فأما الاخبار التى هى من باب العمل، كالاخبار الواردة في فروع الدين، فسنذكر القول فيها ان شاء الله تعالى في الفصل الذي يليه .
فصل
في ذكر الخبر الواحد، وجملة من القول في أحكامه
اختلف الناس في خبر الواحد (۱) ، فحكى عن النظام (۲) أنه كان يقول: انه يوجب العلم الضرورى اذا قارنه سبب. وكان يجوز في الطائفة الكثيرة ألا يحصل العلم بخبرها .
وحكى عن قوم من أهل الظاهر انه يوجب العلم مطلقاً، وربما سموا ذلك علما ظاهراً.
____________________________________________
( ۱ ) قوله ( اختلف الناس في خبر الواحد ) الذي يخرج من التقسيم السابق في تعريف خبر الواحد، هو انه خبر لا يعلم ان مخبره على ما تناوله ، ولا انه على خلافه، وهذا لا يصلح للنزاع في افادته العلم. نعم يظهر من حصر الخبر الذي يعلم صدقه في الاقسام المذكورة فيه ، وحصر الخبر الذي يعلم كذبه في الاقسام المذكورة فيه، ان خبر الواحد مالا يكون شيئاً من الاخبار المذكورة، فبهذا الاعتبار يصلح للنزاع .
__________________
(۲) النظام كشداد لقب أبو اسحاق ، ابراهيم بن سيار بن هاني البصري، ابن اخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وكمان النظام صاحب المعرفة بالكلام، وأحد رؤساء المعتزلة واستاذ الجاحظ، كان في ايام هارون الرشيد .