آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

سورة طه

قوله تعالى : (طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣)

٣٦٤ ـ محمد بن يعقوب عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : كان رسول الله «ص» عند عائشة فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ،) فقال : يا عايشة أفلا أكون عبدا شكورا ، قال : وكان رسول الله «ص» يقوم على اطراف أصابع رجليه ، فانزل الله سبحانه : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى)(١).

٣٦٥ ـ روى الثعلبي في تفسير قوله «طه» ، قال : قال جعفر بن محمّد الصادق «عليه‌السلام» : طهارة أهل بيت محمّد ، ثمّ قرأ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

__________________

(١) اصول الكافي ج ٢ ص ٩٥ / الحديث ٦.

١٨١

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (٥٤)

٣٦٦ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن زياد عن مروان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ،) قال : نحن والله اولو النّهى ، فقلت : جعلت فداك ، وما معنى اولو النّهى ، قال : ما أخبر الله به رسوله ممّا يكون بعده من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما وبني أميّة ، فاخبر رسول الله ، فكان ذلك كما أخبر الله به نبيّه ، وكما أخبر رسول الله «ص» عليّا «عليه‌السلام» فيما يكون من بعده من الملك في بني أميّة وغيرهم فهذه الآية الّتي ذكرها الله في الكتاب : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ،) الّذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ، وصبرنا لأمر الله ، فنحن قوّام علي خلقه ، وخزّانه علي دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّنا كما أكتمه رسول الله «ص» حتّى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف ، وندعو النّاس إليه ، فنسيّرهم عليه عودا كما سيّرهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بدوا (٢).

قوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (٦٧)

٣٦٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل «رض» قال : حدّثنا محمد بن اسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن احمد الشافعي قال : حدّثنا اسماعيل بن الفضل الهاشمي قال : سئلت أبا عبد الله الصادق «عليه‌السلام» عن موسى بن عمران لمّا رأى حبالهم وعصيّهم كيف اوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها ابراهيم «عليه‌السلام» حين وضع في المنجنيق ، فقال : انّ ابراهيم حين وضع

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٩.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٦٠.

١٨٢

في المنجنيق كان مستندا على ما في صلبه من أنوار حجج الله ، ولم يكن موسى كذلك فلذلك أوجس في نفسه خيفة ولم يوجسها ابراهيم (١).

قوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (٨٢)

٣٦٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضّال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمّار عن سدير قال : سمعت أبا جعفر «ع» وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي ثمّ استقبل البيت فقال : يا سدير إنّما أمر النّاس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها ، ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا ، وهو قول الله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ،) ثمّ اومى بيده الى صدره ، الى ولايتنا ، ثم قال : يا سدير فأريك صادّين عن دين الله ، ثمّ نظر الى أبي حنيفة وسفيان الثوري في تلك الزمان وهم حلقا في المسجد ، فقال : هؤلاء الصادّون عن دين الله ، بلا هدى من الله ولا كتاب مبين ، إنّ هؤلاء اخابيث لو جلسوا في بيوتهم فجال النّاس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله «ص» حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٢).

قوله تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (١٢٤)

٣٦٩ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ،) قال : من قال بالأئمّة واتّبع أمرهم ولم

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٨ ح ١ وامالي الصدوق ٣٨٩ والبحار ١٢ / ٣٦.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٣٩٢ ح ٣.

١٨٣

يجز طاعتهم (١).

٣٧٠ ـ أيضا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عزوجل : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) ، قال : يعني ولاية أمير المؤمنين ، قلت : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ،) يعني اعمى البصر في القيامة ، اعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ، قال : وهو متحيّر في القيامة ، يقول (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ، قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ،) يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النّار كما تركت الأئمّة «عليهم‌السلام» ولم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم ، (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ،) قال : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» غيره لم يؤمن بآيات ربّه ، ترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم (٢).

قوله تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) (١٣٢)

٣٧١ ـ علي بن ابراهيم : في رواية أبي جارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ،) قال : فإنّ الله أمره أن يخصّ أهله دون النّاس ليعلم النّاس إنّ لأهل محمّد «ص» عند الله منزلة خاصة ليست للناس ، إذ أمرهم مع النّاس عامّة ثمّ أمرهم خاصّة ، فلمّا أنزل هذه الآية ، كان رسول الله «ص» يجيء كلّ يوم عند صلاة الفجر يأتي باب عليّ «عليه‌السلام» فيقول : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيقول علي «ع» وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثمّ يأخذ بعضادتي الباب ، يقول :

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤١٤ ح ١٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ح ٩٢.

