التي تقرّ بحقّ المريض بالرعاية بدليل : أنّ عبيداللّه بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليهالسلام أمر بعليِّ بن الحسين ـ وكان مريضا ـ فغُلَّ بغُلٍّ إلى عنقه (١). وقبل ذلك هدّده بضرب عنقه لولا تدخّل عمّته زينب سلام اللّه عليها عندما قالت لابن زياد : يا بن زياد ، إنّك لم تبق منّا أحدا ، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه (٢) فتركه ثمّ سيّره إلى الشام مع سبايا أهل البيت عليهمالسلام.
٣ ـ سبي المرأة المسلمة : المرأة المسلمة لا يجوز سبيها. وعلي عليهالسلام لم يسبِ أحدا في جميع حروبه ، وكان يوصي أصحابه وأفراد جيشه أن لا يتعرضوا للنساء ، لكن جيش يزيد سبى المتبقين من عيالات أهل بيت النبوة وأصحابهم الميامين ، من أمثال : زينب وام كلثوم وسكينة ... وساقوهم سبايا الى الكوفة والشام. هذه الفعلة الشائنة حزّت في نفس زينب عليهاالسلام الأبية ، فوجّهت إلى يزيد سؤالاً استنكاريا ، قالت له فيه : « أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد » (٣).
وفي دار الخلافة طلب أحد أهل الشام من يزيد أن يهبه فاطمة بنت الحسين كجارية ، إلاّ أنّ زينب تصدت له بشدّة (٤).
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ١١٩.
(٢) انظر : اللهوف : ٩٥.
(٣) اللهوف : ١٠٦.
(٤) انظر : الإرشاد ٢ : ١٢١.