم ويغشوا الويل والرنّة في شأنهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء هندس ، وبهم اكشف الزلازل ، وأرفع الإصار والأغلال ، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٣).

قوله تعالى : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١٥٩)

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ٨٨ ح ٢ واية «وجعلنا منهم» في سورة السجدة / آية ٢٤.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٢٤٢.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٨٣ ـ البقرة / ١٥٧ وراجع العيون : ١ / ٤٤ واكمال الدين : ص ٣٠٤.

١١٠

٢٢٦ ـ العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إذا قام قائم آل محمّد «عليه‌السلام» استخرج من ظهر الكوفة (من ظهر الكعبة) سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الّذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ويوشع وصيّ موسى ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي وأبو دجانة الأنصاري ومالك الأشتر (١).

قوله تعالى : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٦٠)

٢٢٧ ـ في اصول الكافي : بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر «ع» قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،) قال : إنّ الله أعظم واعزّ وأجلّ وأمنع من أن يظلم ولكنّه خلطّنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ، حيث يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)(٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (١٧٢)

٢٢٨ ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : لمّا أراد الله أن يخلق الخلق نشرهم بين يديه فقال لهم : من ربّكم ، فأوّل من نطق رسول الله وأمير المؤمنين وألأئمّة «عليهم‌السلام» فقالوا : أنت ربّنا فحملهم الدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤلون ، ثمّ قال لبني ادم : أقرّوا لله بالربوبيّة ولهؤلاء النفر بالولاية والطّاعة ، فقالوا : ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : أشهدوا ،

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥.

١١١

فقالت الملائكة : شهدنا قال : على أن لا يقولوا غدا إنّا كنّا عن هذا غافلين أو يقولوا إنّما أشرك آبائنا من قبل وكنّا ذريّة من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق (١).

٢٢٩ ـ الشيخ في الامالي بإسناده الى جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» ، أنّ رسول الله «ص» قال : لعليّ : أنت الّذي احتجّ الله بك في إبتداء الخلق حيث أقامهم أشباحا ، فقال لهم : ألست بربّكم؟ قالوا : بلى ، ومحمّد رسولي؟ قالوا : بلى ، وعليّ أمير المؤمنين؟ وأبى الخلق جميعا إستكبارا وعتوّا عن ولايتك أن يقرّ إلّا قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (٢).

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ...) (١٨٧)

٢٣٠ ـ عيون أخبار الرضا : عن الرضا «عليه‌السلام» قال : ولقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه عن عليّ «عليهم‌السلام» : إنّ النّبي «ص» قيل له : يا رسول الله متى القائم من ذريّتك ، فقال : مثله مثل السّاعة لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السّموات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة (٣).

قوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (١٩٨)

٢٣١ ـ روضة الكافي عن عليّ بن محمد عن علي بن العباس عن عليّ بن

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٨١ وأصول الكافي ١ / ١٣٣ في ح ٧ باب العرش والكرسي.

(٢) نور الثقلين ٢ / ٩٧ وكشف اليقين ١١ / عن محمد بن العباس وامالي الطوسي ص ١٤٦ والبحار ٢٦ / ٢٧٢ ح ١٢.

(٣) نور الثقلين ج ١ ص ١٠٧ والعيون ج ٢ ص ٢٦٩.

١١٢

حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ،) يعني قبض محمّد «ص» وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) (٢٠٦)

٢٣٢ ـ في تفسير علي بن ابراهيم ، (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ ،) بعض الأنبياء والرسل والأئمّة «عليهم‌السلام» (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)(٢).

__________________

(١) الروضة ص ٣٨٠ في ح ٥٧٤ والعيون ج ٢ ص ٢٦٩.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ١١٦ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٥٤.

١١٣
١١٤

سورة الأنفال

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ، قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١)

٢٣٣ ـ الكافي : علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن شعيب عن أبي الصباح قال : قال لي أبو عبد الله «عليه‌السلام» : نحن قوم فرض الله طاعتنا ولنا الأنفال ولنا صفو المال (١).

٢٣٤ ـ وأيضا روى محمد بن يعقوب بإسناده عن سيف بن عمير عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله : نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الأنفال ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الّذين قال الله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٢).

قوله تعالى : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) (٧)

__________________

(١) اصول الكافي ١ / ٥٤٦ ح ١٧.

(٢) اصول الكافي ١ / ١٨٦ ح ٦ والاية في سورة النساء / ٥٤.

