آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

لم يبق كافر بالله العظيم ، ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه حتّى لو كان كافر او مشرك في بطن صخرة لقالت : يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله (١). وروى في نور الثقلين احاديث اخر بهذا المعنى.

قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ...) (٣٦)

٢٤٧ ـ الشيخ في كتابه الغيبة : روى عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر «ع» من تأويل قول الله عزوجل : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ، قال : فتنفّس سيّدي الصعداء فقال : يا جابر أمّا السنة فهو جدّي رسول الله «ص» وشهورها إثنى عشر إماما ، حجج الله على خلقه ، وأمناؤه على وحيه ، والاربعة الحرم ، الّذين هم الّدين القيّم ، أربعة منهم يخرجون باسم ، عليّ أمير المؤمنين ، وأبي علي بن الحسين ، وعليّ بن موسى ، وعلي بن محمّد ، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيّم ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، أي قولوا بهم جميعا تهتدوا (٢).

قوله تعالى : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا ..... وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) (٥٥)

٢٤٨ ـ محمد بن يعقوب في روضة الكافي عن أبي علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبّار عن الحسن بن علي بن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن أبن أبي أميّة

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٢١١ واكمال الدين ص ٦٢٨.

(٢) تفسير البرهان ج ٢ ص ١٢٣ وفي هذا المعنى راجع الكافي ج ١ ص ٣٤٢ وغيبة الطوسي ص ١٠٤.

١٢١

يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، انّه قال في حديث : والله لو أنّ رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله عزوجل بغير ولايتنا أهل البيت القيه وهو عنه غير راض او ساخط عليه ، ثمّ قال : وذلك قول الله عزوجل وتلا الآيتين الى قوله : وهم كافرون ، ثمّ قال : وكذلك الإيمان لا يضرّ معه العمل ، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل (١).

قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (١٠٥)

٢٤٩ ـ في الكافي : علي بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : سمعته يقول : ما لكم تسيئون رسول الله ، فقال له الرجل : كيف نسوئه ، فقال : أما تعلمون إنّ أعمالكم تعرض عليه : فاذا رأى فيها معصية سائه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله وسرّوه (٢).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١٠٩)

٢٥٠ ـ الشيخ الطوسى «ره» في أماليه بإسناده الى حبش بن المعمر قال :

دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، كيف أمسيت ، قال : أمسيت محبّا لمحبّنا ، ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبّنا مغبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدوّنا يوسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد إنهار في نار جهنّم (٣).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١١٩)

__________________

(١) الروضة ص ١٠٧ في ح ٨٠.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٩ ح ٢ وراجع سعد السعود ص ٩٧.

(٣) امالي الشيخ ج ١ ص ١١٢.

١٢٢

٢٥١ ـ العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال قلت : أصلحك الله أيّ شيء إذا أنا عملته إستكملت حقيقة الايمان ، قال : توالى أولياء الله ، محمّد رسول الله ، وعليّ والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ثمّ أنتهي الأمر إلينا ، ثمّ إبني جعفر واومأ إلى جعفر وهو جالس ، فمن وإلى هؤلاء فقد والى أولياء الله ، وكان مع الصادقين كما أمر الله (١).

٢٥٢ ـ محمد بن يعقوب بإسناده روى عن جابر عن أبي جعفر في قوله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال : إيّانا عنى (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٦ في حديث ١٥٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢٠٨ ح ١.

١٢٣
١٢٤

سورة يونس

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٥)

٢٥٣ ـ في روضة الكافي : علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : فضرب مثل محمّد «ص» الشمس ومثل الوصيّ القمر ، وهو قول الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)(١).

قوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) (١٥)

٢٥٤ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : حدّثني الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) ، يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ ، يعني في

__________________

(١) الروضة ص ٣٠٨ في حديث ٥٧٤.

