آيات الأنوار

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي

آيات الأنوار

المؤلف:

آية الله الميرزا محمود اليوسفي الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز انتشارات دار النشر اسلام
المطبعة: مهدية قم المقدسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (٧٧)

٣٩٩ ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المفضل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «عليه‌السلام» في قوله : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ ،) وهو علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» اذا رجع في الرجعة (١).

قوله تعالى : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) (١٠٤)

٤٠٠ ـ محمد بن ابراهيم النعماني في غيبته بإسناده عن كعب الأحبار قال : إذا كان يوم القيامة حشر النّاس على اربعة أصناف ، صنف ركبان ، وصنف على اقدامهم يمشون ، وصنف مكبوبون ، وصنف على وجوههم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ، ولا يكلمون و (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ فَأُولئِكَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ،) فقيل له : يا كعب من هؤلاء الّذين يحشرون على وجوههم وهذه الحالة حالهم ، قال كعب : اولئك الّذين كانوا على الضلال وارتداد والنكث ، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم اذا لقوا الله بحرب خليفتهم ووصىّ نبيّهم وعالمهم وسيّدهم وفاضلهم حامل اللّواء ووليّ الحوض والمرتجى والمرجى دون هذا العالم ، وهو العلم الذي لا يجهل ، والمحجّة الّتي من زال عنها عتب ، وفي النّار هوى ، ذلك عليّ وربّ الكعبة ، أعلمهم علما ، واقدمهم سلما ، واوفرهم حلما ، عجبا ممّن قدّم على عليّ غيره ، ومن نسل عليّ «عليه‌السلام» القائم الذي يبدّل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم على نصارى الرّوم والصين ، ان القائم المهدي من نسل عليّ «عليه‌السلام» أشبه النّاس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وصمتا وهيبة ، يؤتيه الله

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١١٨ والبحار في ٥٣ / ٦٤ ح ٥٥ عن منتخب البصائر.

٢٠١

عزوجل ما أعطى الأنبياء ويؤيّده ويفضلّه ، ان القائم من ولد عليّ له غيبة كغيبة يوسف ، ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ، يظهر بعد غيبة مع طلوع نجم الأحمر ، وخراب الزوراء وهي ريّ ، وخسف المزورة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد عباس مع فتيان ارمينه وآذربايجان ، وتلك حرب يقتل فيها الوف والوف كلّ يقبض على سيف محلى تخفف عليه رآيات سود ، تلك حرب يشوبها الموت الأحمر والطاعون الأكبر (١).

قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) (١١١)

٤٠١ ـ ابن شهر آشوب عن سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن بن مسعود في قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا ،) يعني بصبر علي بن أبي طالب ، وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» في الدّنيا على الطاعات وعلى الجوع وعلى الفقر ، وصبروا على البلاء لله في الدّنيا هم الفائزون (٢).

__________________

(١) الغيبة للنعماني ص ١٤٥ ح ٤.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٢٢ ح ١ والمناقب ج ٢ ص ١٢٠.

٢٠٢

سورة النّور

قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (١٠)

٤٠٢ ـ العياشي عن زرارة عن أبي جعفر «عليه‌السلام» وحمران عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قالا : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ،) قالا : فضل الله رسوله ، ورحمته ولاية الأئمّة «عليهم‌السلام» (١).

٤٠٣ ـ ابن شهر آشوب عن ابن عباس ومحمد بن مجاهد في قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ،) فضل الله محمّد «ص» ورحمته عليّ «عليه‌السلام» وقيل : فضل الله عليّ «عليه‌السلام» ورحمته فاطمة «صلوات الله وسلامه عليها» (٢).

قوله تعالى : («اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ـ الى قوله ـ (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ») (٣٥)

٤٠٤ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٢٦ ح ١ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٦٠ ح ٢٠٧.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٢٦ ح ٤ والمناقب ج ٣ ص ٩٩.

