آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

سورة الحجرات

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٣)

٦١٥ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن احمد عن المبتدء بن خنفر قال : حدّثني أبي خنفر بن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال : خطبنا عليّ «عليه‌السلام» بالرحبة ثمّ قال : لمّا كان في زمان الحديبيّة ، خرج إلى رسول الله «ص» أناس من قريش من أشراف أهل مكّة فيهم سهل بن عمرو ، وقالوا : يا محمّد ، أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا وليس فيهم التفقه في الدّين ، ولا رغبة في ما عندك ، ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا ، فأرددهم علينا ، فدعا رسول الله «ص» أبا بكر ، فقال له : أنظر ما يقولون ، فقال : صدقوا يا رسول الله «ص» أنت جارهم فاردد عليهم ، قال : ثمّ دعا عمر ، فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله «ص» عند ذلك ، لا تنتهوا يا معاشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا إمتحن الله قلبه للتّقوى يضرب رقابكم على

٣٢١

الدّين ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله «ص» ، فقال : لا ، ولكن خاصف النعل وكنت أخصف نعل رسول الله «ص» ، قال : ثمّ التفت إلينا عليّ وقال : سمعت رسول الله «ص» يقول : من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوّء مقعده في النّار (١).

أقول : روى هذا المعنى ابن داود في سننه والترمذي في صحيحه.

قوله تعالى : «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله» (٩)

٦١٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في حديث الأسياف الخمسة ، قال : أمّا السيف المكفوف عن أهل البغي والتأويل ، قال الله عزوجل : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ،) فلمّا نزلت هذه الآية ، قال رسول الله «ص» : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتل على التنزيل ، فسئل النّبي «ص» ، من هو؟ قال : خاصف النعل ، يعني أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقال عمّار بن ياسر : قاتلت بهذه الآية مع رسول الله ثلاثا وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتّى بلغونا السعفات من الحجر لعلمت إنّا على الحقّ وإنّهم على الباطل (٢).

قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٠)

٦١٧ ـ الشيخ «ره» في مجالسه بأسناده الى ابن عباس قال : لمّا نزلت : (إِنَّمَا

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٦.

(٢) البرهان ص ١٠٢٨ والوسائل ج ١١ ص ١٧ ـ ١٨.

٣٢٢

الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ،) آخا رسول الله «ص» بين المسلمين ، فآخا بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن ، وبين فلان وفلان حتّى آخا بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب : أنت أخي وأنا أخوك (١).

أقول : المواخاة بين رسول الله «ص» وأمير المؤمنين «عليه‌السلام» قد رواها الخاصة والعامّة ، وقد سمّاه الله في الآية المباهلة نفس رسول الله «ص».

قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...) (١٥)

٦١٨ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط ، قال : سئل رجل أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن الإسلام والإيمان ، ما الفرق بينهما ، فلم يجب ، ثمّ التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل ، فقال له أبو عبد الله «عليه‌السلام» : كأن قد أزف منك الرحيل ، فقال : نعم ، فقال : فألقني في البيت ، فلقيه فسئله عن الإسلام والإيمان مالفرق بينهما ، فقال : الإسلام هو الظاهر الّذي عليه النّاس شهادة «أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله (ص)» وإقام الصلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصيام شهر رمضان ، فهذا الإسلام ، فقال : الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فإن أقرّ بها ولم يعرف هذا الأمر ، كان مسلما وكان ضالّا (٢).

قوله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٧)

٦١٩ ـ في مصباح الأنوار بأسناده يرفعه الى جابر بن عبد الله «رضي الله عنه»

__________________

(١) البرهان ص ١٠٢٩ وامالي ابن الشيخ ص ٢٣.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٢٨ ح ٤.

٣٢٣

قال : كنت عند رسول الله «ص» في حفر الخندق وقد حفر النّاس وحفر عليّ «عليه‌السلام» ، فقال له النّبي بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب بين يده ، ويعينه ميكائيل ، ولم يكن يعين أحدا قبله من الخلق ، ثمّ قال النّبي «ص» لعثمان بن عفّان : إحفر ، فغضب عثمان ، وقال : لا يرضى محمّد ان أسلمنا على يده حتّى يأمرنا بالكدّ فأنزل الله على نبيّه (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١).