١٢٥

عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) (٢٤)

٢٥٥ ـ في اكمال الدين : حدّثنا أبو الحسن علي بن احمد بن موسى بن ابراهيم عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : وجدت في كتاب أبي «رضي الله عنه» قال : حدّثنا محمد بن احمد العلوان عن أبيه عن الحسين (خ ل) الحسن ، بن علي الطبرسي عن أبي جعفر محمد بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال : سمعت أبي يقول : سمعت جدّي علي بن ابراهيم يقول : قال لي صاحب الزمان : يا بن مهزيار كيف خلّفت إخوانك في العراق ، قلت : في ضنك عيش وهناة ، قد تواترت عليهم سيوف بني شليصيان ، فقال : قاتلهم الله أنىّ يؤفكون ، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم ، وأخذهم ربّهم ليلا ونهارا ، قلت : متى يكون ذلك يا بن رسول الله ، قال : اذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم ، والله ورسوله منهم برآء ، وظهرت الحمرة في السّماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين ، يتلألأ نورا ، ويخرج الشروسي من أرمنية آذربايجان يريدون الجبل الأسود الملاحم الجبل الاحمر لزيق جبال طالقان ، فيكون بينه وبين المروزي وقعة سليمانية ، يشيب فيه الصغير ، ويهرم منه الكبير ، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه الى الزوراء فلا يلبث يها حتى يوافي ماهان ، ثمّ يوافي واسط العراق ، فيقيم بها سنة أو دونها ثمّ يخرج الى الكوفان فتكون بينهم وقعة من النجف الى الحيرة الى الغريّ ، وقعة شديدة ، ثمّ تذهل منه العقول ، فعندها يكون بوار الفئتين ، وعلى الله حصاد الباقين ثمّ تلا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ،) فقلت : سيّدي يا بن رسول الله فما

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٣١٠.

١٢٦

الأمر ، قال : واقتربت السّاعة وانشقّ القمر (١).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣٥)

٢٥٦ ـ في روضة الكافي : أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبّار عن أبن فضّال والحجال جميعا عن ثعلبة عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري ، قال : قلت لابي عبد الله «عليه‌السلام» : يوبخنا ويكذبونا إنا نقول : إنّ صيحتين تكونان ، يقولون : من أين تعرف المحقّة من المبطلة اذا كانتا ، قال : فماذا تردّون عليهم ، قلت : ما نردّ عليهم شيئا ، قال : قولوا : يصدّق لها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ، إنّ الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٢).

٢٥٧ ـ في عيون الأخبار : وصف الأئمّة قال الرضا «عليه‌السلام» : إنّ الأنبياء والأئمّة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانه في قوله عزوجل : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٣).

قوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٤٧)

٢٥٨ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سألت عن تفسير هذه الآية : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ،

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٢٩٩ ح ٤١ ، واكمال الدين ص ٤٣٧ في أثناء الحديث.

(٢) الروضة ص ٢٠٨ ح ٢٥٢.

(٣) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٠٣ ح ٦ والعيون ج ١ ص ٢٢١ ح ١.

١٢٧

قال : تفسيره في الباطن ، إنّ لكلّ قرن من هذه الأمّة رسولا من آل محمّد يخرج الى القرن الّذي هو إليهم رسول وهم الأولياء وهم الرسل ، وأمّا قوله : (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ،) وانّه معناه : ان رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (١).

قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ...) (٥٤)

٢٥٩ ـ في تفسير علي بن ابراهيم : ولو أنّ لكلّ نفس ظلمت (آل محمّد صلوات الله عليهم حقّهم) ما في الأرض لأفتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة (٢).

قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) (٦٤)

٢٦٠ ـ الكافي : عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر «عليه‌السلام» انّه قال : في قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ،) الامام يبشّرهم بقيام القائم ، وبظهوره ، وبقتل أعدائهم ، والنجاة في الآخرة والورود على محمّد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الصادقين على الحوض (٣).

أقول : في أحاديث كثيرة ورد ، بأن البشيرى في الحياة الدنيا هي أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والأئمّة «عليهم‌السلام» يحضرون المؤمن عند خروج روحه ويبشرونه فيموت مستبشرا (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢٣ ح ٢٣.

(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٣١٣.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٩ في ح ٨٣.

(٤) وروى الشيخ في اماليه حضور الامام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في حال الإحتضار عند وليّه وعدوّه في حديث الحارث الحمداني.

