عليهالسلام » (١).
وهي الاقدام عند منازلة الخصوم وعدم تهيّب المخاطر ، واقتحام الخطوب ، وتعتبر الشجاعة من الصفات المهمّة التي تميّزت بها شخصية الإمام الحسين عليهالسلام وأصحابه وأهل بيته ، اذ نقرأ عن الاندفاع والحماس المنقطعي النظير الذي جسدوه في سوح الوغى ، والتسابق على بذل الأرواح رخيصةً فداءً للدين والمبادى ء. ورسمت ملحمة كربلاء ـ منذ انطلاقها وحتى مراحلها الأخيرة ـ مشاهد تتجسد فيها معالم الشجاعة بشتى صورها ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، فالتصميم الذي أبداه الإمام الحسين عليهالسلام في معارضة يزيد ورفض البيعة له ، وعزمه الراسخ على المسير نحو الكوفة والتصدّي لأنصار يزيد ، من أمثال ابن زياد ، وعدم انهيار معنوياته لسماع الأخبار والاوضاع التي كانت تجري في الكوفة ، واعلانه على الملأ عن الاستعداد لبذل دمه والتضحية بنفسه في سبيل إحياء الدين ، وعدم الخوف من كثرة الجيش المعادي على الرغم من كثرة عدده وعدته ، ومحاصرة هذا الجيش له في كربلاء ، مع عدم استسلامه ، والقتال العنيف الذي خاضه بعد ذلك مع جنوده واهل بيته ، وصور البطولة الفردية التي أبداها أخوه العباس ، وعلي الأكبر ، والقاسم ، وعامة أبناء علي وأبناء
__________________
(١) اللهوف : ٥ ، مصباح المتهجّد / الشيخ الطوسي : ٧٧٦ ، مؤسّسة فقه الشيعة ، بيروت ـ ط١ ـ ١٤١١ ه ، كامل الزيارات / ابن قولويه : ٣٢٢ ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ، ط١ ـ ١٤١٧ ه.