سورة ق

قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (٢٤)

٦٢٠ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا أبو الحسن ابن أبي القاسم الحسني قال : حدّثنا فرات بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن احمد بن حسان قال : حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ،) قال : قال رسول الله «ص» : إنّ الله تعالى إذا جمع النّاس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ثمّ يقول الله تعالى لي ولك : توليّا فالقيا في جهنّم من ابغضكما وكذّبكما وعاداكما في النّار (٢).

٦٢١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن احمد بن مهران عن محمد بن علي ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن

__________________

(١) البرهان ص ١٠٣٤.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٤.

٣٢٤

عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال : كان أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كثيرا ما يقول : أنا قسم الله بين الجنّة والنّار ، أنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصى والميسم (١).

٦٢٢ ـ بصائر الدرجات قال : حدّثنا احمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال أمير المؤمنين : أنا قسيم بين الجنّة والنّار ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب العصى والميسم (٢).

أقول : الأحاديث في أن عليّا «عليه‌السلام» قسيم الجنّة والنّار كثيرة.

قوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (٤٢)

٦٢٣ ـ قال علي بن ابراهيم ، قال : ينادي المنادي باسم القآئم من السّماء وذلك يوم الخروج (٣).

سورة الذّاريات

قوله تعالى : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) (٦)

٦٢٤ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة قال : سمعت

__________________

(١) البرهان ص ١٠٤٠ والاصول ج ١ ص ١٩٦ ح ١.

(٢) بصائر الدرجات ص ٤١٦.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٧.

٣٢٥

أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) (يعني في عليّ «عليه‌السلام» (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ،) يعني عليّا وعليّ هو الدّين (١).

قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) (٩)

٦٢٥ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله الورقي عن الحسين بن عثمان عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : وامّا قوله : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ،) إختلف في ولايته هذه الأمّة ، فمن استقام على ولاية عليّ دخل الجنّة ، ومن خالف ولاية علي دخل النّار ، وأمّا قوله : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ،) قال : يعني عليّا من افك عن ولايته افك عن الجنّة ، فذلك قوله ، يؤفك عنه من افك (٢).

قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (٥٥)

٦٢٦ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن ابي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله «عليهما‌السلام» إنّهما قالا : إنّ النّاس لمّا كذّبوا برسول الله «ص» فهمّ الله بهلاك أهل الأرض إلّا عليّا فما سواه بقوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ،) ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيّه : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)(٣).

قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٥٦)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٤٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٢٩.

(٢) البرهان ص ١٠٤٥ وراجع الكافي ١ / ٤٢٢ حديث ٤٨ / الباب نكت في الولاية الى قوله : أفك عن الجنة.

(٣) الروضة ص ١٠٣ ح ٧٨.

٣٢٦

٦٢٧ ـ الصدوق بأسناده الى أبي عبد الله «عليه‌السلام» أنّه قال : خرج الحسين بن عليّ على أصحابه فقال : أيّها النّاس إنّ الله عزوجل ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه ، فاذا عرفوه عبدوه ، فاذا عبدوه استغنوا عن عبادة من سواه ، فقال رجل : يا بن رسول الله بأبي أنت وأمّي فما معرفة الله ، فقال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم ، الّذي تجب طاعته (١).

سورة الطّور

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ...) (٢١)

٦٢٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا احمد ابن القاسم عن عيسى بن مهران عن داود بن بحر عن وليد بن محمد عن زيد بن جزعان عن عمّه علي بن زيد قال : قال عبد الله بن عمر : كنّا نفاضل ، فنقول : عمر وأبو بكر وعثمان ، ويقول قائلهم : فلان وفلان ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن فعليّ «عليه‌السلام» ، فقال : عليّ من أهل البيت لا يقاس بهم أحد من النّاس ، عليّ مع النّبي في درجته ، ان الله عزوجل يقول : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ،) ففاطمة ذريّة النّبي «ص» فهي معه في درجته ، وعلي مع فاطمة «صلوات الله عليهما» (٢).

٦٢٩ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا أبو عبد الله عن عباد بن جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن الحسين عن حميد بن وافق (٣) عن محمد بن يحيى الماذني

__________________

(١) علل الشرائع ص ٩ ح ١.

(٢) البرهان ص ١٠٥٣.

(٣) في البحار : موافق.

