ويعلم الزوال بزيادة الظل بعد نقصانه ، أو بميل الشمس إلى الحاجب الأيمن لمن يستقبل القبلة. والغروب باستتار القرص ، وقيل : بذهاب الحمرة من المشرق ، وهو الأشهر.
وقال آخرون : ما بين الزوال حتى يصير ظل كل شيء مثله وقت للظهر. وللعصر من حين يمكن الفراغ من الظهر حتى يصير الظل مثليه
______________________________________________________
لفظ : « لا ينبغي » ظاهر في الكراهة ، وجعل ما بعد الإسفار وقتا لمن شغل يقتضي عدم فوات وقت الاختيار بذلك ، فإن الشغل أعم من الضروري ، وبالجملة : فأقصى ما يدلان عليه خروج وقت الفضيلة بذلك ، لا وقت الاختيار ، والله تعالى أعلم بحقائق أحكامه.
قوله : ( ويعلم الزوال بزيادة الظل بعد نقصانه ، أو بميل الشمس إلى الحاجب الأيمن لمن يستقبل القبلة ).
وقد ذكر المصنف ، وغيره (١) أنه يعلم بأمرين :
أحدهما : زيادة الظل بعد نقصه ، أو حدوثه بعد عدمه ، كما يتفق في بعض البلاد كمكّة وصنعاء في بعض الأزمنة ، وذلك لأن الشمس إذا طلعت وقع لكل شاخص قائم على الأرض ظلّ طويل في جانب المغرب ، ثم لا يزال ينقص كلما ارتفعت الشمس حتى تصل إلى دائرة نصف النهار ـ وهي دائرة عظيمة موهومة تفصل بين المشرق والمغرب ـ فهناك ينتهي نقصان الظل المذكور ، أو ينعدم في بعض البلاد في بعض الأزمنة ، فإذا مالت الشمس عن دائرة نصف النهار إلى المغرب فإن لم يكن قد بقي ظل عند الاستواء حدث الفيء في جانب المشرق ، وإن كان قد بقي فحينئذ يزيد متحولا إليه. فإذا أريد معاينة ذلك ينصب مقياس ، ويقدّر ظلّه عند قرب الشمس من الاستواء ، ثم يصبر قليلا ويقدّر ، فإن كان دون الأول أو بقدره فإلى الآن لم تزل ، وإن زاد فقد زالت.
وقد ورد هذا الاعتبار في عدة أخبار كرواية سماعة قال ، قلت لأبي
__________________
(١) منهم الشهيد الأول في الدروس : ٢٢ ، والشهيد الثاني في روض الجنان : ١٧٥ ، ١٧٨.