يبلغ الفتح » (١).
وهنا نريد أن نؤكد على « أن الهدف هو إحداث هزّة عنيفة في نفوس الناس ، وقد تحقق هذا الهدف ؛ لأن الأمة في زمنه كانت قد تخلصت وشفيت من مرض الشك والارتياب بعد انكشاف واقع الامويين وافتضاح حكومة معاوية ، وشعور الأُمة بأن تجربة معاوية في الحكم ما هي إلاّ امتداد للجاهلية ، رغم ما يرفعه من شعارات الإسلام ، وغدت تجربة الإمام علي عليهالسلام في الحكم أملاً وحلما في نظر الجماهير ، وأخذت تدرك وتعي بأن الإمام علي عليهالسلام كان يحارب في زمن معاوية بن أبي سفيان جاهلية الأصنام والأوثان ، ولم يحاربه لأجل صراع قبلي أو لغرض شخصي. فالأمة قد شفيت من مرض الشك ، ولكنها منيت بمرض آخر وهو مرض فقدان الارادة ، فأصبحت لا تملك إرادتها في الرفض والاحتجاج ، بل أصبحت يدها ولسانها ملكا لشهواتها ، وقد فقدت إرادة التغيير لأوضاعها الفاسدة ، كانت قلوبهم مع الإمام ولكن سيوفهم عليه كما قال ، الشاعر الفرزدق » (٢).
وجد الحسين عليهالسلام أن الأمة تحتاج إلى صهر قوي لتتخلص من الشوائب ، كما أراد لها أن تستيقظ من سباتها ، لكي تدرك عظم التحديات التي تنوء تحت ثقلها ، وبعد شهادته عليهالسلام أسقط القناعات الفارغة التي تنظر
__________________
(١) اللهوف : ٤١.
(٢) دور أئمة أهل البيت في الحياة السياسية / عادل الأديب : ٢٠٠ ، دار التعارف ، بيروت ، ١٤٠٨هـ.