آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

كان يقيني الحرّ والبرد (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ...) (٤٦)

٥٠٩ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن احمد عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) ، فقال : إنّما اعظكم بولاية عليّ «عليه‌السلام» هي الواحدة الّتي قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ)(٢).

قوله تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) (٤٧)

٥١٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد ، عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، قال : من تولّى الأوصياء من آل محمّد «ص» واتّبع آثارهم فذلك نزيده من ولاية من مضى من النّبيّين والمؤمنين الأولين ، حتّى تصل ولايتهم الى آدم وقوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ، ندخله الجنّة ، وهو قول الله عزوجل : (ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) ، يقول أجر الموّدة الّذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به ، وتنجون من عذاب يوم القيامة (٣).

قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٥٢)

٥١١ ـ محمد بن ابراهيم النعماني عن علي بن احمد عن عبد الله بن موسى

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٠ ـ ٣٥١ ح ١ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٠٢.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٠ ح ٤١.

(٣) الروضة ص ٣٧٩ ح ٥٧٤.

٢٦١

بن العباس عن عبد الله بن محمّد قال : حدّثنا محمد بن خالد عن الحسن بن المبارك عن أبي اسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني عن علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قال : المهدي أقبل جعد ، بخدّه خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، فاذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل إمرأة ، تسعة أشهر يخرج بالشّام فينقاد له أهل الشّام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ ، يعصمهم الله عن الخروج معه ، ويأتي المدينة بالجيش الجرّار حتّى اذا إنتهى الى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عزوجل في كتابه : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)(١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٤ ـ ٣٣٥ ، والغيبة للنعماني ص ٣٠٤ ح ١٤.

٢٦٢

سورة فاطر

قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ...) (٨)

٥١٢ ـ علي بن ابراهيم عن احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمّار يرفعه في قوله : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ،) قيل : نزلت في زريق وحبتر (١).

قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (١٠)

٥١٣ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمّار الأسدي عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قول الله عزوجل : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ،) قال : الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ، ولايتنا أهل البيت ،

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٣٥٨ ، وتفسير القمي / ٢٠٧.

٢٦٣

وأهوى بيده الى صدره ، فمن لم يتولّانا لم يرفع الله له عملا (١).

قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ...) (٣٢)

٥١٤ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى عن احمد بن عمر قال : سألت أبا الحسن الرضا «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية ، فقال : ولد فاطمة «عليها‌السلام» والسابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف بالإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام (٢).

قوله تعالى : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٤)

٥١٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب عن أبي الحسن أحمد بن محمّد الشعراني عن أبي محمد عبد الباقي عن عمر بن سنان الحنفي ، عن صاحب بن سليمان عن وكيع بن الجراح عن سليمان الأعمش بن ظبيان عن أبي ذر «رحمه‌الله» ، قال : رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النّبي «ص» إذ إنكبّ سلمان على قدم رسول الله يقبّلها فزجره النّبي «ص» عن ذلك ، ثمّ قال له : يا سلمان لا تصنع بي كما صنع الاعاجم بملوكها ، انّما أنا عبد من عبيد الله ، آكل كما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد ، فقال له سلمان يا مولاي : سئلتك بالله إلّا اخبرتني بفضل فاطمة «عليها‌السلام» يوم القيامة ، قال : فأقبل النّبي «ص» ضاحكا مستبشرا ، ثمّ قال : والّذي نفسي بيده أنّها الجارية الّتي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ، وحظامها من جلال الله ، وعنقها من بهاء الله ، وسنامها من رضوان الله ، وذنبها من قدس الله ، وقوائمها من مجد الله ، ان مشت سجّت ، وان رغت قدّست ، عليها هودج من نور ، فيه جارية أشبه حورية ، عزيزة جمعت فخلفت

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٠ ح ٨٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٢١٥ ح ٣.

