آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣٣)

٣٢١ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن علي بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ،) قال : نزلت في الحسين لو قتل أهل الأرض به ما كان مسرفا (١).

٣٢٢ ـ جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني محمد بن الحسين بن أحمد عن محمد بن الحسن الصفّار عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن رجل قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ،) قال : ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسين ، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا ، وقوله : فلا يسرف في القتل ، أي لم يكن ليصنع شيئا فيكون مسرفا ، ثمّ قال أبو عبد الله «عليه‌السلام» يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها (٢).

قوله تعالى : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٣٦)

٣٢٣ ـ ابن بابويه قال حدّثنا ابو القاسم علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقّاق قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : حدّثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا «ع» عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي «عليه‌السلام» قال : قال رسول الله «ص» : ان

__________________

(١) البرهان ٢ / ٤١٨ والروضة ص ٢٥٥ ح ٣٦٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤١٨ وكامل الزيارة ص ٦٣ باب ١٨ ح ٥.

١٦١

أبا بكر منّي بمنزلة السمع ، وان عمر منّي بمنزلة البصر ، وإنّ عثمان منّي بمنزلة الفؤاد ، فلمّا كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت له : يا أبة سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ، فقال : نعم ، ثمّ أشار اليهم ، فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسئلون عن ولاية وصيّ هذا وأشار الى عليّ بن أبي طالب «عليه‌السلام» ثمّ قال : إنّ الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ،) ثمّ قال : وعزّة ربّي إنّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة ومسؤولين عن ولايتة وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(١).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) (٥٥)

٣٢٤ ـ روى ابن شهر آشوب عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح في قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ،) قال : فضّل الله محمّدا «ص» بالعلم ، والفضل والعقل على جميع الرسل ، وفضّل علي بن أبي طالب على جميع الصديقين بالعلم والعقل (٢).

قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠)

٣٢٥ ـ العياشي عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا : سألناه عن قوله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ،) قال : إنّ رسول الله «ص» أرى رجالا على المنابر يردّون النّاس ضلالا زريق وزفر والشجرة الملعونة في القرآن ، قال : هي

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ وراجع العيون ١٧٤.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٢٤ والمناقب ج ٣ ص ٩٩.

١٦٢

بنو أميّة (١).

قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (٧١)

٣٢٦ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن محمود عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مردان عن فضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ،) فقال : يا فضيل إعرف إمامك اذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّره ، من عرف إمامه ثمّ مآت قبل ان يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره بل بمنزلة من قعد تحت لوائه ، قال : وقال بعض أصحابه : من استشهد مع رسول الله «ص» (٢).

قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٧٣)

٣٢٧ ـ محمد بن العباس «ره» قال : حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن النجّار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه «صلوات الله عليهما» أنّه قال : كان القوم قد أرادوا النبيّ «ص» ليربط رأيه في عليّ «عليه‌السلام» وليمسك عنه بعض الإمساك حتّى أنّ بعض نسائه الححن عليه في ذلك فكاد يركن اليهم بعض الركون ، فأنزل الله عزوجل : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ، وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)(٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٢٥ ، تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٩٧.

(٢) الكافي ج ١ ص ٣٧١ ح ٢.

(٣) البرهان ج ٢ ص ٤٣٤.

١٦٣

قوله تعالى : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧)

٣٢٨ ـ العياشي عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال : أن الله قضى الإختلاف على خلقه وكان أمرا قد قضى في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم وهي السّنن والمثل جرى على النّاس فجرت علينا كما جرت على الامم من قبلنا ، وقول الله حق ، قال الله تبارك وتعالى لمحمّد «ص» : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(١) وقال : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)(٢) وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والمثل ثمّ مرّوا على قوم يعبدون الأصنام قالوا : يا موسى إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال : إنّكم قوم تجهلون ، وخلّف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار ، فقالوا هذا إلهكم وإله موسى ، وتركوا هارون وقال : يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري ، قالوا : لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى ، فضرب لكم أمثالهم وبيّن لكم كيف صنع بهم ، وقال : إنّ نبيّ الله «ص» لم يقبض حتى أعلم النأس أمر علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال : إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ، وكان صاحب رآية رسول الله في المواطن كلّها ، وكان معه في المسجد يدخله على كلّ حال ، وكان أوّل النّاس إيمانا به ، فلمّا قبض نبيّ الله كان الّذي كان لمّا قد قضى من الاختلاف وعمده عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله «ص» بعد ، فلمّا رأى ذلك عليّ «عليه‌السلام» ورأى النّاس قد بايعوا أبا بكر خشيّة أن يفتتن النّاس ففزع الى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف فلمّا أرسل أبو بكر اليه أن تعال فبايع ، فقال عليّ : لا أخرج حتى أجمع