١٨٤

الصّلاة الصّلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) فلم يزل يفعل ذلك كلّ يوم اذا شاهد المدينة حتّى فارق الدّنيا ، وقال أبو الحمراء خادم النّبي «ص» : أنّي أشهد به يفعل ذلك (١).

قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥)

٣٧٢ ـ علي بن ابراهيم عن نضر بن سويد عن القاسم بن سلمان عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ ،) الى قوله : (وَمَنِ اهْتَدى ،) قال : الى ولايتنا (٢).

٣٧٣ ـ سعيد بن عبد الله عن المعلى بن محمد البصري قال : حدّثنا أبو المفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : سمعته يقول : إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانّه عن ربّه ثم عن نبيّه ثم عن وليّه ، فإن أجاب نجى ، وإن تحيّر عذّباه ، فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه ، قال : مذبذب لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ،) فذلك لا سبيل له ، وقد قيل للنّبي : من الوليّ يا نبي الله ، فقال : وليّكم في هذا الزّمان عليّ ومن بعده حجّة لكل زمان علما يحتج الله به لا أن يكون كما قال الضّلال قبلهم ، حين فارقتهم أبنيائهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) ، فما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (قُلْ ...... فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ،) وإنّما كان تربصهم أن قالوا :

__________________

(١) تفسير علي بن ابراهيم ج ٢ ص ٦٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٥٠ ح ٧ / ليس موجودا في طبعة مكتبة الهدى من تفسير القمي.

١٨٥

نحن في سعة من معرفة الاوصياء حتّى نعرف إماما ، فعيّرهم الله بذلك ، والاوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم «عليهم‌السلام» عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ،) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنّبي الشهيد عليهم أخذ مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النّبي الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) (النساء / ٤٢) (١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥١ ح ١١ وراجع البحار ٦ / ٢٣٣ ح ٤٦ عن بصائر ١٤٥ ـ ١٤٦ وبصائر طبعة منشورات الاعلمي ص ٥١٨ ج ٩.

١٨٦

سورة الأنبياء

قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (٣)

٣٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : يقول : ما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ، وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(١).

قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٧)

٣٧٥ ـ علي بن ابراهيم قال : آل محمّد عليهم‌السلام هم أهل الذّكر ، ثمّ قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود وعن سليمان بن سفيان عن ثعلب عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ،) من المعنون بذلك ، فقال : نحن والله ، فقلت : فأنتم المسؤلون ، قال :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٢ ، وروضة الكافي ص ٣٨٠ ح ٥٧٤.

١٨٧

نعم ، قلت : نحن السائلون ، قال : نعم ، قلت : فعلينا أن نسئلكم ، قال : نعم ، قلت : وعليكم أن تجيبونا ، قال : ذلك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا تركنا ، ثمّ قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١).

قوله تعالى : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) (١٢)

٣٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن فضال عن تغلب بن ميمون عن بدر بن خليل الأسدي قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ، لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ،) قال : اذا قام القائم «عليه‌السلام» وبعث الى بني أميّة بالشام هربوا الى الروم ، فيقول لهم الروم : لا ندخلكم حتّى تنصرّوا ، فيعلّقون في أعناقهم الصلبان ، فيدخلوهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم «عليه‌السلام» طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قلبكم منّا ، قال : فيدفعوا منهم إليهم ، فذلك قوله : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ،) قال : يسئلونهم الكنوز ولهم علم بها ، قال : فيقولون : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ، فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ،) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب سعيد (٢).

قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٣٠)

٣٧٧ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص قال : حدّثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال : حدّثنا الحسين بن مهران قال : حدّثني الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن جعفر

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٢ ح ١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٦٨.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٥٣ ح ١ وروضة الكافي ص ٥١ ح ١٥.

١٨٨

بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب «صلوات الله عليهم» قال : جاء يهودي الى النّبي «ص» فقال : يا محمّد ، أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله وأنّه اوحى إليك كما اوحى الى موسى بن عمران ، قال : نعم ، أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النّبيين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين ، فقال : يا محمّد ، الى العرب أرسلت أم الى العجم أم إلينا ، قال رسول الله «ص» : الى النّاس كافّة ، وسئله اليهودي عن مسائل وأجابه عنها وفي كلّ جواب مسئلة يقول اليهودي له صدقت ، فكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن فضلك على النّبيين وفضل عشيرتك على النّاس ، فقال النّبي «ص» : أمّا فضلي على النّبيين ، فما من نبيّ إلّا دعى على قومه وأنا أخرت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة ، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريّتي كفضل الماء على كلّ شيء ويحيى ، كما قال ربّي تبارك وتعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ،) ومحبّة أهل بيتي وعشيرتي وذريّتي يستكمل الدين ، قال : صدقت يا محمّد (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ ...) (٧٣)

٣٧٨ ـ الكافي في حديث عبد العزيز بن مسلم عن الإمام أبي الحسن الرضا «عليه‌السلام» أنّه قال : إنّ الإمامة أجلّ قدرا ، وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها النّاس بعقولهم ، أو ينالوا بارائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إنّ الإمامة خص الله بها ابراهيم الخليل بعد النّبوة والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، واشاد بها ذكره ، فقال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ،) فقال الخليل «عليه‌السلام» سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ،) قال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥٩ والاختصاص ص ٣٣.