٢٦٤

وصنعت فمثلت ثلاثة أصناف ، فأوّلها من مسك أظفر ، وأوسطها من العنبر الأشهب ، وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو تفلت في سبعة ابحر مالحة لعذبت ، ولو اخرجت خنصرها الى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر ، جبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن شمالها ، وعليّ امامها ، والحسن والحسين ورائها ، والله يكلأها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة ، فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : معاشر الخلائق غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤسكم ، هذه فاطمة بنت محمّد نبيّكم ، زوجة عليّ إمامكم ، أمّ الحسن والحسين ، فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوتان فاذا دخلت الجنّة ونظرت الى ما أعدّ الله بها من الكرامة قرئت : بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ ،) قال : فيوحي الله عزوجل اليها : يا فاطمة سليني أعطك ، وتمنّي عليّ أرضيك فتقول : الهي أنت المنى وفوق المنى ، أسئلك ان لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي ، فأوحى الله تعالى إليها ، يا فاطمة وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السّموات والارض بألفي عام أن لا أعذّب محبيك ومحبّي عترتك بالنّار (١).

__________________

(١) البحار ٢٧ / ١٣٩ ح ١٣٤ ، امالي الشيخ ج ٢ ص ١١٤ حديث شبيه بهذا والبرهان ج ٣ ص ٣٦٥ ح ١.

٢٦٥
٢٦٦

سورة يس

قوله تعالى : (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) (٦)

٥١٦ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن مسلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألت عن قول الله (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ ،) قال : لتنذر قوم الّذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله وعن رسول الله وعن وعده ، (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ،) مما لا يقرّون بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» والأئمّة من بعده ، فهم لا يؤمنون بإمامة أمير المومنين والأوصياء من بعده فلما لم يقرّوا كان عقوبتهم ما ذكر الله ، (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ،) في نار جهنّم ، ثمّ قال : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ،) عقوبة منه ، حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين ، والأئمّة من بعده في الدنيا والآخرة في نار جهنّم مقمحون ، ثمّ قال : يا محمّد (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ،) بالله وبولاية عليّ «عليه‌السلام» ومن بعده ثمّ قال : (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ،) يعني

٢٦٧

أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ ،) يا محمّد (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)(١).

قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١٢)

٥١٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن محمد السقر الصائغ قال : حدّثنا عيسى بن محمد بن العلوي قال : حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال : حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال : حدّثنا حرب بن الحسن قال : حدّثنا احمد بن اسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر «عليه‌السلام» محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّه «عليهم‌السلام» ، قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله «ص» : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ،) قام أبو بكر وعمر من مجلسيهما فقالا : يا رسول الله ، هو التوراة ، قال : لا ، قالا : هو الإنجيل ، قال : لا ، قالا : فهو القرآن ، قال : لا ، قال : فأقبل عليّ أمير المؤمنين «عليه‌السلام» فقال رسول الله «ص» : هو هذا ، إنّه الإمام الّذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيىء (٢).

قوله تعالى : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (٢٠)

٥١٨ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : روى باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال : قال رسول الله «ص» الصديقون ثلاثة ، حبيب النجّار ، مؤمن آل ياسين ، الّذي يقول : (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ،) وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وهو أفضلهم (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣٢ ح ٩٠.

(٢) البرهان ص ٨٨٦ ، وامالي الشيخ الصدوق ١٤٤ ومعاني الأخبار ص ٩٥ ح ١.

(٣) البرهان ص ٨٨٨ وامالى الصدوق ٢٨٥.

٢٦٨

٥١٩ ـ الثعلبي في تفسيره باسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : سباق الأمم ثلاثة ، لم يكفروا بالله طرفة عين ، عليّ بن أبي طالب ، وصاحب ياسين ، ومؤمن آل فرعون ، وهم الصدّيقون وعليّ أفضلهم (١).

قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) (٣٧)

٥٢٠ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن احمد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : قال الله عزوجل لمحمّد «ص» : (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ،) قال : لو أني أمرت أن اعلمكم الّذي اخفيتكم في صدوركم من استعجالكم لموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ، فكان مثلكم كما قال الله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ،) يقول : أضائت الأرض بنور محمّد «ص» كما تضيىء الشّمس ، فضرب الله مثل محمّد «ص» الشمس ، ومثل الوصّي القمر وهو قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ،) وقوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ ،) وقوله عزوجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ،) يعني قبض محمّد «ص» فظهرت الظلمة ، لم يبصروا فضل أهل البيت ، وهو قوله عزوجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(٢).

__________________

(١) البرهان ص ٨٨٨.

(٢) روضة الكافي ص ٣٨٠ ح ٥٧٤.

٢٦٩
٢٧٠

سورة الصّافّات

قوله تعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ) (٢٢)

٥٢١ ـ قال علي بن ابراهيم : قال ، قال الّذين ظلموا آل محمّد حقّهم وازواجهم يعني قال : قال أشياعهم : وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى الصّراط الجحيم (١).

قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢٤)

٥٢٢ ـ الصدوق «ره» قال روى عن محمد بن عمر الحافظ الجعاني قال : حدّثني عبد الله بن محمد بن سعد بن زياد من أصل كتابه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حفص بن عمر العمري قال : حدّثنا عصام بن تليغ عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النّبي «ص» في قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ،) قال : عن ولاية عليّ «عليه‌السلام» على ما صنعوا في امره وقد اعلمهم الله عزوجل انّه الخليفة من

__________________

(١) تفسير القمي ٢ / ٢٢٢ والبرهان ص ٨٩٢ الطبعة القديمة.

٢٧١

بعد رسوله (١).

٥٢٣ ـ أبو الحسن الشاذاني عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله «ص» يقول : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلّا ببراة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ومن لم تكن له براة أمير المؤمنين أكبّه الله على منخره في النّار ، وذلك قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ،) قلت : فداك أبي وامّي يا رسول الله «ص» ، ما معنى براة أمير المؤمنين «عليه‌السلام»؟ قال : مكتوب «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول الله (٢).

قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٨٣)

٥٢٤ ـ قال شرف الدين النجفي روى عن مولانا الصّادق «عليه‌السلام» أنّه قال : قوله عزوجل : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ،) أي ابراهيم من شيعة عليّ «عليه‌السلام» ، ويدلّ على هذا ما روى الشيخ محمد بن الحسن عن محمد بن وهبان عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم عن العباس بن محمد قال : حدّثني أبي عن الحسن بن أبي حمزة عن أبي بصير يحيى بن القاسم قال : سئل جابر بن يزيد الجعفي عن جعفر بن محمّد الصادق «عليه‌السلام» عن تفسير هذه الآية ، (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ،) فقال : إنّ الله سبحانه لمّا خلق ابراهيم «ع» كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا الى جنب العرش ، فقال : إلهي ما هذا النّور؟ فقيل له : هذا نور محمّد «ص» صفوتي من خلقي ، ورأى نورا الى جنبه فقال : الهي وما هذا النّور؟ فقيل له : هذا نور

__________________

(١) البرهان ص ٨٩٣ ومن سورة الصافات رقم الصفحات من الطبعة القديمة ، والعيون ٢ / ٥٩ ح ٢٢٢ ، كشف الغمة ص ٨٩ و ٩٠ ورواه عن أبي سعيد أيضا في شواهد التنزيل ٢ / ١٠٦ ح ٧٨٦.

(٢) البرهان ص ٨٩٣.