١٢٨

قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (٨٧)

٢٦١ ـ علل الشرايع بإسناده الى أبي رافع قال : انّ رسول الله «ص» خطب النّاس فقال : يا أيّها النّاس إنّ الله عزوجل أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقرب فيه النساء ، إلّا هارون ، وإنّ عليا منّي بمنزلة هارون من موسى فلا يحلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي ، ولا يبيت فيه جنبا إلّا عليّ وذريته ، فمن ساءه ذلك فهاهنا وضرب بيده نحو الشام (١).

__________________

(١) نور الثقلين ج ٢ ص ٣١٥ ، والعلل ج ١ ص ٢٠٢ ح ٢.

١٢٩
١٣٠

سورة هود

قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٥)

٢٦٢ ـ في تفسير القمي في رواية أبي جارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ،) فهو علي بن أبي طالب «ع» وقوله عزوجل : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ،) قال : الدخان والصيحة ، قوله عزوجل : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ،) يقول : يكتمون ما في صدورهم من بغض عليّ ، وقال رسول الله «ص» : إنّ آية المنافقين بغض عليّ ، وكان قوم يظهرون المودّة لعليّ عند النّبي ويسرّون بغضه ، فقال جلّ ذكره : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ ،) فانه كان اذا حدّث بشيء من فضائل علي «ع» أو تلا عليهم بما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثمّ

١٣١

قاموا ، يقول الله عزوجل : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(١).

قوله تعالى : (... وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ...) (٧)

٢٦٣ ـ الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد ، قال : حدّثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدّمقاتي «رحمه‌الله» قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن اسماعيل البرمكي قال : حدّثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن كثير عن داود الرقي قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ،) فقال لي : ما يقولون ، قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه ، فقال : كذبوا ، من زعم هذا فقد صيّر الله محمولا ، ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أنّ الشيء الّذي يحمله أقوى منه ، قلت : بيّن لي جعلت فداك ، فقال : إنّ الله عزوجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن يكون السّماء والأرض أو إنس أو جنّ ، أو شمس أو قمر ، فلمّا اراد أن يخلق رسول الله وأمير المؤمنين والأئمّة «صلوات الله عليهم» ، فقالوا : أنت ربّنا ، فحملهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني ، وأمنائي في خلقي ، وهم المسئولون ، ثمّ قيل لبني آدم : أقرّوا لله بالربوبيّة ، ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا : نعم ، ربّنا أقررنا ، فقال للملائكة : إشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن يقولوا : إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنّما أشرك آبائنا من قبل وكنّا ذرّية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، إنّ ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٣٢١.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٣٧ واعتقادات ص ٧٥ ـ كتاب التوحيد ص ٣٣٤ وأيضا روى في الكافي : ١ / ١٣٣ في باب العرش والكرسي هذا الحديث بإسناده عن داود الرقي عن أبي عبد الله «ع».

١٣٢

قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) (٨)

٢٦٤ ـ تفسير العياشي عن عبد الأعلى الحلبي ، قال : قال أبو جعفر «ع» : أصحاب القائم الثلاثمأة والبضعة عشر رجلا ، هم والله لأمّة المعدودة الّتي قال الله في كتابه : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ،) قال : يجتمعون له في ساعة واحدة كقزع الخريف (١).

٢٦٥ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن منصور بن يونس عن اسماعيل بن جابر عن أبي خالد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ،) يعني أصحاب القائم الثلاثمأة والبضعة عشر رجلا ، قال : هم والله الأمّة المعدودة ، قال : يجتمعون والله في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف (٢).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ...) (١٧)

٢٦٦ ـ بصائر الدرجات : محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي جارود عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين : والله ما نزلت آية في كتاب الله ليلا أو نهارا إلّا وقد علمت فبمن أنزلت ، ولا مرّ على رأسه المواسي إلّا وقد أنزلت عليه آية من كتاب الله تسوق إلى الجنّة أو إلى النّار ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، الآية التي نزلت فيك ، قال له : أما سمعت الله يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ،) فرسول الله على بيّنة من ربّه وأنا شاهد له فيه وأتلوه معه (٣).

أقول : والأحاديث متعدّدة بهذا المعنى.

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٠.

(٢) الروضة ص ٣١٣ ح ٤٨٧.

(٣) بصائر الدرجات ص ١٣٣.