__________________

(١) يونس آية ١٠٢.

(٢) الرّوم آية ٣٠.

١٦٤

القرآن فأرسل اليه مرّة اخرى فقال : لا أخرج حتّى أفرغ ، فأرسل اليه الثالثة عمر رجلا يقال له قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله «ص» تحول بينه وبين علي ، فضربها فأنطلق قبله وليس معه عليّ ، فخشى أن يجمع عليّ النّاس فأمر بحطب فجعل الحطب على باب بيته ثمّ انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليّ «عليه‌السلام» بيته وفاطمة والحسن والحسين ، فلمّا رأى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (١).

قوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (٧٩)

٣٢٩ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن زرعة بن سماعة عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سألته عن شفاعة النّبي يوم يقوم القيامة ، قال : يلزم النّاس يوم القيامة العرق فيقولون : إنطلقوا بنا الى آدم ليشفع لنا عند ربّه ، فيقول : إنّ لي ذنب وخطيئة فعليكم بنوح ، فيأتون نوحا فيردّهم الى من يليه ، فيردّهم كلّ نبيّ الى من يليه حتّى ينتهوا الى عيسى فيقول : عليكم بمحمّد رسول الله «ص» فيعرضون أنفسهم عليه يسئلونه ، فيقولون : إنطلقوا فينطلقوا الى باب الجنّة ويستقبلوا باب الرّحمن ويخرّ ساجدا فيمكث ما شاء الله فيقول الله : إرفع رأسك واشفع تشفع ، واسئل تعط ، وذلك قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(٢).

٣٣٠ ـ الشيخ الصدوق بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» لعليّ : يا عليّ شيعتنا هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله تعالى نار جهنّم خالدا فيها ، وبئس المصير ، يا عليّ أنت منّي وأنا منك ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ،

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٠٦ ـ ٣٠٨ ، البرهان ج ٢ ص ٤٣٤ و ٤٣٥.

(٢) البرهان ج ٢ ص ٤٣٨ وتفسير القمي ج ٢ ص ٢٥.

١٦٥

وشيعتك خلقوا من فاضل طينتنا ، ومن احبّهم فقد احبّنا ، ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودّهم فقد ودّنا ، يا عليّ إنّ شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا ، أذ اقمت المقام المحمود ، فبشرّهم بذلك ، يا عليّ شيعتك شيعة الله ، وانصارك أنصار الله واوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا عليّ سعد من تولّاك وشقي من عاداك ، يا عليّ لك كنز في الجنّة وأنت ذو قرينها (١).

قوله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٨١)

٣٣١ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن عباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر في قوله عزوجل : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) ، قال : إذا قام القائم أذهب دولة الباطل (٢).

قوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٨٣)

٣٣٢ ـ العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله : إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله : (ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ،) لأهله لا شك فيه ولا ريب ، فأهله أئمة الهدى الّذين قال الله : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٣).

٣٣٣ ـ عن محمد بن أبي حمزة رفعه الى أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : نزل جبرئيل على محمّد «ص» بهذه الآية ، (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ) آل محمد حقهم إلا

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٨ وامالي الصدوق مجلس ٤ حديث ٨.

(٢) الروضة ص ٢٨٧. ج ٢ / ٣٤٨ في باب صفات الشيعة.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٣١٥ والبرهان ٢ / ٤٤٣.

١٦٦

(خَساراً)(١).

قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥)

٣٣٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ،) قال : خلق اعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت (٢).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (٨٩)

٣٣٥ ـ العياشي عن أبى حمزة عن أبى جعفر قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : فأبى أكثر النّاس بولاية عليّ إلّا كفورا (٣).

قوله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (١١٠)

٣٣٦ ـ العياشي عن جابر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» قال : سئلته عن تفسير هذه الآية في قول الله : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ،) قال : لا تجهر بولاية عليّ وهو الصلاة ولا بما اكرمه حتّى أنزل به وذلك قوله ولا تجهر بصلاتك ، وأمّا قوله : ولا تخافت بها فأنه يقول : ولا تكتم ذلك عليّا ، يقول إعلمه بما اكرمته به ، فأمّا قوله : (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ،) قال : تسئلني إنّ ذلك إن تجهر بأمر عليّ بولايته فأذن له بأظهار ذلك يوم غدير خم فهو قوله يومئذ : أللهمّ من كنت مولاه فعليّ

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٣١٥ والبرهان ٢ / ٤٤٣.

(٢) اصول الكافي : ١ / ٢٧٣ ح ٣.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٧ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٤٥.

١٦٧

مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (١).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٥٤ ح ١٢ ، وتفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٩ ح ١٨٠.

١٦٨

سورة الكهف

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ...) (٢)

٣٣٧ ـ العياشي عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر «ع» (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ،) قال : البأس الشديد عليّ «عليه‌السلام» وهو من لدن رسول الله قاتل معه عدوّه فذلك قوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)(١).

قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٩)

٣٣٨ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فاتاهم الله أجرهم مرّتين (٢).

قوله تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (١٨)

__________________

(١) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢١ والبرهان ج ٢ ص ٤٥٥.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٤٨ والبرهان ج ٢ ص ٤٥٦.

١٦٩

٣٣٩ ـ ابن الفارسي قال : قال الصادق «عليه‌السلام» : يخرج القائم من ظهر الكعبة سبع وعشرين رجلا من قوم موسى ، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبع من أهل الكهف ويوشع بن نون وأبو دجانة الأنصاري ومقداد بن الأسود ومالك الاشتر ويكون بين يديه أنصارنا وحكّامنا (١).

قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٢٥)

٣٤٠ ـ محمد بن ابراهيم : النعماني قال : أخبرني احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا محمد بن مفضل بن ابراهيم بن قيس بن زمان الاشعري وسعد بن اسحاق بن سعيد واحمد بن الحسين بن عبد الملك الزيّات ومحمد بن احمد بن الحسين القطواني عن الحسن بن محبوب عن عمر بن ثابت عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي «عليه‌السلام» يقول : والله ليمكنن رجلا منّا أهل البيت ثلثمائة سنة ويزداد تسعا ، قال : قلت له : متى يكون ذلك ، قال : فقال :

بعد موت القائم ، قلت له : وكم يقوم القائم في عالمه ، فقال : تسعة عشر سنة من يوم قيامه الى يوم موته (٢).

قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ (٢٩) ... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (٣٠)

٣٤١ ـ العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمّد «ص» فقال : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) آل محمّد حقّهم نارا (٣).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٦٠.

(٢) الغيبة للنعماني ص ٣٣٢ ح ٣ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٦٥.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٣٢٦ ، والبرهان ج ٢ ص ٤٦٦.

١٧٠

قوله تعالى : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (٣٧)

٣٤٢ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمّد المسلمي عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله قال : لما أخرج علي ملبيّا وقف عند قبر النّبي «ص» قال : يا بن عمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا أن يقتلونني ، فخرجت يد من قبر رسول الله «ص» يعرفون أنها يده ، وصوت يعرفون أنّه صوته ، نحو أبي بكر ، وقال : يا هذا (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)(١).

قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (٤٤)

٣٤٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال : سئلت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ،) قال : ولاية أمير المؤمنين (٢).

قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (٨٣)

٣٤٤ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا احمد بن محمد بن الحسن البزّاز قال : حدّثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : حدّثنا احمد بن عبد الجبّار العطّاردي قال : حدّثنا يونس بن بكر عن محمد بن اسحاق بن بشار المديني عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن رجل من بني اسد قال : سئل رجل عليّا «عليه‌السلام» أرأيت ذي القرنين كيف استطاع ان يبلغ المشرق والمغرب ، قال : سخر الله له السحاب ،

__________________

(١) الاختصاص / ٢٧٤.

(٢) اصول الكافي ١ / ٤٢٢ ح ٥٢.

١٧١

ومدّله في الأسباب ، وبسط له النور ، وكان الليل والنهار عليه سواء (١).

٣٤٥ ـ كتاب الاختصاص للشيخ المفيد «ره» عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن من حدّثه عن عبد الرحمن القصير قال : ابتدأني أبو جعفر «عليه‌السلام» فقال : أما إنّ ذا القرنين قد خيّر السحابين فاختار الذلول ، وذخّر لصاحبكم الصعب ، فقلت : وما الصعب ، فقال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق ، فصاحبكم يركبه أما أنّه سيركب السحاب ويرقى في الاسباب أسباب السموات السبع والارضين السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب ، وروى هذا الحديث الصفّار في بصائر الدرجات (٢).

٣٤٦ ـ محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمد بن الحسن عن صفوان عن الجارث عن حمران بن اعين قال : قلت لأبي جعفر «عليه‌السلام» : اليس قد حدّثتني إنّ عليّا كان محدّثا ، قال : بلى ، قلت : من يحدثه ، قال : ملك يحدثه ، قلت : فأقول أنّه نبيّ أو رسول ، قال : لا ، بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين ، أو ما بلغكم إنّ عليّا «عليه‌السلام» سئل عن ذي القرنين فقيل : كان نبيّا ، قال : لا بل كان عبدا أحبّ الله فأحبّه ، ونصح لله فنصحه ، فهذا فيكم مثله (٣).

قوله تعالى : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) (١٠١)

٣٤٧ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي

__________________

(١) اكمال الدين ص ٣٧٣ باب ٤٠ ح ٢ والبرهان ٢ / ٤٨١.

(٢) الاختصاص ص ١٩٩ والبرهان ج ٢ ص ٤٨١ وبصائر الدرجات ص ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ح ١ و ٣.

(٣) بصائر الدرجات ص ٣٨٧ ح ٧ والبرهان ج ٢ ص ٤٩٢.

١٧٢

بفرغانة قال : حدّثنا أبي ، عن احمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سئل المأمون الرضا علي بن موسى «عليه‌السلام» عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ،) فقال : إنّ غطاء العين لا يمنع من الذّكر والذّكر لا يرى بالعيون ، ولكنّ الله عزوجل شبّه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب بالعميان ، لأنّهم يستثقلون قول النّبي ولا يستطيعون سمعا ، فقال المأمون : فرّجت عنّي فرج الله عنك (١).

قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) (١٠٧)

٣٤٨ ـ العياشي عن عكرمة عن أبن عباس قال : ما في القرآن آية : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلّا وعليّ أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمّد رجل إلّا وقد عاتبه الله وما ذكر عليّا إلّا بخير ، قال عكرمة : إنّي لا علم لعليّ منقبة لو حدّثت بها لبعدت اقطار السموات والأرض (٢).

قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (١٠٩)

٣٤٩ ـ في كتاب مناقب شهر آشوب وتحف العقول والاحتجاج عن أبي الحسن الهادي : ونحن الكلمات الّتي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى (٣).

٣٥٠ ـ في ارشاد القلوب وكشف الحق عن الخوارزمي بإسناده الى ابن عباس

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٤٩٤ والعيون ١ / ١٣٦ حديث ٣٣.

(٢) تفسير العياشي ٢ / ٣٥٢.

(٣) بحار الأنوار ج ٩ ص ٣٥٧ ـ ٣٥٨ الطبعة القديمة وارشاد القلوب ٢ / ٢ والمناقب ج ٤ ص ٤٠٠ وتحف العقول ص ٤٧٩ والاحتجاج ج ٢ ص ٢٥٨ وص ٣٥٨.