٢٠٣

محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله في قول الله عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ،) فاطمة «عليها‌السلام» ، (فِيها مِصْباحٌ ،) الحسن ، (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ،) الحسين «عليهم‌السلام» ، (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ،) فاطمة «عليها‌السلام» ، فكوكب درّي بين نساء أهل الدنيا ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ،) ابراهيم ، (زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ،) لا يهوديّة ونصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ،) يكاد العلم ينفجر منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ عَلى نُورٍ ،) إمام منها بعد إمام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ،) يهدي الله للأئمّة «عليهم‌السلام» من يشاء ، (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ ،) قلت : (أَوْ كَظُلُماتٍ ،) قال : الاوّل وصاحبه ، (يَغْشاهُ مَوْجٌ ،) الثالث ، (من فوقه موج ظلمات ،) الثاني ، (بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ،) معاوية وفتن بني أميّة ، إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة ، (لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ،) إماما من ولد فاطمة «عليها‌السلام» ، (فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ،) إمام يوم القيامة (١).

قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (٣٦) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ...) (٣٧)

٤٠٥ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة عن أنس وبريدة قالا : قرء رسول الله : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ ،) الى قوله ، (الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ،) فقام رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله ، قال : بيوت الأنبياء ، فقال يا رسول الله ، هذا البيت منها بيت علي وفاطمة «عليهما‌السلام» ، قال : نعم من أفاضلها (٢).

٤٠٦ ـ قال الثعلبي في تفسير هذه الآية : يرفع الإسناد الى أنس ، قال : قرء

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٣٣ ح ٢ واصول الكافي ج ١ ص ١٩٥ في حديث ٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ ح ١٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٣١٩.

٢٠٤

رسول الله هذه الآية ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، أيّ بيوت هذه ، قال : بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ، يعني بيت عليّ وفاطمة ، قال : نعم ، من افاضلها (١).

٤٠٧ ـ محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي ... ان قتادة قال لأبي جعفر «عليه‌السلام» والله لقد جالت بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ماضطرب قدّامك فقال له : أتدري اين أنت ، انت بين يدي ، (بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ، رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ،) فأنت ثمّة ، ونحن اولئك ، فقال له قتادة : صدقت والله ، جعلني الله فداك ، ما هي بيوت حجارة ولا طين ، الحديث (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) (٣٩)

٤٠٨ ـ علي بن ابراهيم قال : ثمّ ضرب الله مثلا لاعمال من نازعهم ، يعني عليّا وولده ، فقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ ،) الخ (٣).

أقول : يستفاد من الأحاديث المتواترة : ان الولاية شرط في قبول الأعمال وصحتها ، وبانّ كافر الولاية كالكافر بالله وبرسوله في كون أعماله كسراب بقيعة تشمله هذه الآية.

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ ح ١٤.

(٢) فروع الكافي ج ٦ ص ٢٥٦ والبحار ٢٣ / ٣٢٩.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٣٩ وتفسير القمي ط مكتبة الهدى ج ٢ ص ١٠٤.

٢٠٥

قوله تعالى : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٥١)

٤٠٩ ـ روى الطبرسي في مجمع البيان عن أبي جعفر «عليه‌السلام» : إن المعنّي بالآية أمير المؤمنين عليّ «عليه‌السلام» قال : وحكى البلخي : أنّه كانت بين عليّ وعثمان منازعة في أرض اشتراه من علي فخرجت بها أشجار فأراد ردّها بالعيب فلم يأخذها ، فقال : بيني وبينك رسول الله «ص» ، فقال : الحكم بن أبي العاص ، إن حاكمك الى ابن عمه حكم له ، فلا تحاكمه ، فنزلت الآية وهو المروي عن أبي جعفر او قريب منه (١).

