قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

تحمیل

إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت

524/1110
*

بقوّته من شمال شبام واتّخذ له أخدودا بجنوبها ؛ إذ قد اجتاح كثيرا من الخبّة (١) الّتي كانت متّصلة بشبام ، ثمّ عمّرت شيئا فشيئا ، وما زالت معمورة حتّى اجتاحها سيل الإكليل الجارف في سنة (١٠٤٩ ه‍) (٢).

ثمّ أحبّ آل شبام التّنزّه .. فعمّروها واحدا واحدا ، حتّى صارت قرية ، وعند ذلك ابتنى السّيّد عقيل بن عليّ السّقّاف مسجدا في حدود سنة (١٠٦٣ ه‍) ، وأحبّ أن يجمّع فيه ، فاختلف عليه العلماء ـ حسبما فصّلناه ب «الأصل» ـ فامتنعت الجمعة (٣)

وما يفهمه قول ياقوت السّابق : (إنّ الحسين بن سلامة (٤) ابتنى جامع شبام) محمول على التّجديد أو التّرميم ، وإلّا .. فقد كان جامعها مبنيّا قبل ذلك بزمان ؛ ففي تاريخ القاضي محمّد بن عبد الرّحمن باشراحيل أنّه (بني في سنة «٢١٥ ه‍» ، وأنّه كالقطب الّذي تدور عليه غالب شعائر الدّين بشبام).

وله أوقاف تنسب إلى هارون الرّشيد ، وهو شاهد بأنّ بناءه كان متقدّما على هذا التّاريخ الّذي ذكره باشراحيل ؛ لأنّ وفاة الرّشيد كانت في سنة (١٩٣ ه‍).

وممّا يدلّ لتقدّمه : ما نقله الشّيخ العلّامة عبد الله بلحاج ، عن العلّامة الشّيخ محمّد بن سعيد باشكيل : (أنّ آل باذيب من الأزد ، وأصلهم من البصرة ، ثمّ استوطنوا شباما.

__________________

(١) الخبّة ـ بتثليث الخاء ـ : هي الطريق الرملية ، كما في «القاموس». ويطلق هذا الاسم على البقعة التي يعلوها جبل الخبّة جنوب مدينة شبام ، وهي القرية المسمّاة : (السّحيل ـ سحيل ابن مهري).

(٢) «عقد الجواهر والدرر» ، و «العدة المفيدة» (١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧) ، وكان سيلانه في صفر. وهناك سيل آخر يسمى : الإكليل ، سال سنة (١٣٣٥ ه‍) ، ويعرف بسيل بن ربيدان.

(٣) المسألة في «مجموع» الحبيب طه بن عمر الصافي (١٠٨ ـ ١١٢) ، وهو جواب صدر من العلامة الكبير الشيخ أحمد صفي الدين القشاشي المدني ، وذيّل على الجواب بكلام نفيس محرر الإمام الفقيه أحمد محمد مؤذن الصبحي باجمال ، وحاصل الفتوى : أن مباني الخبة وهي حدود (٢٠٠) دار والثلاثة المساجد التي بها لا تعد قرية مستقلة ، بل هي من أعمال شبام .. فلا يصح فيها إقامة الجمعة.

(٤) هو الحسين بن سلامة النوبي ، أمير تهامة اليمن ، كان نوبيا من موالي بني زياد ولاة اليمن ، ولما تضعضع حكم آل زياد .. نهض الحسين وتسلم مقاليد الإمارة في حدود سنة (٣٧٥ ه‍) ، وكان رجلا عادلا ، واختط عدة مدن ، وأنشأ الجوامع وحفر الآبار .. أقام في الحكم (٣٠) سنة ومات بزبيد سنة (٤٠٢ ه‍).