أنكروا على من خالفهم، وذلك يبطل ما اعتمدتموه .
قيل : جميع ما عدد تموه من الاختلاف الواقع بين الطائفة ، فان النكير واقع فيه من الطائفة والتفسيق حاصل فيه، وربما تجاوز ا ذلك أيضاً الى التكفير، وذلك أشهر من أن يخفى، حتى ان كثيراً منهم جعل ذلك طعناً على رواية من خالفه في المذاهب التي ذكرت في السؤال وصنفوا في ذلك الكتب وصدر عن الأئمة عليهمالسلام أيضاً النكير عليهم، نحو أفكارهم على من يقول بالتجسيم والتشبيه ، و الصورة، والغلو وغير ذلك .
وكذلك من خالف في أعيان الأئمة عليهمالسلام لانهم جعلوا (۱) ما يختص الفطيحة، والواقفة، والناووسية (۲) وغيرهم من الفرق المختلفة بروايته لا يقبلونه ولا يلتفتون اليه.
فلو كان اختلافهم في العمل باخبار الاحاد يجرى مجرى اختلافهم فى المذاهب التي أشرنا اليها، لوجب أن يجروا فيها ذلك المجرى، ومن نظر فى الكتب وسبر أحوال الطائفة وأقاويلها، وجد
____________________________________________
(۱) قوله (لانهم جعلوا) قد مر ما يتعلق بهذا في الدليل الأول فتذكر .
(۲) قوله (الناووسية) هم أتباع رجل يقال له ناووس، وقيل : نسبوا الى قرية ناووسا. قالوا : ان الصادق عليهالسلام حي بعد، ولن يموت حتى يظهر، فيظهر أمره وهو القائم المهدي (۳).
__________________
(۳) انظر مقالتهم في فرق الشيعة للنوبختى: ٦٧ .