١١٥

٢٣٥ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : وأمّا قوله : (يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ،) يعني يحقّ حقّ آل محمّد ، وأمّا قوله : بكلماته ، كلماته في الباطن عليّ ، هو كلماته ، وأمّا قوله : (يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ،) فهم بنو أميّة ، هم الكافرون ، يقطع الله دابرهم ، وأمّا قوله : ويبطل الباطل ، يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أميّة ، وذلك (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)(١).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ...) (٢٤)

٢٣٦ ـ محمد بن يعقوب بإسناده الى أبي الربيع الشامي ، قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ،) قال : نزلت في ولاية عليّ (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢٥)

٢٣٧ ـ العياشي عن عبد الرحمن بن سالم عنه في قوله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ،) قال : أصابت النّاس فتنة بعد ما قبض نبيّها حتّى تركوا عليّا وبايعوا غيره ، وهي الفتنة التي فتنوا فيها وقد أمرهم رسول الله «ص» بإتّباع علي والأوصياء من آل محمّد (٣).

قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (٣٠)

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٥٠.

(٢) الروضة ص ١٤٨ ح ٣٤٩.

(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٣٠ ط دار المعرفة وتفسير العياشي : ٢ / ٥٣.

١١٦

أقول : هذه الآية راجعة الى هجرة رسول الله «ص» وقد مضت هذه القصة في تفسير آية ٢٠٧ من سورة البقرة.

قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٣٢)

٢٣٨ ـ في مجمع البيان بإسناده الى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه «عليهم‌السلام» قال : لمّا نصب رسول الله «ص» عليّا يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، نشر ذلك في البلاد ، فقدم على النّبي «ص» النعمان بن الحارث الفهرى ، فقال : أمرتنا من الله أن نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة فقبلنا ، ثمّ لم ترض ، حتّى نصبت هذا الغلام ، فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيىء منك أو أمر من عند الله ، فقال : والله الّذي لا إله إلّا هو هذا من الله ، فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : وإذ قالوا أللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السّماء ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله (١).

قوله تعالى : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٣٩)

٢٣٩ ـ مجمع البيان : روى زرارة وغيره عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لم يحقّ تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمّد «ص» ما بلغ الليل حتّى لا يكون الشرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالى (٢).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (٦٢)

__________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٣٠ ط دار المعرفة.

(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٨٣٤ طبعة دار المعرفة.

١١٧

٢٤٠ ـ في تاريخ بغداد : روى عيسى بن محمد البغدادي عن الحسين بن ابراهيم عن حميد الطويل عن أنس قال : قال رسول الله «ص» لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوب : لا إله إلّا الله ، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ ، وذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ،) يعني علي بن أبي طالب ، وروى هذا المعنى السمعاني في فضائل الصحابة وأبو نعيم في حلية الأولياء (١).

قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) (٧٥)

٢٤١ ـ علل الشرايع بإسناده الى عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» : ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) قال : نزلت هذه الآية في النّبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة «عليهم‌السلام» فلمّا قبض الله عزوجل نبيّه كان أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين ، ثمّ وقع تأويل هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ،) وكان علي بن الحسين «عليه‌السلام» ثمّ جرت في الأئمّة من ولده الأوصياء «ع» فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٩٢.

(٢) العلل ص ٢٠٥.

١١٨

سورة التوبة

قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (٢)

٢٤٢ ـ العياشي عن جابر عن جعفر بن محمد وأبي جعفر في قول الله : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ،) قال : خروج القائم وأذان دعوته الى نفسه (١).

قوله تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ...) (١٢)

٢٤٣ ـ الشيخ في اماليه بإسناده الى أبي عثمان البجليّ مؤذن بني اقصى ، قال بكير : اذّن لنا أربعين سنة ، قال : سمعت عليا يقول : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ،) ثمّ حلف حين قرأها أنّه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتّى اليوم ، قال بكير : فسألت عنها أبا

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٧ ح ١٥.

١١٩

جعفر «عليه‌السلام» فقال : صدق الشيخ هكذا قال عليّ هكذا كان (١).

قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) (١٩)

٢٤٤ ـ محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي بصير عن أحدهما في هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، نزلت في حمزة وعليّ وجعفر وعباس وشيبة إنّهم فخروا بالسقاية والحجابة فانزل الله عزوجل : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ)(٢).

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٣٢)

٢٤٥ ـ العياشي عن احمد بن محمد قال : وقف عليّ أبو الحسن الثاني «ع» في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته : يا أحمد ، قلت : لبّيك ، قال : انّه لمّا قبض رسول الله «ص» جهد الناس على إطفاء نور الله فأبى الله إلّا أن يتّم نوره بأمير المؤمنين (٣).

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٣٣)

٢٤٦ ـ في كتاب اكمال الدين بإسناده الى أبى بصير قال : قال أبو عبد الله «ع» : والله ما نزل تأويل هذه الآية بعد ، ولا ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم ، فاذا خرج القائم

__________________

(١) امالي الشيخ ج ١ / ١٣١.

(٢) الروضة ص ٢٠٣ ح ٢٤٥.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٢١١ ح ١٢٠ عن العياشي.

١٢٠