• الفهرس
  • عدد النتائج:

عبدة الأوثان والجاه والحطام ، ويسألهم للتوبيخ والتشهير : أين الذي كنتم تعملون من أجله ، وتخلصون له من دون الله؟.

(قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) المراد بالذين حق عليهم القول قادة الشرك والضلال ، والمراد بالقول كلمة العذاب التي جاءت في الآية ٧٩ من سورة الزمر : (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) وهؤلاء اشارة إلى الأتباع الضعفاء ، والمعنى ان الله سبحانه حين يسأل المشركين : أين شركائي يجيبه الضعفاء : ربنا انّا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ، فيقول السادة الأدعياء : كلا ، لم نكره هؤلاء الأتباع على الشرك والغواية ، ولكن دعوناهم الى ذلك فاستجابوا مختارين ، تماما كما استجبنا نحن لاهوائنا طائعين ، وانّا نبرأ منهم ومن أعمالهم ، وما كانوا يعبدوننا وانما كانوا يعبدون الأصنام والشيطان .. وهكذا يفعل أرباب المصالح والأغراض يخدعون البسطاء ويغررون بهم ، ويتخذونهم أداة لأهوائهم حتى إذا جد الجد ، ودارت دائرة السوء على رؤوس التابعين والمتبوعين ـ قال هؤلاء لأولئك ما يقوله الشيطان غدا لأتباعه : ما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .. اني بريء منكم .. اني أخاف الله والله شديد العقاب.

(وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) يقال غدا لأعوان الظلمة وأذنابهم : أين الذين كنتم تعبدون من دون الله؟ ادعوهم لينقذوكم من العذاب (فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) ضعف الطالب والمطلوب (وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) علموا ان العذاب واقع لا محالة ، فتمنوا لو كانوا مؤمنين (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ). مرة ثانية يسألهم سبحانه بقصد التوبيخ والتأنيب : لقد أرسلت إليكم رسلي ، وتلوا عليكم آياتي وانذروكم لقاء يومكم هذا ، فما ذا فعلتم؟ هل استجبتم وأطعتم ، أو أعرضتم وتمردتم؟.

(فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) خرسوا عن الجواب لعجزهم عنه ، ولما بهم من الدهشة والهوان (فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ) لا يسأل بعضهم بعضا فيما ينجيهم من العذاب ، كيف وقد يئسوا من كل شيء (فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ). هذا على عادة القرآن ، يقرن ذكر من أطاع وثوابه بذكر