ثمّ لا ريب كما لا كلام في أنّ أحداً منهم لا ينسب شيئاً ممّا صدر منهم قولاً أو فعلاً ذلك اليوم إلى الورود من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، سوى ما أوردوه في دفع الأنصار عنها من قوله صلىاللهعليهوآله : «الأئمّة من قريش» (١) ، وهذا مع ملاحظة جزئيّات مقالاتهم يومئذٍ ينادي بأن لم يكن مناط ما استقرّ عليه أمرهم ، بل لم يكن دائراً بينهم ذلك اليوم ما سوى مرجّحات الرأي واستحسانات العقل ، وما فيه هوى غالبهم .
ولهذا لما اتّفق غالب من حضر ذلك الحين على خلافة أبي بكر ، واستحسنوا ما زعموه فيه من شيبته وقِدَم صحبته أو غير ذلك أيضاً ممّا سنذكره مع قرشيّته بايعوه وإن كان دخول جمع منهم لا سيّما من الأنصار في ذلك خوفاً من وصول الخلافة إلى من كانوا يحسدونه (٢) ، كما هو اللائح من فلتات ألسنة بعضهم وخبطات أعمال غير واحد منهم ، كما سيظهر في محلّه .
ثمّ إذا لوحظ هذا (٣) مع ما ورد ثابتاً مسلّماً في عليّ عليهالسلام بنقل المؤالف والمخالف عن اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله والصحابة وغيرهم حتّى أعاديه عقلاً ونقلاً من المناقب العظيمة التي لا تخفى كثرةً المنادية بفضله على من سواه من الاُمّة ، حسباً ونسباً ، وباختصاصه بمزايا جليلة خلى عنها غيره ، كما سنذكر جملة (٤) منها مفصّلّة في فصول المقالة الأخيرة من المقصد الأوّل ، حيث لا
__________________
(١) الكافي ٨ : ٣٤٣ / ٥٤١ ، مسند أحمد ٣ : ٢٩ / ١٢٤٨٩ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٧٦ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ١٢١ .
(٢) الوارد في النسخ المعتمدة : «كان يحسدوه» والظاهر أنّ الأنسب ما أثبتناه ، كما هو في هامش «ش» فتأمّل.
(٣) يأتي جوابه في ص ١٦١ من قوله : «تبيّن . . .» .
(٤) في «س» و «ن» و«ش» : «جمّة» .