وأظهر ، وأوكد وأبعد من الشكّ ، كما سيأتي في فصل ذكر أحوال الجواد عليهالسلام .
ولقد كفى في بطلان هؤلاء أيضاً زوالهم وانقراضهم ، مع ثبوت عدم اجتماع الإمامة في الأخوين بعد الحسنين عليهماالسلام ، ونحو ذلك .
وأمّا الفرقة الثامنة : فهم الذين قالوا بعد وفاة أبي الحسن الهادي عليّ ابن محمّد الرضا عليهمالسلام بإمامة ولده الذي توفّي في زمان أبيه ، وكان اسمه محمّداً (١) ، وادّعوا أنّه لم يمت ، وأنّه حيّ ، وأنّه الإمام المنتظر ؛ استناداً إلى دعوى نصّ أبيه عليه (٢) .
وهؤلاء الفرقة ، مع كمال قلّتهم وشذوذهم حتّى في زمنهم ، وعجزهم عن إثبات نصّهم ، وثبوت تواتر موته في حياة أبيه ، قد زالوا وانقرضوا بالكلّيّة ، حتّى أنّ بعضاً منهم أقرّ بموته ، وقال بانتقال الإمامة منه إلى أخيه جعفر بن عليّ المعروف بالكذّاب (٣) (٤) ، وهم أيضاً انقرضوا رأساً .
وأمّا الفرقة التاسعة : فهم الذين قالوا بعد وفاة الهادي عليهالسلام بإمامة ابنه أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهماالسلام ، لكن أنكروا وفاة أبي محمّد ، وقالوا : إنّه حيّ لم يمت ، (وإنّما غاب) (٥) ، وهو القائم المنتظر .
ومن هؤلاء من قال : إنّه مات ، لكن عاش بعد موته ؛ استناداً إلى ما
__________________
(١) في «س» و«ن» زيادة : «ابن عليّ» .
(٢) فِرَق الشيعة : ٩٤ .
(٣) هو جعفر ابن الإمام عليّ الهادي عليهالسلام ، وله حكايات معروفة مع ابن أخيه الإمام صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف .
انظر : قاموس الرجال ٢ : ٦٤٤ / ١٤٧٧ .
(٤) انظر : فِرَق الشيعة : ٩٥ .
(٥) بدل ما بين القوسين في «م» : «وأنّه غائب» .