الحق والعدل » (١).
كان تعلّق الحسين عليهالسلام بالقرآن شديدا ، يتلوه في حلّه وترحاله ، ويجادل ويحاجج به أعداءه ، فمثلاً : « لما وجد الحسين عليهالسلام مروان بن الحكم في طريقه ذات يوم ، فأراد منه مروان أن يبايع يزيد ، ولما كشف له الإمام عن معايب يزيد ، غضب مروان من كلام الحسين ثم قال : واللّه لا تفارقني حتى تبايع ليزيد صاغرا ، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم شحناء ، واُشربتم بغض آل بني سفيان ، وحقيق عليهم أن يبغضوكم ، فقال الحسين : إليك عني فإنك رجس ، وإني من أهل بيت الطهارة ، وقد أنزل اللّه فينا ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، (٢) ) فنكس مروان رأسه ولم ينطق » (٣).
والتحق الحسين عليهالسلام بقبر جده صلىاللهعليهوآله يبكي ، تماما كما فعل أبوه علي بن أبي طالب عندما هددته زعامة بطون قريش بالقتل إن لم يبايع ، فالتحق بقبر النبي صلىاللهعليهوآله يبكي ويتلو الآية الكريمة : ( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الاْءَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. (٤) )
فلما خرج من المدينة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستين
__________________
(١) من وحي الثورة الحسينية / هاشم معروف الحسني : ٢٣.
(٢) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.
(٣) مقتل الخوارزمي ١ : ١٨٥ / الفصل التاسع.
(٤) سورة الأعراف : ٧ / ١٥٠.