• الفهرس
  • عدد النتائج:

والتقدير فلما جاء الرسول سليمان. فما آتاني (ما) مبتدأ وخير خبر. وأذلة حال من ضمير الغائب في لنخرجنهم ، وجملة هم صاغرون حال.

المعنى :

(فَلَمَّا جاءَ ـ الرسول ـ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ). حمل وفد الملكة الهدية إلى سليمان ، وفيها كل نفيس وثمين ، ولما رآها قال للذين جاءوا بها : دعوتكم إلى الله ، فأتيتموني بالمال ، وعندي منه الشيء الكثير كما رأيتم ، بل أنعم الله عليّ بما هو أعظم من المال ، أنعم علي بالنبوة والعلم ، وتسخير الرياح والجن والطير .. أتقيسونني بأنفسكم في عبادة المال وتعظيمه؟

ويذكرنا هذا بقريش حين فاوضوا رسول الله (ص) ، وقالوا له : ان كنت تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا. ولما استيأسوا منه لجأوا إلى عمه أبي طالب ليقنع ابن أخيه بالملك والمال ، وإلا فالبطش والحرب. فقال رسول الله (ص) مقالته الشائعة الذائعة : والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته.

(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ). الخطاب في ارجع لرئيس الوفد الذين جاءوا بالهدية ، والمعنى ارجع أنت ومن معك بما جئتم به ، وبلّغ قومك اني سأغزوهم بجيش من الانس والجن والطير لا طاقة لهم ولا لغيرهم بمقاومته والصمود له. وكان الهدهد قد نقل لسليمان قول الملكة لقومها : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً). فأكد سليمان ذلك بقوله للرسول : (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها ـ من بلادهم ـ أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ).

(قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ). لما رجع الوفد من عند سليمان إلى الملكة ، وأخبرها بما سمع ورأى لم تر بدا من السمع والطاعة ،