٣٢٧

عن الكلبي عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه «عليهم‌السلام» قال : اذا كان يوم القيامة نادى مناد لدن العرش : يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد «ص» فتكون أوّل من يكسى ويستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء ، معهنّ خمسون ألف ملك على نجائب من ياقوت ، أجنحتها اللؤلؤ الرّطب ورحالها من الزبرجد عليها رحائل من درّ ، على كلّ رحل نمرقة من سندس حتّى تجول بها الصراط ، ويأتون الفردوس ويتباشر بها أهل الجنّة ، وتجلس على عرش من نور ، وتجلسون حولها ، في بطنان العرش قصران ، قصر أبيض وقصر أصفر من اللؤلؤ من عرق واحد ، وإنّ في القصر الأبيض سبعين ألف دار ، مساكن محمّد وآل محمّد ، وإنّ في القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن ابراهيم وآل ابراهيم ، ويبعث الله ملكا لم يبعث الله الى أحد قبلها ولا يعبث الى أحد بعدها ، ويقول لها ، إنّ ربّك عزوجل يقرئك السّلام ، ويقول لك سليني أعطك ، فتقول : قد أتمّت عليّ نعمته ، وأباح جنّته ، وهنّأني كرامته ، وفضّلني على نساء خلقه ، أسئله أن يشفعني في ولدي وفي ذريّتي ومن ودّهم بعدي وحفظهم بعدي ، قال : فيوحي الله إلى ذلك الملك ، من غير أن يتحوّل الى مكانه ، خبّرها أنّي قد شفعتها في ولدها وذريّتها ومن ودّهم وأحبّهم وحفظهم بعدها ، قال : فتقول : الحمد لله الّذي أذهب عنّي الحزن ، وأقرّ عيني ، ثمّ قال جعفر «عليه‌السلام» : كان اذا ذكر هذا الحديث تلى هذه الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (١).

٦٣٠ ـ وعن محمد بن العباس أيضا قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن ابراهيم بن محمد عن علي بن نضير عن الحكم بن ظهير عن السّدي عن أبي مالك

__________________

(١) البرهان ص ١٠٥٣.

٣٢٨

عن ابن عباس «ره» في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ،) قال : نزلت في النّبي «ص» وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» (١).

قوله تعالى : (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) (٢٦)

٦٣١ ـ في كتاب سعد السعود للسّيد بن طاووس «ره» نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليهم‌السلام» عن النّبي «ص» حديث طويل يذكر فيه شيعة عليّ وحالهم في الجنّة ، وفيه يقول «ص» : بعد ذكر رسول الله دخولهم الجنّة على نجائب تقودهم الملائكة فينطلقون صفّا واحدا معتدلا ، لا يفوت منه شيىء شيئا ، ولا يموت إذا ناقتها ولا بركة ناقة بركتها ولا يمرّون بشجرة من أشجار الجنّة ، إلّا لفتهم بثمارها ، ورحلت لهم عن طريقهم كراهية ان ينثلم طريقهم ، وأن يفرق بين الرجل ورفيقه ، لمّا رفعوا الى الجبّار تبارك وتعالى قالوا : ربّنا أنت السّلام ومنك السلام ولك ، يحق الجلالة والاكرام ، قال : فقال : أنا السلام ومنّي السلام ولي يحقّ الجلالة والاكرام ، فمرحبا بعبادي الّذي احفظوا وصيّ في أهل بيت نبيّ ، رعو حقّي ، وأخافوني بالغيب ، وكانوا منّي على كلّ حال مشفقين (٢).

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) نور الثقلين ج ٤ ص ١٤٢ ، وسعد السعود ص ١٠٩ والبحار ج ٦٨ ص ٧٢ في حديث ١٣١.

٣٢٩

سورة النّجم

قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٤)

٦٣٢ ـ محمد بن العباس عن احمد بن القسم عن احمد بن محمد عن احمد بن الخالد الأزدي عن عمر بن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ، ما فتنتم إلّا ببغض آل محمّد إذا مضى ، (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ،) بتفضيل أهل بيته الى قوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).

٦٣٣ ـ وعنه عن احمد بن القسم عن منصور بن العباس عن الحصين عن العباس القصباني عن داود بن الحسين عن فضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لمّا أوقف رسول الله «ص» أمير المؤمنين يوم الغدير افترق النّاس ثلاث فرق ، فقالت فرقة : ضلّ محمّد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : بهواه يقول في أهل بيته وابن عمّه ، فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(٢).