وذكر السدى منازعة عليّ وعثمان وعدم رضاء عثمان برفع المخاصمة الى النّبي «ص» فنزل قوله : (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ...) الى قوله ، (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ ...) (٥٤)

٤١٠ ـ علي بن ابراهيم قال ، قال : ما حمّل النّبي «ص» من النّبوّة ، وعليكم ما حمّلتم من الطاعة ، ثمّ خاطب الله الأئمّة «عليهم‌السلام» ووعدهم أن يستخلفنّهم في الأرض من بعد ظلمهم وغصبهم (في الآية التالية) (٢).

قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ...) (٥٥)

__________________

(١) مجمع البيان ج ٧ ص ١٥٠.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٤٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ١٠٧ ـ ١٠٨.

٢٠٦

٤١١ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : حدّثنا احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثني احمد بن يوسف بن يعقوب الجوفي من كتابه قال : حدّثنا اسماعيل بن مروان قال : حدّثنا علي بن أبي حمزة عن أبيه ووهيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ،) الى قوله ، (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ،) قال : القائم «عليه‌السلام» وأصحابه (١).

٤١٢ ـ قال الطبرسي في مجمع البيان : وروى العياشي ان علي بن الحسين «عليه‌السلام» أنّه قرء الآية وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل ذلك بهم على يد رجل منّا وهو مهدي هذه الأمّة وهو الّذي قال رسول الله «ص» : لو لم يبق من الدّنيا الّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يأتي رجل من عترتي إسمه إسمي يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (٢).

٤١٣ ـ ابن شهر آشوب عن تفسير أبي عبيدة وعلي بن حرب الطائي : قال عبد الله بن مسعود : الخلفاء أربعة ، آدم : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ،) وداود : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ،) يعني البيت المقدس ، وهارون قال موسى ، (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ،) وعليّ «عليه‌السلام» ، (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) يعني عليّ ، (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ،) آدم وداود وهارون ، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ،) يعني الإسلام ، (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ،) يعني أهل مكّة ، (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ ،) بولاية علي بن أبي طالب ، (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ،) يعني الغاصبي لله ولرسوله (٣).

__________________

(١) البرهان ١٤٦ والبحار : ٥١ / ٥٨ ح ٥٠ والغيبة : ٢٤٠ ح ٣٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٤٦ ح ٤ ومجمع البيان ج ٧ ص ١٥٢.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٥٠ ح ١٤ والمناقب ج ٣ ص ٦٣.

٢٠٧

قوله تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ...) (٦٣)

٤١٤ ـ السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة ، قال : أخبرنا أبو منصور زيد بن جاهر وبشار البصري قالا : قدم علينا بواسط قالا أخبرنا : أبو الحسين محمد بن يعقوب الحافظ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عدّي عن محمد بن علي الأربلي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمّه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين «ع» ، قالت : عليّ سيدي قرأ هذه الآية : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ،) قالت فاطمة : فجئت النّبي «ص» ان أقول له : يا أبة فجعلت أقول : يا رسول الله فأقبل عليّ وقال : يا بنيّة لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل ، قال : أنت منّي وأنا منك ، وإنّما نزلت في أهل جفاء ، وإن قولك يا أبة أحبّ إلى قلبي وأرضى للرّبّ ، ثمّ قال : أنت نعم الولد ، وقبّل وجهي ومسحني من ريقة ، فما احتجت الى طيب بعده (١).

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ١٥٤ ح ١ وروى في المناقب عن الصادق نحوه.

٢٠٨

سورة الفرقان

قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) (٨)

٤١٥ ـ قال علي بن ابراهيم : حدّثني محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمّار بن مروان عن منخل بن جميل الرقي عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر «عليه‌السلام» : نزل جبرئيل على رسول الله «ص» بهذه الآية هكذا : (وَقالَ الظَّالِمُونَ ،) لآل محمّد حقّهم ، (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) (٩) إلى ولاية عليّ ، وعليّ «عليه‌السلام» هو السّبيل (١).

قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (١١)

٤١٦ ـ محمد بن ابراهيم النعماني قال : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله قال : أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عمر بن مروان الكلبي عن أبي الصامت قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد «ع» :

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٦ وتفسير القمي ج ٢ ص ١١١.

