بأشياء ، فلو سكت ألزمونيه فأقول : من قال هذا فأنا إلى اللّه منه بريء » (٥) .
وأمثال هذه الأخبار ، وما نُقل أيضاً عن العلماء الأخيار كثيرة ، وأكثرها ـ كما هو ظاهر ـ صريحة في أنّ عمدة مناط نسبة السوء إلى أكثر العلماء الحسد والافتراء حتّى من أهل مذهبهم .
وفي بعضها ـ كما مرّ (٦) من قول الرضا عليهالسلام ليونس وغيره ـ دلالة على أنّ مناط ذلك قد يكون ما أشرنا إليه سابقاً من عدم فهم كلام ذلك العالم كما يُرى (٧) كثيراً أنّه قد يجيء رجل فيسأل عالماً عن شيء ، فيتوهّم في فهم جوابه فيروح ويحكي عنه مثل ما فهمه توهّماً إلى أن يصل ذلك إلى سائر العلماء ، فيجعلوا ذلك مناط الطعن عليه من غير تحقيق الحال ، لا سيّما من كان في قلبه بعض شيء على ذلك العالم ؛ ولهذا قال الإمام عليهالسلام ليونس : « حدّث الناس بما يعرفون » (٨) ، وفي الأخبار : « نحن نكلّم الناس على قدر عقولهم » (١) .
مثلاً فيما نحن فيه يمكن أنّ جماعة من هؤلاء ـ بناءً على ما هو الحقّ الذي بيّنّاه من عينيّة صفات الذات ـ نطقوا في بيان العينيّة بكلام توهّم منه غيرهم التشبيه ، كقولهم مثلاً : إنّه شيء بحقيقة الشيئيّة ، موجود عينيّ ثابت ؛ إذ لا يخفى أنّ أمثال الذين ذكرنا أنّهم أفرطوا في نفي التشبيه ، بحيث
__________________
(١) رجال الكشّي : ٢٢٦ / ٢٣٢ ، بتفاوت .
(٢) انظر : ص ٤٠٣ .
(٣) في « م » زيادة : ذلك .
(٤) تقدم تخريجه في ص ٤٠٣ هامش ٢ .
(٥) انظر : الكافي ١ : ١٨ / ١٥ (كتاب العقل والجهل) ، الأمالي للصدوق : ٥٠٤ / ٦٩٣ ، الأمالي للطوسي : ٤٨١ / ١٠٥٠ .