آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

عشرة فرقة منها في النّار وفرقة في الجنّة وستون فرقة منها في سائر النّاس (١).

٥٣٩ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني «ره» قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال : حدّثنا رجاء بن مسلمة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي «عليهما‌السلام» عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في خطبة ذكر فيها أسماء له من القرآن ، قال : وانا السّلم لرسول الله «ص» يقول الله عزوجل : (رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٢).

قوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ...) (٣٢)

٥٤٠ ـ ابن مردويه باسناده مرفوعا الى الإمام موسى بن جعفر «عليه‌السلام» إنّه قال : (الذي كذب بالصدق) هو الّذي ردّ قول رسول الله «ص» في عليّ «عليه‌السلام» (٣).

٥٤١ ـ ابن المغازلي الشافعي في المناقب وأبو نعيم في الحلية في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ،) روى عن مجاهد أنّه قال : جاء به محمّد «ص» وصدّق به عليّ «عليه‌السلام» (٤).

قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٥)

٥٤٢ ـ سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن محمد الحجّال عن حبيب بن معلى الخثعمي قال : ذكرت لأبي عبد الله «عليه‌السلام» ما يقول أبو الخطّاب ، فقال : أجل لي ما يقول ، قال في قوله

__________________

(١) روضة الكافي ص ٢٢٤.

(٢) فضائل الشيعة ص ٢٣ ح ٨ ، والبرهان ص ٩٣٦.

(٣) البرهان ص ٩٣٧.

(٤) البرهان ص ٩٣٧.

٢٨١

عزوجل : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ ،) إنّه أمير المؤمنين ، إذا ذكر الّذين من دونه ، فلان وفلان ، قال أبو عبد الله : من قال هذا فهو مشرك بالله عزوجل ثلاثا ، أنا إلى الله منهم بريء ثلاثا ، بل عنى الله بذلك نفسه ، قال : فالآية الاخرى الّتي في حم ، قول الله عزوجل : (ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ،) ثمّ قلت : زعم انّه يعني بذلك أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال أبو عبد الله : من قال هذا مشرك بالله ثلاثا أنا إلى الله منهم بريء ثلاثا ، بل عنى الله بذلك نفسه ، بل عنى الله بذلك نفسه ثلاثا ... (١).

قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣)

٥٤٣ ـ الصدوق «ره» في حديث عن محمد بن الحسن الصفّار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» إذ دخل عليه أبو بصير ، فقال الإمام : يا أبا بصير لقد ذكركم الله عزوجل في كتابه ، إذ يقول : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ،) والله ما أراد بذلك غيركم يا أبا محمد فهل سررتك ، قال : نعم (٢).

قوله تعالى : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (٥٦)

٥٤٤ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بريد عن علي بن سويد عن أبي الحسن

__________________

(١) البرهان ص ٩٣٨ وبصائر الدرجات ص ٥٥٦ ح ٤.

(٢) البرهان ص ٩٣٩ وفضائل الشيعة ص ٢٣ ح ١٨.

٢٨٢

موسى بن جعفر «عليهما‌السلام» في قول الله عزوجل : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ،) قال : قال : جنب الله أمير المؤمنين وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع الى أن ينتهي الأمر الى آخرهم (١).

٥٤٥ ـ محمد بن العباس باسناده عن جعفر بن محمد «عليه‌السلام» عن آبائه في قوله عزوجل : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ،) يعني ولاية عليّ «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (٦٠)

٥٤٦ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سودة بن كليب عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : قلت قول الله عزوجل : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ،) قال : من قال إنّي إمام وليس بإمام ، قال : قلت : وان كان علويّا ، قال : وان كان علويّا ، قلت : وان كان من ولد عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، قال : وان كان (٣).

وفي حديث آخر : وان كان علويّا فاطميّا.

قوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (٦٥)

٥٤٧ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ١٤٥ ح ٩.

(٢) تأويل الآيات سورة الزمر بعد الآية ٥٦.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٣٧٢ ح ١.

٢٨٣

مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ، قال : يعني اشركت في الولاية غيره ، (اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ،) يعني بالله فاعبد ، بالطاعة وكن من الشاكرين ان عضدتك بأخيك وابن عمك (١).

قوله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ...) (٦٩)

٥٤٨ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثني القسم بن ربيع قال : حدثنا صباح المدائني قال : حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قوله : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ،) قال : رب الارض يعني إمام الارض ، قلت : فإذا خرج يكون ما ذا ، قال : إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام (٢).

قوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٧٤)

٥٤٩ ـ أقول : قوله : طبتم ، أي طابت مواليدكم ، روي عن أمير المؤمنين أنه قال : إن فلانا وفلانا وفلانا غصبونا حقنا واشتروا بها الإماء وتزوجوا بها النساء ألا وإنا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم ، وورد التحليل في روآيات اخر أيضا (٣).

٥٥٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدثني أبي قال : حدثنا اسماعيل بن جابر عن

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧.

(٢) البرهان ص ٩٤٥ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٣.

(٣) راجع الوسائل ج ٦ من ص ٣٨٧ باب ٤ ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٥٤.

٢٨٤

أبي الحسن «عليه‌السلام» قال : لما خضر علي بن الحسين الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات ، فقال : في المرة الأخيرة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ،) ثم مات عليه الصلاة والسلام (١).

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٦ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٤.

٢٨٥
٢٨٦

سورة المؤمن أو الغافر

قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ) (٣)

٥٥١ ـ قال علي بن ابراهيم ذلك خاصة لشيعة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) (٧)

٥٥٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن احمد عن عبد الله الصلت عن يونس عن من ذكرهم عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : يا أبا محمد إن لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عزوجل : (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ،) والله ما أراد غيركم (٢).

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٧ وتفسير القمي ٢ / ٢٥٤.

(٢) البرهان ص ٩٤٨ والروضة ص ٣٠٤.

٢٨٧

قوله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ...) (٢٨)

٥٥٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى ابن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ، وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم إن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ، فقال أبو جعفر «عليه‌السلام» : يهلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا (١).

قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (٤٠)

٥٥٤ ـ الشيخ الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن وليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قيل له : ان أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت ، فقال : لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا ، ولكن قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير ، يقبل منك ، إن الله عزوجل يقول : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ،) ويقول : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(٢).

قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ

__________________

(١) البرهان ص ٩٤٨ واصول الكافي ج ١ ص ٥٧ ح ١٥.

(٢) البرهان ص ٩٥٣ ، ومعاني الأخبار : ٣٨٨ و ٣٨٩ وراجع اما لي الشيخ : ١٩٣ في حديث ابن أبي يعفور.

٢٨٨

الْأَشْهادُ) (٥١)

٥٥٥ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ،) قال : ذلك والله في الرجعة ، أما علمت إن أنبياء الله تبارك وتعالى كثيرا لم ينصروا في الدنيا فقتلوا ، والأئمة قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة (١).

قوله تعالى : (هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٥)

٥٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشا عن احمد بن عائذ عن الحسن السواني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : يا أبان اذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة ، قال : قلت له : إنه يأتيني من كل صنف فأروي لهم هذا الحديث ، قال : نعم يا أبان ، قال : اذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فتسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر (٢).

سورة فصلت

قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا

__________________

(١) البرهان ص ٩٥٥ والبحار ٥٣ / ٦٥.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٥٢٠.

٢٨٩

لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (٢٩)

٥٥٧ ـ محمد بن يعقوب باسناداه عن سورة بن كليب عن أبى عبد الله «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ،) قال : يا سورة ، هما ثلاثا ، والله يا سورة إنا لخزائن علم الله في السماء ، وإنا لخزائن علم الله في الأرض (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ...) (٣٠)

٥٥٨ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم ، قال : سسئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ،) فقال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إستقاموا على الأئمّة واحدا بعد واحد ، (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(٢).

قوله تعالى : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٣٤)

٥٥٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا الصالح الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن محمد بن فضيل عن عبد الصالح «عليه‌السلام» قال : سئلته عن قول الله عزوجل : (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ،) فقال : نحن الحسنة وبنو أميّة السيّئة (٣).

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٣٤ ح ٥٢٤.

(٢) اصول الكافي ح ١ ص ٤٢٠.

(٣) البرهان ص ٩٦٣.

٢٩٠

قوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ...) (٥٣)

٥٦٠ ـ ابن قولوية باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث قال : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ،) وأيّ آية في الآفاق غيرنا ، أراها الله أهل الآفاق (١).

٥٦١ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ،) قال : خسف ومسخ وقذف ، قال : قلت : حتّى يتبيّن لهم ، قال : دع هذا ، ذاك قيام القائم «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) كامل الزيارة ص ٣٢٦ ـ ٣٢٩.

(٢) روضة الكافي ص ١٤٦ ح ١٨١.