٢٠٩

الليل اثنتا عشر ساعة ، والنهار اثنتا عشر ساعة والشهور اثنتا عشر شهيرا والأئمّة اثنتا عشر إماما ، والنقباء اثنا عشر نقيبا ، وإنّ عليّا ساعة من أثنتا عشر ساعة وهو قول الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً)(١).

قوله تعالى : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) (١٤)

٤١٧ ـ الشيخ في اماليه بإسناده عن كثير بن طارق قال : سئلت زيد بن علي بن الحسين عن قول الله تعالى : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ،) قال : يا كثير ، إنّك رجل صالح ولست معهم ، وإنّي أخاف عليك أن تهلك ، إنّ كلّ إمام جائر فانّ اتباعه إذا أمر بهم الى النّار نادوه باسمه ، فقالوا : يا فلان يا من أهلكنا هلّم الآن فخلّصنا مما نحن فيه ، ثمّ يدعون بالويل والثّبور ، فعندها يقال لهم ، (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ،) ثمّ قال زيد بن علي «ره» : حدّثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي «عليهما‌السلام» ، قال : قال رسول الله «ص» لعليّ «ع» : يا عليّ ، أنت وأصحابك في الجنّة ، انت وأتباعك يا عليّ في الجنّة (٢).

قوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (٢٣)

٤١٨ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : سمعت يقول : إن الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله «ص» واذا كان يوم عرفة حبط الربّ (٣) تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ،) فقلت : جعلت فداك أعمال من هذه ، فقال : اعمال مبغضينا ومبغضي

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٧ ح ٢ والغيبة للنعماني ص ٨٥ ح ١٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٥٧ ح ٢ وامالي الشيخ ١ / ٥٦.

(٣) أي حبط أمر الرّب.

٢١٠

شيعتنا (١).

قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (٢٨)

٤١٩ ـ علي بن ابراهيم قال : قال أبو جعفر ، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ) عليّا ، يعني الولاية ، فكان الشيطان هو الثاني للإنسان خذولا ، (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ،) يعني الثاني ، (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي)(٢).

قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤)

٤٢٠ ـ روى ابن شهر آشوب عن ابن عباس وابن مسعود وجابر والبراء وأنس وأمّ سلمة وسدّي وابن سيرين والباقر «عليه‌السلام» في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ،) قال : هو محمّد «ص» وعليّ وفاطمة والحسن والحسين «عليهم‌السلام» ، وفي رواية البشر : والنسب : فاطمة والصهر عليّ «صلوات الله وسلامه عليهما» (٣).

٤٢١ ـ الثعلبي في تفسيره قال : قال ابن سيرين : نزلت في النّبي وعليّ زوج أبنته فاطمة ، فقال له : لو لم يخلق علي بن أبي طالب لما كان لفاطمة «عليها‌السلام» كفو وفي خبر : لولاك لما كان لها كفو على وجه الأرض (٤).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٥٩ والبصائر ٤٤٦ ح ١٥.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٦٥ وتفسير القمي ج ٢ ص ١١٣.

(٣) البرهان ج ٣ ص ١٧١ ح ٩ والمناقب ٣ / ١٨١.

(٤) البرهان ج ٣ ص ١٧١.

٢١١

٤٢٢ ـ المفضل عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» قال : لو لا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين «عليه‌السلام» لم يكن لفاطمة كفو على ظهر الأرض من آدم فما دونه (١).

قوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥)

٤٢٣ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن عبد الله عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن فضيل عن أبى حمزة قال : سئلت أبا جعفر «ع» عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ،) قال تفسيرها في باطن القرآن عليّ «عليه‌السلام» هو ربّه في الولاية ، والرّبّ هو الخالق الّذي لا يوصف.

وبإسنادهم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» إنّ عليّا «عليه‌السلام» آية لمحمّد «ص» وإنّ محمّدا «ص» يدعوا الى ولاية عليّ «ع» أمّا بلغك قول رسول الله «ص» : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (٢).

