ما سمعت منك ، فقال : « رحمه اللّه ، ولكن عامر بن جذاعة (١) وحجر بن زائدة (٢) أتياني فعاباه عندي فسألتهما الكفّ عنه فلم يفعلا ، ثمّ سألتهما الكفّ عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا ، فلا غفر اللّه لهما » (٣) .
وكذلك روى جميل بن درّاج (٤) قال : دخلت على أبي عبداللّه عليهالسلام ، فاستقبلني رجل خارج من عنده من أصحابنا الكوفيّين ، فلمّا دخلت عليه قال [لي (٥) ] : « لقيت الرجل الخارج من عندي ؟ » قلت : بلى ، هو رجل من أصحابنا ، فقال : « لا قدّس اللّه روحه و لا قدّس مثله ، إنّه ذكر أقواماً كان أبي ائتمنهم على حلال اللّه وحرامه ، وكانوا عيبة علمه ، وكذلك اليوم هم عندي» ، وذكر لهم مناقب عظيمة ، ثمّ بكى ، فقلت ، مَنْ هم ؟ فقال : «مَنْ
__________________
(١) هو عامر بن جُذاعة ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمّة عليهمالسلام ، وله كتاب .
انظر : رجال الطوسي : ٤٣٥ / ٦٢٢٧ ، والفهرست للطوسي : ١٩٥ / ٥٥٦ ، وتنقيح المقال ٢ : ١١٤ / ٦٠٣٥.
(٢) هو حجر بن زائدة الحضرمي الكوفي ، ثقة ، صالح ، صحيح المذهب ، من أصحاب الصادق عليهالسلام ، عدّه الإمام الكاظم عليهالسلام من حواري الباقر والصادق عليهماالسلام .
انظر : رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٤ ، تنقيح المقال ١ : ٢٥٥ / ٢٣٤٧ .
(٣) رجال الكشّي : ٣٨٨ / ٥٨٣ ، تنقيح المقال ١ : ٢٥٦ ، ضمن ترجمة حجر بن زائدة ، رقم ٢٣٤٧ .
(٤) جميل بن درّاج بن عبداللّه النخعي ، يكنّى أبا الصبيح من فقهاء أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، ومن أصحاب الإجماع ، ثقة جليل القدر وعظيم المنزلة بالاتّفاق ، وجه الطائفة . قيل له : ما أحسن محضرك وأزين مجلسك ؟! فقال : إي واللّه ، ما كنّا حول زرارة بن أعين إلاّ بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلّم ، وعمى في آخر عمره ، توفّي في أيّام الرضا عليهالسلام .
انظر : رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ ، تنقيح المقال ١ : ٢٣١ / ١٩٣٣ ، الكنى والألقاب ١ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ .
(٥) أضفناها من المصدر .