الدار ، فاذا ارتفع صوت الإمام من الداخل ، فعليهم باقتحام الدار والعمل بما أمرهم به.
يروي الشيخ المفيد قدسسره « أنّ الوليد ـ والي المدينة ـ أنفذ إلى الحسين عليهالسلام في الليل فاستدعاه ، فعرف الحسين الّذي أراد فدعا جماعةً من مواليه وأمرهم بحمل السلاح ، وقال لهم : إنّ الوليد قد استدعاني في هذا الوقت ، ولستُ آمن أن يكلّفني فيه أمرا لا أجيبه إليه ، وهو غير مأمون ، فكونوا معي ، فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب ، فإن سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه لتمنعوه منَّي » (١).
ولم يكن هذا التدبير الوقائي إلاّ احترازا من أي خطر أو سوء قد يبديه الوليد ، وذكروا أنّ المرافقين له بلغ عددهم ثلاثين شخصا (٢).
ثانيا : استطلاع التحركات المعادية : لمّا سار أبو عبد اللّه عليهالسلام مع عياله وأتباعه من المدينة إلى مكّة ، أبقى أخاه محمد بن الحنفية في المدينة كعين استطلاعية لموافاته بأيّ تحرّك من جانب السلطة ، واطلاع الإمام على ما يجري في المدينة ، قائلاً له : « أمّا أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم في المدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخف عليّ شيئا من اُمورهم » (٣).
ثالثا : إفشال محاولة الاغتيال : « بلغ الإمام عليهالسلام أنّ يزيدا أرسل جماعة بإمرة عمرو بن سعيد الأشدق لقتله أو القبض عليه ، فعمل الإمام عليهالسلام على
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٣٢ ـ ٣٣.
(٢) أنظر : مقتل الحسين / الخوارزمي ١ : ١٨٣.
(٣) مقتل الحسين / الخوارزمي ١ : ١٨٨.