التزلُّف الوقح
وأضاف ابن تيمية إلى عبارته آنفة الذكر
قوله : « .. وقد وضعت في ذلك أحاديث مكذوبة في فضائل ما يصنع فيه ، من الاغتسال والاكتحال الخ .. ».
وقال : « .. وأحدث فيه بعض الناس أشياء
، مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها مثل فضل الاغتسال فيه ، او التكحل ، أو المصافحة.
وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة
، كلها مكروهة ، وإنما المستحب صومه. ونقول : قد عرفت أن صومه مكذوب أيضا.
وقد روي في التوسع على العيال آثار
معروفة ، أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، قال : « بلغنا ، أنه من وَسَّعَ على أهله
يوم عاشورا ، وسَّع الله عليه سائر سنته ». رواه ابن عيينة.
وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله. والأشبه
ان هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة ، فإنَّ هؤلاء أعدُّوا يوم عاشوراء مأتما ، فوضع
أولئك فيه آثارا تقتضي التوسُّع فيه ، واتخاذه عيدا ».
بل لقد بلغ بهم الأمر : أن رووا في
تفسير آية : «
مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ »
عن ابن عباس « يوم الزينة يوم عاشوراء ».
وعن ابن عمر. عنه (ص) : « من صام يوم الزينة
أدرك ما فاته من صيام تلك السنة ، ومن تصدَّق يومئذ بصدقة ، أدرك ما فاته من صدقة تلك السنة »
يعني يوم عاشوراء.
بل تقدم أن أهل السنَّة يزعمون : « أنَّ
الاكتحال في هذا اليوم مانع من الرمد في تلك السنة ».
__________________