٦٣٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ،) قال : أقسم بقرب محمد اذا قبض ، (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ،) بتفضيل أهل بيته ، (وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ،) يقول : ما يتكلم في أهل بيته بهواه ،

__________________

(١) البرهان ص ١٠٥٥.

(٢) البرهان ص ١٠٥٥.

٣٣٠

وهو قول الله عزوجل : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).

قوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩)

٦٣٥ ـ الشيخ «ره» في اماليه قال : أخبرنا أبو الفتح الهلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : الجعابي قال : حدّثنا أبو عثمان سعد بن عبد الله بن عجب الأنباري قال : حدّثنا خلف بن درست قال : حدّثنا أبو القاسم بن هارون قال : حدّثنا سهل بن سفيان عن همام عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله «ص» : لمّا عرج بي الى السماء دنوت من ربّي عزوجل حتّى كان بيني وبينه قاب قوسين او أدنى ، فقال : يا محمّد ، من تحبّ من الخلق؟ قلت : يا ربّ عليّا ، قال : إلتفت يا محمّد ، فالتفتّ عن يساري فإذا عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» (٢).

سورة القمر

قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢)

٦٣٦ ـ محمد ابراهيم النعماني قال : أخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن التميمي قال : حدّثني عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال : كنت عند أبي عبد الله «عليه‌السلام» فسمعت رجلا من همدان يقول : إنّ هؤلاء العامّة يعيّرونا ويقولون لنا : إنّكم تزعمون إنّ مناديا ينادي من السّماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متّكأ ، فغضب وجلس ، ثمّ قال : لا تروه عنّي وأروه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أنّي سمعت أبي يقول : والله إنّ ذلك

__________________

(١) روضة الكافي ص ٣٨٠.

(٢) البرهان ص ١٠٥٧ وامالي الطوسي ص ٢٢٥.

٣٣١

في كتاب الله جلّ وعزّ ، ليبيّن حيث يقول : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ،) ولا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلّت رقبته ، فيؤمن أهل الأرض اذا سمعوا الصوت من السماء : الا إنّ الحقّ في عليّ بن أبي طالب وشيعته ، قال : فإذا كان من الغد ، صعد إبليس في الهواء ، حتّى يتوارى عن أهل الأرض ثمّ ينادي : ألا إنّ الحقّ في عثمان بن عفّان ، فإنّه قتل مظلوما فاطلبوا دمه ، قال : فيثبّت الله الّذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ وهو النّداء الأوّل ، ويرتاب يومئذ الّذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك ليبرؤن منّا ، يتناولوننا ويقولون : إنّ المنادي الأوّل سحر من أهل هذا البيت ، ثمّ تلى أبو عبد الله «ع» قول الله عزوجل : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(١).

قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥)

٦٣٧ ـ محمد بن يعقوب عن عليّ بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي قلت : إنّ المتّقين ، قال : نحن والله وشيعتنا ، ليس على ملّة ابراهيم غيرنا وسائر النّاس منها برآء (٢).

٦٣٨ ـ في مناقب موفق بن احمد قال : روى السيد أبو طالب باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله «ص» لعليّ «عليه‌السلام» : إنّ من أحبّك وتولّاك أسكنه الله الجنّة معنا ، ثمّ قال : وتلى رسول الله «ص» : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(٣).

__________________

(١) البرهان ص ١٠٦٥ والغيبة للنعماني ص ٢٦٠ ح ١٩ ط مكتبة الصدوق.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٥ ح ٩١.

(٣) البرهان ص ١٠٦٧.

٣٣٢

سورة الرّحمن

قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٢٢)

٦٣٩ ـ علي بن ابراهيم باسناده عن يحيى بن سعيد القطّان قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول في قول الله عزوجل : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (أمير المؤمنين وفاطمة «عليهما‌السلام») (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (الحسن والحسين عليهما‌السلام») (١).

أقول : في رواية ابن بابويه عن سعيد العطان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ،) قال : عليّ وفاطمة بحران من العلم عميقان ، لا يبغي أحدهما على صاحبه ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ،) الحسن والحسين (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ ص ٣٤٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٠٦٩.

٣٣٣

قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢٧)

٦٤٠ ـ قال علي بن ابراهيم : قال عليّ بن الحسين ، نحن الوجه الّذي يوتى منه (١).