٢٩١
٢٩٢

سورة الشّورى

قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ...) (١٣)

٥٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنّه كتب الى الرّضا «عليه‌السلام» : أمّا بعد ، فإنّ محمّدا «ص» كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قبض «ص» ، كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن امناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ، وان شيعتنا المكتوبون باسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء والنجاة ، ونحن افراط الأنبياء ، ونحن الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله عزوجل ، ونحن أولى النّاس بكتاب الله ، ونحن أولى النّاس برسول الله «ص» ونحن الّذين شرع الله لنا دينه ،

٢٩٣

فقال في كتابه : شرع لكم ، يا آل محمّد ، (مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ،) قد وصّانا بما وصّى به نوحا ، (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ،) يا محمّد ، (وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ،) وقد علّمنا وبلّغنا علم ما علمنا ، واستودعنا علمهم ، نحن ورثة اولوا العزم من الرّسل ، (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ،) يا آل محمّد ، (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ،) وكونوا على جماعة كبير على المشركين ، من أشرك بولاية عليّ ما تدعوهم اليه من ولاية عليّ ، إنّ الله يا محمّد يهدي اليه من ينيب ، من يجيبك الى ولاية عليّ (١).

قوله تعالى : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (٢٠)

٥٦٣ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ،) قال : ولاية أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» ، قلت : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ ،) فقال : معرفة أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» نزد له في حرثه ، قال : نزيده منها ، قال : يستوفي نصيبه من دولتهم ، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها ، وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ،) قال : ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب (٢).

قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ...) (٢٣)

٥٦٤ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن اسماعيل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع : أتيت البصرة ، فقال :

نعم ، قال : كيف رأيت مسارعة النّاس في هذا الأمر ودخولهم فيه ، قال : والله إنّهم

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢٢٣ ح ١.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٦ في حديث ٩٢.

٢٩٤

لقليل ، ولقد فعلوا وإنّ ذلك لقليل ، فقال : عليك بالأحداث فانّهم أسرع الى كلّ خير ، ثمّ قال : ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قلت : جعلت فداك يقولون : إنّها لأقارب رسول الله ، فقال : كذبوا ، انّما انزلت فينا خاصّة في أهل البيت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (١).

٥٦٥ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن زرارة عن عبد الله عجلان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : هم الأئمّة «عليهم‌السلام» (٢).

٥٦٦ ـ الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الّذين أمر الله بمودّتهم ، قال : عليّ وفاطمة وولديهما (٣).

٥٦٧ ـ البخاري في صحيحه في تفسير قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت طاوسا عن ابن عباس أنّه سئل عن قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ،) قال : سعيد بن جبير : قربى ، آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٤).

٥٦٨ ـ المسلم في صحيحه في تفسير هذه الآية ، قال : وسئل ابن عباس ،

__________________

(١) الروضة ص ٩٣ ح ٦٦.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ١٣ ح ٧.

(٣) شواهد التنزيل ج ٢ ص ٣٠ ـ ٣٥ روى الحديث ابن عباس بسبعة طرق ، وراجع تفسير الكشاف ج ٣ ص ٨١.

(٤) صحيح البخاري ج ٤ ص ٢١٧.

٢٩٥

فقال : قربى ، آل محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (١).

٥٦٩ ـ أبو الفرج الإصفهاني في مقاتل الطّالبين ، قال : قال الحسن في خطبة له بعد موت أبيه : أيّها النّاس من عرفني ، فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النّذير ، أنا بن الدّاعي الى الله بإذنه ، وأنا ابن السّراج المنير ، من اهل البيت الّذين ، (أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ،) والّذي مودّتهم في كتابه ، إذ يقول : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ،) وإلى مودّتنا أهل البيت (٢).

قوله تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (٤١)

٥٧٠ ـ محمد بن العباس باسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ،) قال : ذلك القائم «عليه‌السلام» ، إذا قام إنتصر من بني أميّة ومن المكذّبين والنّصّاب (٣).

قوله تعالى : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) (٤٤)

٥٧١ ـ علي بن ابراهيم قال : قوله : (وَتَرَى الظَّالِمِينَ ،) لآل محمّد حقّهم ، (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ،) وعليّ «عليه‌السلام» هو العذاب ، وهذه في الرّجعة ، يقولون (هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ،) فنوالي عليّا (٤).

__________________

(١) صحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٢ وراجع ص ٨٠ ح ١٥٨.

(٢) مقاتل الطّالبين ج ١ ص ٣٤ والبرهان ص ٩٧٤ ، الآية ٢٥ و ٧٢ من هذه السورة مدنيّة كما في القرآن بالرّسم العثماني طبعه وروى في مجمع البيان وغيره من التفاسير ابن عباس نزول هذه الآيات المدنيّة فلا مجال لإيراد ابن كثر من هذا السودة مكّيّة.

(٣) البرهان ص ٧٥.

(٤) نفس المصدر السابق وتفسير القمي ٢ / ٢٧٧.