١٧٣

قال ، قال : رسول الله «ص» لو أنّ رياض اقلام والحر مداد ، والجنّ حسّاب والانس كتّاب ، لا أحصوا فضائل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠)

٣٥١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر أحمد بن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه والحسين بن أبي العلاء وعبد الله بن أبي وضاح وشعيب العقرقوئي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ، قال : يعني في الخلق أنّه مثلهم مخلوق ، (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) قال : لا يتخذ مع ولاية آل محمّد ولاية غيرهم ، وولايتهم العمل الصالح فمن أشرك بعبادة ربّه فقد أشرك بولايتنا وكفربها وجحد أمير المؤمنين حقّه وولايته (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار ج ٩ ص ٣٥٧ ـ ٣٥٨ الطبعة القديمة وارشاد القلوب ٢ / ٢ والمناقب ج ٤ ص ٤٠٠ وتحف العقول ص ٤٧٩ والاحتجاج ج ٢ ص ٢٥٨ وص ٣٥٨.

(٢) البرهان ج ٣ ص ٢ ح ٢ والطبعة القديمه ٢ ص ٤٩٩ والتفسير القمي ج ٣ ص ٤٧.

١٧٤

سورة مريم

قوله تعالى : (كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (٢)

٣٥٢ ـ ابن بابويه روى عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : حضرت عند جعفر بن محمد «عليه‌السلام» فدخل عليه رجل سئله عن (كهيعص ،) فقال «عليه‌السلام» : كاف كاف لشيعتنا ، هاء هادلهم ، ياء ولي لهم ، عين عالم بأهل طاعتنا ، صاد صادق لهم وعده حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها ايّاهم في بطن القرآن (١).

قوله تعالى : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) (٧)

٣٥٣ ـ روى ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله «ص» في قوله عزوجل : (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ

__________________

(١) معاني الاخبار ص ٢٢ ح ١ وص ٢٨ ح ٦.

١٧٥

سَمِيًّا ،) قال : ذلك يحيى وقرّة عيني الحسين «عليه‌السلام» (١).

٣٥٤ ـ ابن قولويه في كامل الزيارات بسنده عن الصادق «عليه‌السلام» يقول : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ،) الحسين بن علي ويحيى بن زكريّا لم يكن له من قبل سميّا ، ولم تبك السماء إلّا عليهما اربعين صباحا ، ولم تبك على احد غيرهما ، قلت : وما بكائها ، قال : مكثوا اربعين يوما طلع الشمس محمّرة ، قلت : جعلت فداك هذا بكائها ، قال : نعم (٢).

قوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (١٢)

٣٥٥ ـ العياشي عن علي بن اسباط قال : قدمّنا المدينة وانا اريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمّد بن علي الرضا «عليه‌السلام» وهو إذ ذاك خماسي ، فجعلت أتأمّله لاصفه لأصحابنا بمصر ، فنظر إليّ ، وقال : يا علي ان الله أخذ في الإمامة كما اخذ في النبوّة ، فقال سبحانه عن يوسف : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً)(٣) ، وقال عن يحيى : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(٤).

قوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (٣٠)

٣٥٦ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي قال سئلت أبا جعفر «عليه‌السلام» أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجّة الله على أهل زمانه ، فقال : كان يومئذ نبيّا حجّة الله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال : (قالَ إِنِّي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ٥ / الحديث ٤.

(٢) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ١١ ح ٢٢ وكامل الزيارات ص ٨٩ و ٩٠ باب ٢٨.

(٣) سورة يوسف آية ٢٢.

(٤) راجع مجمع البيان ج ٦ ص ٧٨١ طبعة دار المعرفة.

