الأمر بخلاف ذلك، وهذه أيضاً طريقة معتمدة في هذا الباب .
ومما يدل أيضاً على صحة ما ذهبنا اليه انا وجدنا الطائفة ميزت الرجال الناقلة لهذه الاخبار، فوثقت الثقات منهم، وضعفت الضعفاء و فرقوا بين من يعتمد على حديثه وروايته، ومن لا يعتمد على خبره ومدحوا الممدوح منهم، وذموا المذموم .
وقالوا: فلان متهم في حديثه، وفلان كذاب ، وفلان مخلط ، وفلان مخالف فى المذهب والاعتقاد، وفلان واقفی، و فلان فطحی وغير ذلك من الطعون التي ذكروها .
وصنفوا في ذلك الكتب، واستثنوا الرجال (۱) من جملة مارووه من التصانيف في فهارستهم، حتى ان واحداً منهم اذا أنكر حديثاً نظر في اسناده ، وضعفه بروايته هذه عادتهم على قديم الوقت، و
____________________________________________
(۱) قوله ( واستثنوا الرجال ) أي التصانيف التي رواها الرجال، مثل ما روى عن ابن الوليد (۲) انه قال: ما تفرد به محمد بن عیسی (۳) من كتب يونس (۴) لا يعتمد عليه .
__________________
(۲) أبو جعفر ، محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، شيخ القميين وفقيههم و متقدمهم ووجههم، ثقة، عين مسكون اليه توفى سنة (٣٤٣هـ. ) قاله النجاشي: ۲۷۱ .
(۳) محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعرى أبو على شيخ القميين ووجه الاشاعرة، متقدم عند السلطان، ودخل على الرضا عليهالسلام وسمع منه، وروى عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام .
(٤) هو يونس بن عبد الرحمن مولى على بن يقطين بن موسى مولی بنی اسد. أبوه