..........
______________________________________________________
عارضتان على الانسان بمزاولة الأعمال الخارجية كسائر الملكات النفسانية الطيّبة والخبيثة التي تحصل لنفس الانسان من مزاولة الأعمال الحسنة والسيِّئة ، وليستا من الصفات الذاتية اللازمة لذاته منذ وجوده في هذا الكون أو انعقاده في الرحم.
فالنتيجة على ضوء هاتين الناحيتين : هي أنّهما صفتان عارضتان ، المنتزعتان من الأعمال الخارجية.
وأضف إلى ذلك : أنّنا إذا حلّلنا الانسان تحليلاً موضوعياً فلا نجد فيه غير الصفات المعروفة ، والملكات النفسانية ، والقوى الشهوانية ، والقوى العقلية صفةً اخرى ذاتية له تسمى بصفة الشقاوة أو السعادة.
وبكلمة اخرى : أنّ الانسان لحظة تكوّنه في بطن امّه أو لحظة وجوده على وجه الأرض لا توجد لديه أيّة صفة من الصفات والملكات النفسانية ، والقوى العقلية والشهوانية ، ما عدا حياته الحيوانية ، وتحصل هذه الصفات والملكات والقوى له بمرور الأيّام وطول الزمن ، وبطبيعة الحال أنّ صفتي الشقاوة والسعادة لو كانتا ذاتيتين له لكان الانسان واجداً لهما من تلك اللحظة وهو كما ترى.
ومن هنا لا يصح إطلاق الشقي عليه منذ تلك اللحظة وكذلك السعيد.
وعلى هذا الضوء فلا مناص من الالتزام بأ نّهما كسائر الملكات النفسانية تحصل لنفس الانسان من مزاولة الأعمال الخارجية ، مثلاً تحصل صفة الشقاوة لها من مزاولة الأعمال السيِّئة ، وصفة السعادة من مزاولة الأعمال الحسنة ، وليس لهما واقع موضوعي غير هذا.
وقد تحصّل من ذلك : أنّ هذا البيان التحليلي قرينة على حمل الصحيحة على ما ذكر آنفاً مع قطع النظر عمّا ورد في تفسيرها وبيان المراد منها.