١٨٩

الظَّالِمِينَ ،) فابطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم الى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ثمّ اكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريّته أهل الصفوة والطّهارة ، فقال : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ (٧٢) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) (٧٣) ، فلم تزل في ذريّته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتّى ورثها الله تعالى النّبي «ص» ، فقال جلّ وتعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(١) فكانت له خاصّة فقلّدها عليا «عليه‌السلام» بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريّته الأصفياء الّذين آتاهم الله العلم والإيمان ، (لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ،) فهي في ولد عليّ خاصّة الى يوم القيامة ، وللخبر صلة (٢).

قوله تعالى : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (١٠٣)

٣٧٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا حميد بن زياد بإسناده يرفعه الى أبي جعفر «عليه‌السلام» أنّه قال في حديث : إنّ رسول الله «ص» قال : إنّ عليّا وشيعته يوم القيامة علي كثبان المسك الازفر ، يفزع النّاس ولا يفزعون ويحزن النّاس ولا يحزنون وهو قول الله عزوجل : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٣).

__________________

(١) آل عمران / الآية ٦٨.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٨ ح ١ باب نادر جامع فاضل الامام والعيون ج ١ ص ٢١٦ في حديث ١.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٧٤ ح ٣.

١٩٠

قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (١٠٥)

٣٨٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن أحمد بن محمد عن الحسن بن سعيد عن نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه سئله عن قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ،) ما الزّبور وما الذّكر ، قال : الذّكر عند الله والزبور أنزل على داود وكلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم (١).

٣٨١ ـ علي بن ابراهيم في معنى الآية قال : الكتب كلّها ذكر الله (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ،) قال ، قال : القائم «عليه‌السلام» وأصحابه (٢).

__________________

(١) اصول الافي ج ١ ص ٢٢٥ ح ٦.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٧٥ ح ٣ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٧٧.

١٩١
١٩٢

سورة الحج

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) (٩)

٣٨٢ ـ حماد بن عيسى قال : حدّثني بعض أصحابنا حديث يرونه الى أمير المؤمنين أنّه قال : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ،) قال : هو الأول ثاني عطفه الى الثاني وذلك لمّا أقام رسول الله «ص» عليّا علما للنّاس وقال : والله لا نفي بهذا أبدا (١).

قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١)

٣٨٣ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٧٨ ح ٣ ، والبحار : ٢٤ / ٧٤ ح ٥٢.

١٩٣

عن ابن بكير عن ضريس عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ،) قال : إن الآية تنزل في الرجل ثمّ تكون في اتباعه ، ثمّ قلت : كلّ من نصب دونكم شيئا فهو ممّن يعبد الله على حرف ، فقال : نعم وقد يكون محضا (١).

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) (١٩)

٣٨٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا ،) بولاية علي (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ)(٢).

قوله تعالى : («وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) (٢٤)

٣٨٥ ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن من ذكره عن أبي علي عن ضريس الكناسي قال سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله : (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ،) فقال : هو والله هذا الأمر الّذي أنتم عليه (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٥)

٣٨٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلى قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : أن معاوية

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٧٨ ح ١ والكافي ٢ / ٣٩٨ ح ٤.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٢ ح ٥١.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٨٣ ح ١ والمحاسن ص ١٦٩ والبحار ج ٦٨ / ٩٢ ح ٣٣.

١٩٤

اوّل من علّق على بابه مصراعين بمكّة ، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ،) وكان النّاس اذا قدموا مكّة تنزل بادي على الحاضر يقضي حجّه ، وكان معاوية صاحب سلسلة الّتي قال الله تبارك وتعالى : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ،) وكان فرعون هذه الأمّة (١).

قوله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ...) (٤٠)

٣٨٧ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ،) قال : نزلت في رسول الله وعليّ وجعفر وحمزة وجرت في الحسين (٢).

وروى محمد بن العباس عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه قال : نزلت هذه الآية في آل محمّد «عليهم‌السلام» خاصّة (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (٤١)

٣٨٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن احمد بن الحسن عن أبيه عن حصين بن مخارق عن الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» عن آبائه «عليهم‌السلام» قال قوله تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ

__________________

(١) فروع الكافي ج ٤ ص ٢٤٣ والبرهان ج ٣ ص ٨٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٩٣ والروضة ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٩٣.