قوله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) (٦٣)

٤٢٤ ـ محمد بن يعقوب «ره» عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محجوب عن محمد بن النعماني عن سلام ، قال : سئلت أبا جعفر عن قوله : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ،) قال : هم الأوصياء من مخافة عدوّهم (٣).

قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧١ والمناقب ٢ / ١٨١ وراجع اصول الكافي ١ / ٤٦١ الحديث ١٠ / الباب مولد الزهراء.

(٢) بصائر الدرجات ص ٩٧ ح ٥ والبرهان ج ٣ ص ٢٧٢ ح ٢.

(٣) اصول الكافي ج ١ ص ٤٢٧ ح ٧٨.

٢١٢

حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠)

٤٢٥ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص روى عن محمد بن الحسن الشحاذ عن سعيد بن عبد الله عن محمد بن احمد بن محمد بن اسماعيل عن جعفر بن محمد بن الهيثم الحضرمي عن علي بن الحسين الغزاري عن آدم بن التمار الحضرمي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال : أتيت أمير المؤمنين «صلوات الله وسلامه عليه» وجلست انتظره فخرجت اليه فقمت اليه فسلمت عليه ، فضرب على كتفي وفي نسخ كفّي ، ثمّ شبّك اصابعه بأصبعي ، ثمّ قال : يا أصبغ بن نباتة ، فقلت : لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين ، فقال : إنّ وليّنا وليّ الله ، واذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الأعلى وسقاه من نهر أبرد من الثلج ، وأحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، فقلت : بأبي وأمّي وإن كان مذنبا ، فقال : نعم ، وإن كان مذنبا ، أما تقرء القرآن : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ،) يا أصبغ إنّ وليّنا لو لقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها الله له إن شاء الله تعالى (١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٧٤)

٤٢٦ ـ علي بن ابراهيم قال : حدّثني احمد بن محمد قال حدّثني الحسن بن محمد بن سماعة عن حماد عن ابان بن تغلب قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ،) قال : هم نحن أهل البيت (٢).

٤٢٧ ـ روى محمد بن العباس بإسناده عن أبي سعيد الخدري في هذه الآية

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٦ ح ١ والاختصاص ص ٦٥ ـ ٦٦.

(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ١١٧.

٢١٣

قال : قال رسول الله «ص» لجبرئيل : من ازواجنا ، قال : خديجة ، قال : ذريّاتنا ، قال : فاطمة ، قال : قرّة أعين ، قال : الحسن والحسين ، واجعلنا للمتقين إماما ، قال : أمير المؤمنين (١).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٧ ح ٤ وتأويل الآيات الظاهرة ج ١ ص ٣٢٧.

٢١٤

سورة الشّعراء

قوله تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤)

٤٢٨ ـ ابن شهر آشوب عن العياشي بإسناده الى الصادق «عليه‌السلام» في خبر قال : قال النّبي «ص» : يا عليّ ، إنّي سئلت الله عن يوالي بيني وبينك ففعل ، وسئلته أن يواخي بيني وبينك ففعل ، وسئلته أن يجعلك وصيّ ففعل ، فقال رجل : والله لصاع من تمر خير ممّا سئل محمّد «ص» ربّه ، هل لا سئل ملك يعضده على عدوّه ، أو كثرة يستعين به على فاقته ، فأنزل الله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ،) الآية (١).

٤٢٩ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٩ ، وراجع امالي الطوسي ص ٦٦ وامالي الشيخ المفيد ص ١٦٢ والبحار ج ٤٠ ص ٧٢ ح ١٠٩ فيه لعلك تارك ، وعن المناقب : لعلك باخع ، وراجع المناقب ١ / ٤٧٧.

٢١٥

عن علي بن الحكم عن أبي أيّوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : خمس علامات قبل قيام القائم «عليه‌السلام» الصيحة ، والسفياني والخسف وقتل النفس الزكيّة ، واليماني ، فقلت : جعلت فداك إن خرج احد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أن أنخرج معه ، قال : لا ، قال : فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآيات : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ،) فقلت له : أهي الصيحة ، فقال : أمالو كانت خضعت اعناق اعداء الله عزوجل (١).

قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٨٤)

٤٣٠ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا أبي ومحمد بن الحسن «رضي الله عنهما» قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أبن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله في حديث غيبة ابراهيم الى ان قال له : غاب «عليه‌السلام» الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن بلده فقال : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا ،) قال الله تقدست ذكره : (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا ، وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ،) يعني به علي بن أبي طالب لأنّ ابراهيم «ع» قد كان دعا الله عزوجل ان يجعل له لسان صدق في الآخرين ، فجعل الله تبارك وتعالى ، ولإسحق ويعقوب لسان صدق عليا ، فأخبر علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» أنّ القائم هو الحادي عشر من ولده وأنّ المهدي الّذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، انه تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها قوم ، ويهدي فيها آخرون وأنّ هذا كائن كما هو مخلوق (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٧٩ ح ١ وروضة الكافي ص ٣١٠ ح ٤٨٣.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٤ ح ١ واكمال الدين ١ / ١٣٩.

٢١٦

وقد مرّ هذا الحديث في شرح الآية الخمسين من سورة مريم.

قوله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (١٠١)

٤٣١ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضّال عن علي بن عقبة عن عمر بن ابان عن عبد الحميد الوايشي عن أبي جعفر «ع» قال : قلت له : لنا جار ينتهك المحارم كلها حتّى انه ليترك الصّلاة فضلا عن غيرها ، فقال : سبحان الله وأعظم ذلك ، ألا اخبرك بمن هو شرّ منه ، فقلت : بلى ، فقال : الناصب لنا شرّ منه ، أما إنّه ليس عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلّا مسحت الملائكة ظهره ، وغفر له ذنوبه كلّها ، إلّا ان يجيىء بذنب يخرجه عن الإيمان وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في الناصب ، وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ، فيقول : يا ربّ جاري كان يكفّ عني الأذى ، فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى : أنا ربّك وأحقّ من كافي عنك ، فيدخله الجنّة ، وماله حسنة ، وانّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك يقول أهل النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (١).

قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (١٩٣)

٤٣٢ ـ محمد بن الحسن الصفّار عن احمد بن محمد عن الحسن بن سعيد عن بعض اصحابه عن حنان بن سدير عن سالم بن الحناط عن أبي جعفر «ع» في قول الله تبارك وتعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ، قال : ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٨٥ ح ٢ وروضة الكافي ١٠١ ح ٧٢.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٨ ح ٢ وبصائر الدرجات ص ٩٣ ح ٥ والكافي ج ١ ص ٤١٢ ح ١ وفيه : هى الولاية أمير المؤمنين.

٢١٧

قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) (٢٠٧)

٤٣٣ ـ محمد بن يعقوب عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمّه قال : سمعت أبا عبد الله يقول : هبط جبرئيل على رسول الله ورسول الله كئيب حزين ، فقال : يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا ، فقال : إنّي رأيت الليلة رؤيا ، قال : وما الذي رأيت ، قال : رأيت بني اميّة يصعدون المنابر وينزلون منها ، قال : والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ، ما علمت بشىء من هذا ، وصعد جبرئيل الى السّماء ثمّ أهبطه الله جلّ ذكره بأيّ من القرآن يعزّيه بها ، قوله : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ، ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) ، فانزل الله عزّ ذكره : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، للقوم فجعل الله عزوجل ، ليلة القدر خير من ألف شهر (١).

٤٣٤ ـ روى محمد بن العباس بأسناده عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» في هذه الآية ، قال : خروج القائم «عليه‌السلام» ، (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ،) قال هم بني أميّة ، الّذين متّعوا في دنياهم (٢).

قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢١٤)

٤٣٥ ـ الشيخ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني «ره» قال : حدّثنا عبد العزيز قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال حدّثنا ابراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الازري قال : حدّثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن علي بن أبي طالب ،

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٨٩ ح ٢ والروضة ص ٢٢٢ ح ٢٨٠.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٨٩ ح ٣.

٢١٨

قال : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ،) أي رهطك المخلصين ، دعا رسول الله بني عبد المطّلب ، وهم أذ ذاك أربعون رجلا وينقصون رجلا ، فقال أيّكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيّ وخليفتي فيكم بعدي ، وعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلّهم يأبى ذلك حتّى أتى إليّ ، فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال : يا بني عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ، فقال القوم يضحك بعضهم الى بعض ، ويقول لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام (١).

وروى مثله عن أحمد بن حنبل في مسنده.

قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢١٩)

٤٣٦ ـ ابن بابويه «ره» حدّثنا محمد بن الحسين العطار قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري قال : أخبرنا محمد بن زكريا القلابي البصيري ، قال : حدّثنا محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال : سئل رسول الله «ص» أين كنت وآدم في الجنّة ، قال : كنت في صلبه ، وهبط الى الأرض ، وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب نوح ، وقذف بي في النّار في صلب أبي ابراهيم ، لم يلتق أبوان على سفاح قط ، لم يزل الله ينقلني في الأصلاب الطيّبة الى الارحام الطاهرة هاديا مهديا ، حتى أخذ الله بالنّبوة عهدي ، وبالاسلام ميثاقي ، وبيّن كلّ شىء من صفتي ، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري ، ورقى بي إلى سمائه ، وشقّ لي أسما من أسمائه ، أمّتي الحمّادون ، فذو العرش محمود ، وأنا محمد ، قال

__________________

(١) البرهان ج ٣ ص ١٩٠ ح ٢ وعلل الشرايع ص ١٧٠ وراجع امالي الشيخ : ص ٢٠ ـ ٢١ وراجع سعد السعود لإبن طاوس ص ١٠٥.

٢١٩

ابن بابويه وروي هذا الحديث من طرق كثيرة (١).

قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢٢٧)

٤٣٧ ـ الصدوق «ره» قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه «ره» قال : حدّثنا علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن الخالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه «عليهم‌السلام» ، قال : قال رسول الله «ص» : من أحبّ ان يتمسك بديني ، ويركب سفينة النّجاة بعدي ، فليقتد بعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وليعاد عدوّه ، وليوال وليّه ، فانّه وصيّ وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي ، وهو أمير كل مسلم ، وأمير كل مؤمن بعدي ، قوله قولي ، وأمره أمري ، ونهيه نهي ، تابعه تابعي ، وناصره ناصري ، وخاذله خاذلي ، ثمّ قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : من فارق عليّا بعدي لم يرني ، ولم اره يوم القيامة ، ومن خالف عليّا حرم الله عليه الجنّة ، وجعل مأواه النّار ، ومن خذل عليّا خذله الله يوم يعرض عليه ، ومن نصر عليّا نصره الله يوم يلقاه ، ولقّنه حجّته عند المنازلة ، ثمّ قال : الحسن والحسين إماما أمّتي بعد أبيهما ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، وأمّهما سيّدة نساء العالمين ، وأبوهما سيّد الوصيين ، وولد الحسين تسعة أئمّة ، تاسعهم القائم من ولدي ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، الى الله اشكو المنكرين لفضلهم والمضيّعين لحقهم بعدي ، وكفى بالله وليّا ، وكفى بالله نصيرا ، لعترتي وأئمّة أمّتي ، ومنتقما من الجاحدين لحقهم ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٢).

__________________

(١) البرهان ج ٣ / ١٩٢ ومعاني الأخبار : ٥٥ ح ٢.

(٢) البرهان ج ٣ ص ١٩٥ ح ٥ واكمال الدين ص ٢٥٤ ح ٦ باب ٢٤.

٢٢٠