أُقاتلهم به لقذفتهم
بالحجارة ، واللّه لا نُخليك حتى يعلم اللّه أنْ قد حفظنا غيبة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فيك ، واللّه لو علمت أنِّي أُقتل ثمّ
أُحيا ثمّ أُحرق ثم أحيا ثمّ أُذرَّى ، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتى
ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلةٌ واحدةٌ ، ثمّ هي الكرامة التي
لا انقضاء لها أبدا » .
وظاهرة حبّ الأصحاب لقائدهم الحسين عليهالسلام بهذا العمق لفتت نظر العديد من الكتاب
والباحثين ، المسلمين منهم وغير المسلمين ، ومنهم جورج جرداق ، العالم والأديب
المسيحي ، فقال : « حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء ، كانوا
يقولون : كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون : لو أننا نقتل
سبعين مرّة ، فاننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرّة اُخرى أيضا » .
ومن خلال هذه المواقف المشرفة ، ضرب
الأصحاب المثل الأعلى في الالتفاف حول القيادة التي آمنوا بها ، وجادوا بأنفسهم ، فباعوها
صفقة رابحة من أجل قضيتهم العادلة.
٣
ـ التضحية الغالية
تعتبر التضحية من لوازم الإيمان سواءً
بالقضية أو بالقيادة ، فمن آمن بشيء ضحى من أجله ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنقاذ
الإسلام من خطر السقوط في وهدة الظلم والضلال ، وكان الأنصار تبعا لرؤية قائدهم
__________________