٦٤١ ـ الصدوق «ره» في عيون الأخبار باسناده الى أبي الصّلت الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرّضا «عليه‌السلام» : يا بن رسول الله فما معنى الخبر الّذي رواه ، إنّ ثواب لا إله إلّا الله ، النظر الى وجه الله تعالى ، فقال «عليه‌السلام» : يا أبا الصّلت من وصف الله تعالى ، بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبيائه ورسله وحججه «عليهم‌السلام» ، هم الّذين بهم يتوجه الى الله عزوجل والى دينه ومعرفته ، وقال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ،) وقال : كلّ شيىء هالك إلّا وجهه (٢).

قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (٣٩)

٦٤٢ ـ في بشارات الشيعة للصدوق «ره» باسناده الى ميسره في حديث قال له الرّضا «عليه‌السلام» : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ) (منكم) (إِنْسٌ وَلا جَانٌ)(٣).

قوله تعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) (٤١)

٦٤٣ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن احمد قال : أخبرنا عبد الله بن موسى عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ ،) قال : الله يعرفهم ولكن انزلت في القآئم «عليه‌السلام» يعرفهم بسيماهم ،

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٠٤٥ وتفسير القمي ج ٢ / ٣٤٥.

(٢) العيون ج ١ ص ١١٥ ح ٣ وفضائل الشيعة ص ٤٠ ح ٤٣.

(٣) البرهان ص ١٠٧١.

٣٣٤

فيخبطهم بالسّيف ، هو وأصحابه بالسيف خبطا (١).

قوله تعالى : («فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ) (٥٢) وقوله عزوجل : (مُدْهامَّتانِ) (٦٤) وقوله سبحانه : (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ») (٦٦)

٦٤٤ ـ سعد السعود للسّيد بن طاووس «ره» نقلا عن تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» عن رسول الله «ص» في حديث يقول مخاطبا لمقداد بعد أن ذكر شيعة عليّ وكرامتهم عند الله : فلا يزال يا مقداد ومحبّي عليّ بن أبي طالب في العطايا والمواهب ، حتّى إنّ للمقصّرين من شيعة عليّ يتمنّى في امنيّته مثل جميع الدينا منذ خلقها الله الى يوم القيامة ، قال لهم تبارك وتعالى : لقد قصّر في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحقّ لكم ، فانظروا الى مواهب ربّكم ، فاذا قباب وقصور في أعلى علّيّين من ياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يظهر نورها ، فلو لا إنّه مسخر إذن للمعت الأبصار منها ، فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالرباط الأصفر ، مبثوثة بالزّبرجد الأخضر ، والفضّة البيضاء ، والذهب الأحمر ، قواعدها وأركانها من الجواهر ، ينوّر من أبوابها وأعراضها ، ونور شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدّري في النهار المضيىء ، واذا على باب كلّ قصر من تلك القصور : (جَنَّتانِ مُدْهامَّتانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ)(٢).

قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠)

٦٤٥ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين

__________________

(١) غيبة النعماني : ص ٢٤٢ ح ٣٩.

(٢) نور الثقلين ج ٤ ص ١٩٧ وسعد السعود ص ١١٠ ـ ١١١ و ٧١ ـ ٧٤ والبحار : ٦٨ ص ٧٣ في حديث ١٣١.

٣٣٥

قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الرجل للرجل : جزاك الله خيرا ، ما يعني ، فقال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : إنّ خيرا نهر في الجنّة ، مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الأوصياء ، وشيعتهم ، على حافتي النّهر جوارى نابتات ، كلّما قلعت واحدة نبتت اخرى ، سمّي بذلك النّهر ، وذلك قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ،) فاذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا ، فانما يعني بذلك المنازل الّتي قد أعدّه الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه (١).

سورة الواقعة

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١)

٦٤٦ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الراضي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ،) قال : نطق الله بهذا يوم ذرء الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألف سنة ، فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : إنّ الله عزوجل لمّا أراد أن يخلق الخلق من طين رفع لهم نارا ، وقال لهم : أدخلوها فكان أوّل من دخلها محمّد وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة من الأئمّة إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السّابقون (٢).

قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٧٦ والروضة ص ٢٣٠ ح ٢٩٨.

(٢) البرهان ص ١٠٧٦ والغيبة للنعماني ص ٢٤٢ ح ٣٩.

٣٣٦

الْيَمِينِ) (٩١)

٦٤٧ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن ابراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن عمران عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قول الله : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ،) قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : هم شيعتنا ومحبّونا (١).

