الضلالة.
وما أحدِثَ من الخير ، ولم يخالف شيئا من ذلك ، فهو البدعة المحمودة.
وقد وجد القيام عند ذكر اسمه (ص) من
عالم الأمة ، ومقتدى الأئمة ديناً ، وورعاً ، الإمام تقي الدين السبكي ، وتابعه على ذلك مشايخ الاسلام في عصره ، ... إلى أن قال : ويكفي مثل ذلك في الاقتداء.
وقد قال ابن حجر الهيثمي : والحاصل : أن
البدعة الحسنة متفق على ندبها. وعمل المولد ، واجتماع الناس له ، كذلك ، أي بدعة حسنة.
ومن ثم قال الامام أبو شامة ، شيخ
الامام النووي : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده (ص) من الصدقات والمعروف ، وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبته (ص) ، وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ، وَشُكر الله على ما منَّ به من إيجاد رسوله (ص) ، الذي أرسله رحمة للعالمين ... هذا كلامه.
وقال النووي : إن البدعة في الشرع هي
إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. قال الامام المجمع على إمامته وتمكُّنه في أنواع العلوم وبراعته ، أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام
رحمه الله ورضي عنه ، في آخر كتاب القواعد : « البدعة منقسمة الى واجبة ومحرمة ، ومندوبة ، ومكروهة ، ومباحة الخ ... »
ثم نقل كلامه بطوله ...
ولكننا بدورنا نقول : إن هذا الكلام
ضعيف ، لوجهين يظهر منهما أيضا دليلان على جواز إقامة هذه المراسم والمواسم.
فأولاً
: إن ما ذكر من تقسيم البدعة إلى حسنة
ومذمومة ، ومن كونها تنقسم الى الاحكام الخمسة ... ثم الاستشهاد بقول عمر بن الخطاب عن صلاة التراويح : نعمت البدعة هي ...
ان ذلك كله ... ليس في محله ، ولا يستند
إلى أساس صحيح.
وذلك ... لأن البدعة الشرعية هي : إدخال
ما ليس من الدين في الدين.
__________________