إلى المشرق ،
وهكذا.
وبعد ذلك قال :
إنّ للسائل أن يسأل عن أنّ الله تعالى لم لم يجعل العالم على شكل آخر وترتيب ثانٍ
بأن يجعل حركة الشمس مثلاً من المغرب إلى المشرق ، وهكذا ، وبأيّ مرجح جعل العالم
على الشكل الحالي دون غيره ، فيلزم الترجيح من دون المرجح وهو محال.
وحكى صدر
المتألهين هذه الشبهة عنه في مشاعره وأجاب عنها بعدّة
وجوه.
ونقل شيخنا
الاستاذ قدسسره أنّ صدر المتألهين قد تعرّض لهذه الشبهة في شرح اصول
الكافي ، ولكن لم يأت بالجواب عنها إلاّباللعن والشتم واعترف بأ نّه أتى بشبهة لا
جواب لها.
وغير خفي أنّ
إيراد الفخر هذه الشبهة على ضوء الهيئة القديمة لا من جهة ابتناء الشبهة عليها ،
بل من ناحية أنّ أفكارهم عن العالم في ذلك العصر وتصوّرهم عنه كانت قائمة على أساس
تلك الهيئة ، وإلاّ فالشبهة غير مختصة بها ، بل تجيء على ضوء الأفكار الجديدة عن
العالم في العصر الحاضر أيضاً ، حيث إنّ للسائل أن يسأل عن أنّ الله تعالى لماذا
جعل حركة الأرض حول الشمس دون العكس ، وهكذا.
ولنأخذ بالنقد في هذه الشبهة على ضوء كلتا النظريتين ، يعني :
نظريتنا ونظريّة الفلاسفة.
أمّا
على نظريّتنا ، فلأ نّها ساقطة جداً ولا واقع موضوعي لها أصلاً ، والسبب في ذلك : هو أنّ
الفعل الاختياري إنّما يفتقر في وجوده إلى إعمال قدرة الفاعل
__________________