١٣٣

قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ ...) (١٨)

٢٦٧ ـ في مناقب أبن شهر آشوب : عن الباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ ،) قال : نحن الأشهاد (١).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٣)

٢٦٨ ـ سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي أسامة زيد الشهام عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قلت له : أن عندنا رجلا يسمى كليبا فلا يخرج منكم حديث ولا شيء إلّا قال : أنا أسلم فسمّيناه كليب تسليم ، قال : فترحم عليه ، قال : أتدرون ما التّسليم ، فسكتنا ، فقال : هو والله ألإخبات في قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وأخبتوا الى ربهم (٢).

قوله تعالى : (ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (٤١)

٢٦٩ ـ في عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها زخّ في النّار (٣).

٢٧٠ ـ في الخصال : قال أمير المؤمنين : وأمّا الثاني عشر فأنّي سمعت رسول الله «ص» يقول : يا علي مثلك في أمّتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن

__________________

(١) المناقب ج ٣ ص ١٧٩.

(٢) البرهان ٢ / ٢١٦ وتفسير العياشي ٢ / ١٤٣ وبصائر الدرجات ص ٥٤٥ ح ٢٨.

(٣) العيون ص ١٨٦ وقد مرّ في تأويل الآية ٥٨ من سورة البقرة والبحار ج ٣٨ ص ١١٢.

١٣٤

تخلّف عنها غرق (١).

قوله تعالى : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ...) (٨٦)

٢٧١ ـ الكافي : الحسين بن محمد عن معّلى بن محمد عن عليّ بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال : لمّا حمل أبو جعفر «ع» الى الشام الى هشام بن عبد الملك فصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أميّة : إذا رأيتموني قد وبّخت محمد بن علي ثمّ رأيتموني قد سكتّ فليقبل عليه كلّ رجل فليوبّخوه ، ثمّ أمر أن يؤذن له ، فلمّا دخل عليه أبو جعفر «عليه‌السلام» قال بيده : السّلام عليكم فعمّهم جميعا بالسلام ، ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذنه ، فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم إنّه الامام سفها وقلّة علم ، وأبخّه بما أراد ان يوبخه ، فلمّا سكت أقبل اليه القوم رجل بعد رجل يوبخه ، حتّى انقضى آخرهم ، فلمّا سكت القوم نهض عليه‌السلام قائما ثمّ قال : أيّها النّاس أين تذهبون وأين يراد بكم ، بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فأن يك لهم ملك معجل فإنّ لنا ملك مؤجل ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، والعاقبة للمتقين ، فأمر به الى الحبس ، فلمّا صار الى الحبس تكلّم فلم يبق في الحبس رجل إلّا ترشفه وحنّ اليه ، فجاء صاحب الحبس الى هشام فقال له : يا أمير المؤمنين أنّي خائف من أهل الشام أن يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ، ثمّ اخبره بخبره ، فأمر به فحمله على البريد هو وأصحابه ليردّوا الى المدينة ، وأمر أن لا يخرج لهم الأسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب ، فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما ولا شرابا حتّى أنتهوا مدين فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكى أصحابه الجوع والعطش ، قال : فصعد

__________________

(١) الخصال ص ٥٧٣.

١٣٥

جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته : يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقيّة الله ، يقول الله : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ،) قال : وكان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم : يا قوم هذه والله دعوة شعيب النّبي ، والله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق ، لتؤخذن من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، فصدّقوني في هذه المرّة وأطيعوني وكذّبوني فيما تستأنفون فإني ناصح لكم ، فبادروا فأخرجوا محمد بن علي «عليه‌السلام» وأصحابه بالأسواق ، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث اليه فحمله فلم يدر ما صنع به (١).

٢٧٢ ـ في كتاب اكمال الدين بإسناده الى محمد بن مسلم الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي «عليه‌السلام» حديث فيه : فإذا خرج (أي حجة بن الحسن) اسند ظهره الى الكعبة واجتمع اليه ثلاثمأة وثلاثة عشر رجلا فأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ،) ثمّ يقول : أنا بقيّة الله وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلّا قال : ألسّلام عليك يا بقيّة الله في أرضه (٢).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٧١ ح ٥.

(٢) نور الثقلين ج ٢ ص ٣٩٢ ح ١٩ واكمال الدين ص ٣٢٢.