٢٧٢

عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ناصر ديني ، ورأى الى جنبها ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي وما هذه الأنوار؟ فقيل : هذه نور فاطمة ، فطمت محبّيها من النّار ، ونور ولديها الحسن والحسين ، فقال : إلهي وأرى تسعة أنوار قد حفّوا بهم ، قيل : يا ابراهيم ، هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة ، فقال ابراهيم : الهي بحقّ هؤلاء الخمسة إلّا ما عرفتني من التسعة ، فقيل : يا ابراهيم ، اوّلهم علي بن الحسين وابنه محمّد ، وابنه جعفر وابنه موسى وابنه عليّ وابنه محمّد وابنه عليّ وابنه الحسن والحجّة القائم ابنه ، فقال ابراهيم : الهي وسيّدي ، أرى أنورا قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلّا أنت ، قيل : يا ابراهيم ، هؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، فقال ابراهيم : وبما شرف شيعتهم؟ فقيل : بصلاة إحدى وخمسين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع والتّختّم في الأيمن ، وعند ذلك قال ابراهيم : أللهمّ إجعلني من شيعة أمير المؤمنين ، قال : فأخبر الله في كتابه فقال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(١).

قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠)

٥٢٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم الطالقاني قال : حدّثنا أبو احمد عبد العزيز بن يحيى عن احمد بن عيسى الجلودي البصري قال : حدّثنا محمد بن سهل قال : حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة العجلي قال : حدّثنا وحيد بن نافع قال : حدّثنا كادح عن الصادق «عليه‌السلام» جعفر بن محمد عن آبائه عن عليّ «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، قال : ياسين محمّد ونحن آل ياسين (٢).

__________________

(١) تأويل الآيات في تأويل الآية ٨٣ من الصافات.

(٢) الامالي ص ٢٨٢.

٢٧٣

أقول : هذه الآية قرئت بقرائة المشهورة : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) كما ورد في روايات كثيرة.

قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١٦٤)

٥٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد ، محمد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعت يقول : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ،) قال : في الأئمّة والأوصياء من آل محمّد «ص» (١).

٥٢٧ ـ محمد بن العباس بأسناده عن الربيع بن عبد الله الهاشمي عن أشياخ من آل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قالوا : قال عليّ في بعض خطبه : إنّا آل محمّد كنّا أنوارا حول العرش فأمرنا الله بالتسبيح ، فسبّحناه وسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ثمّ أهبطنا إلى الأرض ، فأمر الله بالتّسبيح فسبّحنا وسبّحت أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبّحون (٢).

__________________

(١) تفسير القمي ٢ / ٢٢٧.

(٢) البرهان ٢ / ٩١٠ ، الطبعة القديمة.

٢٧٤

سورة ص

قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) (٢٠)

٥٢٨ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني «رضي الله عنه» قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال : كان الرضا «عليه‌السلام» يكلّم النّاس بلغاتهم وكان والله افصح النّاس واعلمهم بكل لغة ، فقلت له يوما : يا بن رسول الله إني لأعجب معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ، فقال : يا بن الصلت إنّي حجّة الله على خلقه ، وما كان الله يتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أما بلغك ما قال أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : واوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات (١).

قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (٢٨)

٥٢٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثني يحيى بن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا ص ٣٤٣.

٢٧٥

زكريّا العلوي عن علي بن حسان بن عبد الرحمن بن كثير ، قال : سئلت الصادق «عليه‌السلام» عن قوله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) قال : أمير المؤمنين وأصحابه ، (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ،) حبتر وزريق وأصحابهما ، (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ ،) أمير المؤمنين وأصحابه ، كالفجّار ، حبتر وذلّام وأصحابهما (١).

قوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٩)

٥٣٠ ـ علي بن ابراهيم قال : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ،) هم أمير المؤمنين والأئمّة «عليهم‌السلام» (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ،) فهم أهل الألباب الباقية ، قال : وكان أمير المؤمنين يفتخر بها ، ويقول : ما اؤتي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما اعطيته (٢).

قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣٩)

٥٣١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن المنذر الخيّاط عن زيد الشحام قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ،) قال : أعطي سليمان ملكا ، ثمّ جرت هذه الآية في رسول الله «ص» فكان له أن يعطي ما يشاء من يشاء ويمنع من شاء ، واعطاه أفضل ممّا أعطي سليمان ، لقوله تعالى : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٣).

قوله تعالى : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢)

__________________

(١) تفسير القمي ج ٢ / ٢٣٤.

(٢) تفسير القمي ج ٢ / ٢٣٤.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٢٦٨ ح ١٠.

٢٧٦

٥٣٢ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر ، قال : دخلت على علي بن أبي عبد الله «عليه‌السلام» فقال : كيف أصحابك ، فقلت : جعلت فداك لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والّذين اشركوا ، فقال : أما والله لا يدخل النّار منكم أثنان ، لا والله ولا واحد ، إنّكم الذين قال الله عزوجل : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ، إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ،) ثمّ قال : إن طلبوكم في النّار والله فما وجدوا منكم واحدا (١).

٥٣٣ ـ محمد بن يعقوب باسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إذا استقر أهل النّار في النّار يفقدوكم فلا يرون منكم أحدا فيقول بعضهم لبعض : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ،) وذلك قول الله عزوجل : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ،) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدّنيا (٢).

قوله تعالى : (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) (٧٥)

٥٣٤ ـ الصدوق روى بأسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنت جلوسا عند رسول الله «ص» اذ أقبل إليه رجل ، فقال : يا رسول الله «ص» أخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ،) من هم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة ، فقال رسول الله «ص» : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبّح الله ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله آدم بألفي

__________________

(١) روضة الكافي ص ٧٨ ح ٣٢.

(٢) روضة الكافي ص ١٤١ ح ١٠٤.

٢٧٧

عام ، فلمّا خلق الله آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا ، (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) إلا إبليس أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : (يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ ،) قال من هؤلاء الخمسة المكتوب أسمائهم في سرادق العرش ، فنحن باب الله الّذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله وأسكنه الجنّة ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ولا يحبّنا إلّا من طاب مولده (١).

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٩٣٠ ، وفضائل الشيعة ٧ / ٧.

٢٧٨

سورة الزّمر

قوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٩)

٥٣٥ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله عزوجل : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ،) قال : نحن الّذين يعلمون وعدّونا الّذين لا يعلمون وشيعتنا اولوا الألباب (١).

قوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) (١٨)

٥٣٦ ـ محمد بن يعقوب عن احمد بن مهران عن عبد العظيم الحسنى عن علي بن الأسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ

__________________

(١) اصول الكافي ص ٢١٢ ح ٢.

٢٧٩

أَحْسَنَهُ ،) الى آخر الآية ، قال : هم المسلمون لآل محمّد الّذين اذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا عنه ، وجاؤا به كما سمعوه (١).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ...) (٢٢)

٥٣٧ ـ ابن شهر آشوب حكى عن الواحدي في أسباب النزول الوسيط ، قال : عطاء في قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ،) نزلت في عليّ والحمزة ، (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ،) في أبو جهل وولده (٢).

قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ ...) (٢٩)

٥٣٨ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ،) فلان الاول يجمع المتفرّقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ، ويبرء بعضهم من بعض ، فأمّا (رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ،) فإنّه الأول حقا وشيعته ، ثمّ قال : ان اليهود تفرقوا من بعد موسى على أحد وسبعين فرقة ، منها فرقة في الجنّة وسبعون في النّار ، وتفرّقت النصارى بعد عيسى «ع» على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنّة واحد وسبعون في النّار ، وتفرقت هذه الأمّة بعد نبيّها على ثلاثة وسبعين فرقة ، أثنتان وسبعون فرقة في النّار وفرقة في الجنّة ، ومن الثلاثة وسبعين فرقة ، ثلاثة عشر فرقة تنتحل ولايتنا ومودّتنا ، اثنتا

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٩١ ح ٨.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٨٠ والبرهان ص ٩٣٦.

٢٨٠