• الفهرس
  • عدد النتائج:

المعنى :

(وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ). تقدم نظيره في الآية ٥٧ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٤٢.

(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً). العزة لله ولدين الله بالذات ، وبهما يكون الإنسان عزيزا ، ومن اعتز بغير الله ذل ، قال ابن عربي في الفتوحات : عزة الحق لذاته إذ لا إله إلا هو ، وعزة رسوله بالله ، وعزة المؤمنين بالله وبرسوله .. فعزة هؤلاء بإعزاز الله ، فثبت للفرع ما ثبت للأصل. وما ذل المسلمون في هذا العصر إلا لأنهم اعتزوا بغير الإسلام ، وقد كانوا من قبل أقل من اليوم عددا ، ولكن كانوا كثيرين بالإسلام عزيزين بالاجتماع ووحدة الكلمة ضد عدو الله وعدوهم.

(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ). صعود الكلام ورفع العمل اليه تعالى كناية عن قبولهما والاثابة عليهما ، والكلام الطيب ما نفع ، ومثله العمل الصالح ، وتومئ الآية الى ان سبب العزة والرفعة عند الله تعالى هو ما ينفع الناس من الأقوال والأفعال (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ). يمكرون السيئات أي يدبرون الأذى والاساءة الى المؤمنين والطيبين ، ولكن هذا المكر والخداع الى بوار وهباء ، وفي معنى ذلك قوله تعالى : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ـ ٤٣ فاطر.

(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ). تقدم في الآية ٥ من سورة الحج ج ٥ ص ٣١٠ (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) أصنافا أسود وأبيض وذكرا وأنثى (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) لأنه بكل شيء محيط (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ). المعمر طويل العمر. ولا ينقص من عمره كناية عن قصر العمر ، وفي كتاب أي في علم الله ، والمعنى الأعمار بيده تعالى. وفي نهج البلاغة : «لا تنالون من الدنيا نعمة إلا بفراق أخرى ، ولا يعمر معمر منكم يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله». انظر ج ٢ ص ١٧١ فقرة : «الأجل محتوم».