مفروض الطاعة من اللّه ، ونصٍّ من الرسول صلىاللهعليهوآله في كلّ زمان مادام التكليف .
وأمّا تسميتهم بالإثني عشريّة ؛ فلما هو ظاهر من كون عدد أئمّتهم اثني عشر .
وخلاصة تفصيل مذهبهم ـ بحيث يتبيّن منه مواضع تفرّدهم عن جميع ما سواهم لا سيّما الفِرَق الموجودة ، حتّى يظهر منه كونهم هم الفرقة الناجية ؛ لما ظهر سابقاً من لزوم كون الفرقة الناجية كذلك ؛ حيث إنّ ذلك هو مناط التمييز دون المشتركات ـ أنّهم يقولون أوّلاً : أن لا مدخل للرأي في الدين مطلقاً ؛ حيث إنّ أصله ـ كما تبيّن سابقاً ـ كان من الشيطان ، ثمّ دار بين أتباعه في كلّ زمان ولم يثبت ، بل لم يكن عليه اعتماد نبيّ ولا وصيّ ، بل صريح القرآن ومنقولات أهل الأديان يناديان بأنّه هو سبب كثرة الاختلاف بين الناس ، وكان أهل الحقّ لم يزالوا يتبرّؤون منه في دينهم حذراً من الالتباس ؛ ولهذا صريح مذهب هذه الفرقة أنّ اللّه تعالى لمّا أرسل رسوله محمّداً صلىاللهعليهوآله حجّةً على الأنام أنزل عليه في كتابه جميع الأحكام ، وبيّن له كلّ اُمور الشريعة صغيرها وكبيرها بالتمام ، بحيث لم يحتج بسبب ذلك العلم والتبيين إلى رأي ولا ظنّ ولا تخمين ، كما أخبر بذلك في أمثال قوله سبحانه : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١) .
ثمّ لـم يجـوّز للخلائق ، ولم يأمرهم في إطاعة الخالق إلاّ بالتسليم له ، والأخذ منه ، والانتهاء إليه دون غير هذا ، حتّى أنّه قد عدّ غيره من خطوات الشيطان في آيات من القرآن ، كما نادى بكلّ ذلك في أمثال قوله
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٣ ـ ٤ .