١٣٦

سورة يوسف

قوله تعالى : (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) (٦٦)

٢٧٣ ـ سئل ابن عباس عن الموثق أخذه يعقوب على أولاده ، فقال : قال لهم : معشر أولادي ان جئتموني بولدي وإلّا فأنتم براء من النّبي الّذي يكون في آخر الزمان ، له أمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، أهل كلمة عظيمة ، أعظم من السّموات والأرض ، لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ وليّ الله ، صاحب الناقة والقضيب ، الّذي سمّاه الله الحبيب ، ذو الوجه الأقمر ، والجبين الأزهر ، والحوض الكوثر ، والمقام المشهود ، له أبن عم يسمّى حيدر ، زوج إبنته ، وخليفته على قومه علي بن أبي طالب ، تأتونه وهو معرض عنكم بوجهه يوم القيامة ، إن خنتموني في ولدي ، قالوا : نعم ، قال : (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(١).

قوله تعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١٠٨)

٢٧٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٢٧٥ ومجمع البيان ج ٥ / ٣٧٩ ط بيروت ـ دار المعرفة.

١٣٧

القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيدي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تبارك وتعالى : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ،) قال : يعني عليّ اوّل من إتّبعه علي الايمان والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل من الأمّة الّتي بعث فيها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط ، ولم يلبس إيمانه بظلم ، وهو الشرك (١).

__________________

(١) الكافي ج ٥ ص ١١٤ في ح ١ باب من يجب عليه الجهاد.

١٣٨

سورة الرّعد

قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧)

٢٧٥ ـ قال شيخنا الطوسي «رحمه‌الله» : حدّثنا احمد بن اسماعيل ، قال : حدّثنا محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن موسى بن مسلم عن مسعدة قال : كنت عند الصادق «عليه‌السلام» إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصا فسلّم ، فردّ عليه أبو عبد الله الجواب ، ثمّ قال : يا بن رسول الله ناولني يدك لأقبّلها ، فأعطاها فقبّلها ثمّ بكى ، ثمّ قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : ما يبكيك يا شيخ ، فقال : جعلت فداك ، اقمت على قائمكم منذ مأة سنة ، أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبر سنّي ودقّ عظمي ، واقترب اجلي ، ولا أرى فيكم ما أحبّ ، أراكم مقتولين مشرّدين ، وأرى أعدائكم يطيرون بالأجنحة وكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، ثمّ قال : يا شيخ إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت في المقام الأعلى وإن حلّت بك المنيّة ، جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد ، ونحن ثقله ، فقال «ص» : انّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل

١٣٩

بيتي ، فقال الشيخ : لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر ، ثمّ قال : يا شيخ أعلم إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن العسكري والحسن يخرج من صلب عليّ وعليّ يخرج من صلب محمّد ، ومحمّد يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب موسى أبني ، وأشار الى إبنه موسى ، وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون ، فقال الشيخ : يا سيّدي بعضكم أفضل من بعض ، فقال : لا ، نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض ، ثمّ قال : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج قآئمنا ، ألا إنّ شيعتنا يقعون في الفتنة ، وحيرة في غيبته ، هناك يثبت الله على هذا المخلصين ، أللهمّ أعنهم على ذلك (١).

أقول : الأحاديث الكثيرة تدل بأن رسول الله «ص» هو المنذر وعليّ والأئمّة هم الهادون «صلوات الله عليهم أجمعين».

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (٢١)

٢٧٦ ـ أبن شهر آشوب عن محمد بن فضيل عن موسى بن جعفر «ع» في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ،) قال : هي رحم آل محمّد «ص» (٢).

٢٧٧ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن أبن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : نحن صبّر وشيعتنا أصبرنّا ، لأنّا صبرنا بعلم وصبروا بمالا يعلمون (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩)

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١ وراجع امالي الشيخ ص ١٦٣ والبحار ٦٨ / ٢٢ وسعد السعود ص ٩٩.

(٢) المناقب ج ٢ ص ١٦٨ ط ايران ـ قم.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٦٥ وراجع كتاب سعد السعود لابن طاوس ص ٩٩.

١٤٠