١٩٥

وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ، قال : نحن هم (١).

قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (٤٥)

٣٨٩ ـ الشيخ الصدوق «رحمه‌الله» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم عن ابراهيم بن احمد بن يونس الليثي قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدّثنا علي بن الحسن الفضل عن أبيه عن ابراهيم بن زياد قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) ، قال : البئر المعطّلة هو الإمام الصامت ، والقصر المشيّد الإمام الناطق (٢).

٣٩٠ ـ نخب المناقب : عن الامام الصادق «عليه‌السلام» أنّه قال : قال رسول الله «ص» : القصر المشيد والبئر المعطّلة عليّ أمير المؤمنين (٣).

قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٢)

٣٩١ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن أبي نصر عن تغلب بن ميمون عن زرارة قال : سئلت أبا جعفر عن قول الله ، (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ،) ما الرسول وما النّبي؟ قال : النّبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرّسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك ، قلت : الإمام ما منزلته؟ قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ، ثمّ تلى هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ،) ولا محدّث (٤).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٩٥ ح ١.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٩٦ ح ٨ ومعاني الاخبار ص ٣٨.

(٣) بحار الانوار ج ٣٦ ص ١٠٥.

(٤) اصول الكافي ج ١ ص ١٧٦ ح ١ والبرهان ج ٣ ص ١٠٠ ح ١٢.

١٩٦

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥٧)

٣٩٢ ـ قال علي بن ابراهيم ، قال : قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)(١).

قوله تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٧٥)

٣٩٣ ـ علي بن ابراهيم قال : أي يختار وهو جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ، ومن النّاس الأنبياء والأوصياء ، فمن الأنبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمّد «صلّى الله عليهم اجمعين» ومن هؤلاء الخمسة ، رسول الله «ص» ، ومن الأوصياء أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ، وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (٧٨)

٣٩٤ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا ، عن احمد بن عائد عن عمر بن اذينة عن بريد العجلي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت قول الله عزوجل : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ،) في الكتب الّتي مضت وفي هذا القرآن (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً ،) فرسول الله شهيد علينا بما بلغنا عن الله عزوجل ، ونحن الشهداء على النّاس ، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٠٢ وليس موجودا في تفسير القمي.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٨٧.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ١٩٠ ح ٢.

١٩٧
١٩٨

سورة المؤمنون

قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١)

٣٩٥ ـ الشيخ في مجالسه بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» في حديث ولادة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في الكعبة إنّه قال : فلمّا رأه أبو طالب سرّ وقال علي «عليه‌السلام» : السّلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته ، ثمّ قال : دخل رسول الله «ص» ولمّا دخل إهتزّ له أمير المؤمنين وضحك في وجهه ، وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، قال : ثمّ تنحنح بإذن الله تعالى وقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ...) الى آخر الآيات ، وقال رسول الله «ص» : قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات ، الى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ،) فقال رسول الله «ص» : أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون ، وانت والله دليلهم وبك يهتدون ، الى آخر الحديث (١).

__________________

(١) امالي الطوسي ص ٨٠ ـ ٨٢.

١٩٩

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠)

٣٩٦ ـ محمد بن يعقوب في حديث حفص بن غياث عن أبي عبد الله «ع» أنّه قال : فو الله أن لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله عزوجل منه عملا إلّا بولايتنا أهل البيت ، ألا ومن عرف حقّنا ورجى الثواب بنا ، ورضى بقوته نصف مدّ كل يوم ، وما يستر به عورته ، وما اكنّ به رأسه ، وهم مع ذلك خائفون وجلون ودّوا انه حظّهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله عزوجل حيث يقول : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ،) الّذي أثوابه ، أتوا والله بالطاعة مع المحبّة والولاية ، وهم في ذلك خائفون أن لا يقبل منهم ، ليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من أصابة الدّين ، ولكنّهم خافوا أن يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا (١).

قوله تعالى : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١)

٣٩٧ ـ قال علي بن ابراهيم : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ ،) يقول : هو عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» لم يسبقه أحد (٢). قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (٧٤)

٣٩٨ ـ ابن شهر آشوب عن الخصائص بإسناده عن الاصبغ وفي كتبنا عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ،) قال عن ولايتنا (٣).

__________________

(١) الروضة ص ١٤١ ح ٩٨.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٩٢ والبرهان ج ٣ ص ١١٤.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١١٧ ح ١٣ والمناقب ج ٣ ص ٧٣.

٢٠٠