نشكو إلى اللّه وإليك ممّا نحن فيه من أصحابنا ، فقال : « وما أنتم فيه منهم ؟» فقال جعفر : هم واللّه ، يا سيّدي يزندقونا ويكفّرونا ويبرّؤن منّا ، فقال عليهالسلام : « هكذا كان أصحاب آبائي ، ولقد كان أصحاب زرارة يكفّرون غيرهم ، وكذلك غيرهم كانوا يكفّرونهم » ، ثمّ قال عليهالسلام : «أرأيتك لو كنت زنديقاً فقيل لك : هو مؤمن ما كان ينفعك ذلك ، ولو كنت مؤمناً فقيل : إنّه زنديق ما كان يضرّك » (١) .
وكذلك حين بكى يونس بن عبد الرحمن عنده لمّا سمع بوقيعة بعض الناس فيه بمجلسه وسكوته عنهم ، فقال : جعلني اللّه فداك ، إنّي اُحامي عن أصحابي ، وهذا حالي عندهم ، قال له الإمام عليهالسلام : « يا يونس ، ما عليك ممّا يقولون إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضياً ! يا يونس ، حدّث الناس بما يعرفون » (٢) ، وفي رواية اُخرى أنّه قال له : « دارهم يا يونس فإنّ عقولهم لا تبلغ » (٣) .
وفي رواية عن الكاظم عليهالسلام أنّه قال له عند شكواه عنده من أصحابه : « يا يونس ، ارفق بهم ، فإنّ كلامك يدقّ عليهم ، وما يضرّك طعنهم عليك
يا يونس ، لا يضرّك إذا كان بيدك لؤلؤة فقيل : هي حصاة » (٤) .
وكما صرّح الصادق عليهالسلام أيضاً ، حيث روى بعض أصحابه أنّه عليهالسلام قال له : « ما تقول في مفضّل ؟» قلت : وما عسيت أن أقول فيه بعد
__________________
(١) رجال الكشّي : ٥٤٨ / ٩٥٦ .
(٢) رجال الكشّي : ٥٤٠ / ٩٢٤ ، بتفاوت .
(٣) رجال الكشّي : ٥٤٢ / ٩٢٩ .
(٤) رجال الكشّي : ٥٤١ / ٩٢٨ ، بتفاوت .