٦٤٨ ـ محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرّحمن بن الفضيل عن جعفر بن الحسين عن أبيه عن محمد بن زيد عن أبيه قال : سألت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) (٨٩) ، فقال : هذا في أمير المؤمنين والأئمّة من بعده (٢).

٦٤٩ ـ محمد بن العباس أيضا عن الحسين بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل عن محمد بن عمران قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» بقوله عزوجل : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ،) قال : ذلك منزلة عند الإمام ، قلت : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ،) قال : ذلك من وصف بهذا الأمر ، قلت : (إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ،) قال : الجاحدين للإمام (٣).

سورة الحديد

قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ ...) (١٠)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٢.

(٢) البرهان ص ١٠٨٢.

(٣) البرهان ص ١٠٨٣.

٣٣٧

٦٥٠ ـ الشيخ «ره» في مجالسه روى بأسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن الحسن «عليه‌السلام» في خطبة خطبها عند صلح معاوية بمحضره ، قال «عليه‌السلام» فيها : فكان أبي سابق السابقين الى الله عزوجل والى رسوله «ص» وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ،) فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا ، وأوّلهم الى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأوّلهم على وجده وسعته نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ،) فالنّاس من جميع الأمم تستغفر له لسبقه إيّاهم الى الإيمان بنبيّه «ص» وذلك إنّه لم يسبقه الى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ،) فهو سابق جميع السّابقين فكما أنّ الله عزوجل فضّل السّابقين على المتخلّفين والمتأخّرين ، فضّل سابق السّابقين على السابقين ، الى آخر الخطبة (١).

قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) (١١)

٦٥١ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن عبد العزيز بن المهتدي عن رجل عن أبي الحسن الماضي «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ،) قال : صلة الإمام في دولة الفسقة (٢).

قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ...) (١٢)

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٤ وامالي الشيخ ج ٢ / ١٧٨.

(٢) روضة الكافي ص ٢٦١ ح ٣٠٢ ونحوه في الاصول ج ١ ص ح ٤ باب صلة الإمام.

٣٣٨

٦٥٢ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» : نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم ، أئمّة المؤمنين يوم القيامة ، يسعى بين ايدي المؤمنين وبايمانهم ، حتّى ينزلوا منازل أهل الجنّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٥)

٦٥٣ ـ محمد بن العباس عن احمد بن حوزة عن ابراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد وعمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير ، قال : سئل رسول الله «ص» عن قول الله عزوجل : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) ، فقال : أنا السّور وعليّ الباب وليس يؤتى السّور إلّا من قبل الباب (٢).

قوله تعالى : (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١٦)

٦٥٤ ـ النعماني قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا حميد بن زياد الكوفي قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال : حدّثنا احمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّد «عليه‌السلام» قال سمعته

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٦ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ ذيل حديث ٥.

(٢) البرهان ج ٢ ص ١٠٨٦ طبعة القديمة.

٣٣٩

يقول : نزلت هذه الآية الّتي في سورة الحديد : (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) ، من أهل زمان الغيبة ، ثمّ قال : (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ، وقال : إنّ الامد ، امد الغيبة (١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ، أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ...) (١٩)

٦٥٥ ـ الشيخ «ره» في التهذيب باسناده عن احمد بن محمد بن عيسى عن مردان عن أبي خضيرة عن من سمع علي بن الحسين «عليه‌السلام» يقول : وذكر الشهداء ، قال : فقال بعضنا في المبطون ، وقال بعضنا في الّذي يأكله السبع ، وقال بعضنا غير ذلك ممّا يذكر في الشهادة ، فقال أنسان : ما كنت أدري إنّ الشهيد إلّا من قتل في سبيل الله ، فقال علي بن الحسين «عليه‌السلام» : إنّ الشهداء إذا لقليل ، ثمّ قرء الآية : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ، أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، ثمّ قال : هذه لنا وشيعتنا (٢).

٦٥٦ ـ في خطبة أمير المؤمنين : فانّ من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا (٣).

قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢١)

٦٥٧ ـ ابن شهر آشوب عن الباقر والصادق «عليهما‌السلام» في قوله تعالى : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده وفي قوله : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ

__________________

(١) البرهان ص ١٠٨٦ وكذا الغيبة للنعماني ص ٢٤ في المقدمة.

(٢) البرهان ص ١٠٨٧ والتهذيب ج ٦ / ١٦٧ ح ٣١٨.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٦.

٣٤٠