٢٩٦

سورة الزّخرف

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤)

٥٧٢ ـ علي بن ابراهيم : حدّثني أبي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : الصّراط المستقيم هو أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» ومعرفته والدّليل على أنّه أمير المؤمنين عن قوله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(١).

قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٢٨)

٥٧٣ ـ الشيخ الصدوق «ره» في اكمال الدّين روى عن الإمام السّجاد «عليه‌السلام» أنّه قال : فينا نزلت هذه الآية : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) ، والإمامة في عقب الحسين «عليه‌السلام» الى يوم القيامة (٢).

قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٤١)

٥٧٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن

__________________

(١) البرهان ص ٩٧٩.

(٢) اكمال الدّين ص ٣١٥ في باب ما روى عن الإمام السجاد «ع».

٢٩٧

داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ،) يا محمّد من مكّة الى مدينة ، فإنّا رادّوك اليها ومنتقمون منهم بعليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

٥٧٥ ـ السمعاني في الفرائض يرفعه الى ابن عباس قال : لمّا نزلت الى رسول الله «ص» ، (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ،) قال : بعليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

قوله تعالى : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٢)

٥٧٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن عمّار عن محمد بن فضيل عن الثمالي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : اوحى الله إلى نبيّه «ص» : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ،) إنّك على ولاية عليّ «عليه‌السلام» وعليّ هو الصّراط المستقيم (٣).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (٤٤)

٥٧٧ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ،) قال : قال رسول الله «ص» : الذّكر أنا والأئمّة أهل الذّكر ، وقوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ،) قال

__________________

(١) البرهان ص ٩٨٦ وتفسير القمي ٢ / ٢٨٤.

(٢) البرهان ص ٩٨٦.

(٣) البرهان ص ٩٧٦ واصول الكافي ١ / ٤١٦ ح ٢٤ باب نكت في الولاية.

٢٩٨

أبو جعفر «عليه‌السلام» : نحن قومه ونحن المسؤلون (١).

قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (٤٥)

٥٧٨ ـ محمد بن العباس باسناده الى علقمة بن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله «ص» في حديث أسرى ، فإذا ملك قد أتاني فقال : يا محمّد ، (سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ،) على ما ذا بعثتم فقال لهم : معاشر الرّسل والنّبين على ما ذا بعثكم الله ، قالوا : على ولايتك يا محمّد وولاية علي بن أبي طالب (٢).

٥٧٩ ـ أبو نغيم في حلية الأولياء قال في تفسير هذه الآية : إنّ النّبي «ص» ليلة أسرى به جمع الله بينة وبين الأنبياء ، قال لهم محمّد : على ما ذا بعثتم ، قالوا : بعثنا على شهادة أن لا إله إلّا الله والإقرار بنبوّتك والولاية لعليّ بن أبي طالب (٣).

٥٨٠ ـ محمد بن يعقوب في حديث الإمام أبي جعفر الباقر مع نافع مولى عمر ، قال : نافع للإمام : فأخبرني عن قول الله لنبيّه : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ،) من الّذي سأل محمّد وكان بينه وبين عيسى خمسمآئة عام سنة ، قال : فتلا أبو جعفر هذه الآية : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا ،) فكان من الآيات الّتي أراها الله تبارك وتعالى محمّدا حيث أسرى به بيت المقدّس ، ان حشر الله عزّ ذكره الأولين والآخرين من النّبيّين والمرسلين ، ثمّ أمر جبرئيل فأذّنّ شفعا وأقام شفعا وقال في أذانه حيّ على خير العمل ، ثمّ تقدّم محمّد «ص» فصلّى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٠ ح ١.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٩٨٨.

(٣) البرهان ج ٢ ص ٩٨٩.

٢٩٩

بالقوم فلمّا انصرف قال لهم : على ما تشهدون وما كنتم تعبدون ، قالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسول الله ، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، الى آخر الخبر (١).

قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (٥٧)

٥٨١ ـ محمد بن يعقوب باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : بينا رسول الله «ص» ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين ، فقال رسول الله : إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ، لو لا ان تقول فيك طوائف من أمّتي ، ما قالت النّصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من أمّتي إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش ، فقالوا : ما رضى أن يضرب لإبن عمّه مثلا إلّا عيسى بن مريم ، فأنزل الله على نبيّه «ص» فقال : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ ،) يعني من بني هاشم ، (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) الى آخر الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٦١)

٥٨٢ ـ الشيخ في اماليه عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله «ص» في حديث قال : وإنّ عليّا لعلم للسّاعة لك ولقومك فلسوف تعلمون

__________________

(١) الروضة ص ١٢١ في حديث ٩٣.

(٢) روضة الكافي ص ٥٧ ح ١٨.

٣٠٠