١٧٦

عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ،) قلت : فكان يومئذ حجّة على زكريا في تلك الحالة وهو في المهد ، فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبّر عنها وكان نبيّا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فلم يتكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا حجّة الله عزوجل على النّاس بعد ما صمت عيسى سنتين ، ثمّ مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، أما تسمع قوله : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ،) فلمّا بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوّة والرسالة حين اوحى الله تعالى اليه ، فكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين ، وليس تبقى الارض يا أبا خالد يوما واحد بغير حجّة الله على النّاس منذ خلق الله آدم وأسكنه الارض ، فقلت : جعلت فداك كان عليّ حجّة من الله ورسوله على هذه الأمّة في حياة رسول الله ، فقال : نعم ، يوم أقامه للنّاس ونصبه علما ودعاهم الى ولايته ، وأمرهم بإطاعته ، قلت : وكانت طاعة عليّ واجبة على النّاس في حيوة رسول الله وبعد وفاته ، فقال : نعم ، ولكنّه صمت فلم يتكلم مع رسول الله ، وكانت الطاعة لرسول الله «ص» على الأمّة وعلى عليّ «عليه‌السلام» في حيوة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على النّاس كلّهم لعليّ «عليه‌السلام» بعد وفات رسول الله «ص» وكان عليّ حكيما عالما (١).

قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (٣٧)

٣٥٧ ـ العياشي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «عليه‌السلام» يقول : الزم الأرض لا تحرك يدك ولا رجلك أبدا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، في سنة ترى

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٣٨٢ ح ١.

١٧٧

مناديا ينادي بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، وتسقط طائفة من مسجدها ، فإذا رأيت الترك جاوزوها ، فاقبلت الترك حتّى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الرّوم حتّى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كلّ الأرض من أرض المغرب ، وإنّ أهل الشام يختلفون عن ذلك ، على ثلاثة رآيات ، الاصهب ، والابقع ، والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، يظهر السفياني ومن معه علي بني ذنب الحمار حتّى يقتلو قتلا لم يقتله شيء قطّ ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو من معه قتلا لم يقتله شيء قط ، وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية الّتي يقول الله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ،) إلى آخر هذه الآية (١).

قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (٥٠)

٣٥٨ ـ في حديث ابن بابويه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : يعني به علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» لان ابراهيم كان قد دعا الله عزوجل ان يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى له ولاسحاق ويعقوب لسان صدق عليّا ، فاخبر عليّ «عليه‌السلام» بأن القائم «عليه‌السلام» هو الحادي عشر من ولده ، وأنّ المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا وتهتدي فيها الآخرون ، وأنّ هذا كائن كما هو مخلوق (٢).

قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (٥٤)

٣٥٩ ـ روى صاحب الأربعين بإسناده عن أنس بن مالك عن رسول الله «ص» حديثا فيه : يا أنس من أراد أن ينظر الى اسماعيل في صدقه ، وهو اسماعيل بن

__________________

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٦٤ ح ١١٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٣ في ذيل حديث ٣ واكمال الدين ص ١٣٧.

١٧٨

جزقيل ، وهو الذي ذكره الله في القرآن : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ ،) فينظر الى علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» (١).

قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) (٧٣)

٣٦٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» قول الله عزوجل : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ،) قال : كان رسول الله دعا قريشا الى ولايتنا ، فنفروا ، وانكروا ، الى آخر الحديث (٢).

قوله تعالى : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٨٧)

٣٦١ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثنا جعفر بن احمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ،) إنّ الله اذن له بولاية عليّ ، أمير المؤمنين والأئمّة من بعدي ، وهو العهد عند الله (٣).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (٩٦) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (٩٧)

٣٦٢ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٦ ح ٩.

(٢) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ في حديث ٩٠.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٥٦ ـ ٥٧.

١٧٩

لأبي عبد الله «عليه‌السلام» قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ،) قال : بولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» هو الودّ الّذي قال الله تعالى (١).

٣٦٣ ـ ابن الفارسي في الروضة قال : قال الباقر «عليه‌السلام» : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)(٢) ، فالحسنة ولاية عليّ «عليه‌السلام» وحبّه ، والسّيئة عداوته وبغضه ، ولا يرفع معها عملا ، قال رسول الله «ص» (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ،) وهو عليّ ، (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ،) قال : هو عليّ ، (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ،) قال : بني أميّة قوم ظلمة (٣).

__________________

(١) اصول الكافي ج ١ ص ٤٣١ في حديث ٩٠.

(٢) سورة النمل / آية ٨٤.

(٣) البرهان ج ٣ ص ٣٧.

١٨٠