والذي يبين ذلك (۱) أيضاً ورود العبادة بالشهادات وان لم يعلم صدقهم ، وجرى وجوب الحكم بقولهم في أنه معلوم مجرى الحكم بما علمناه بقول الرسول صلىاللهعليهوآله .
وليس لاحد أن يقول : اذا لم يصح ان يتعبد الله تعالى بالقبول من النبي صلىاللهعليهوآله بلا علم معجز يظهر عليه، فبان لا يجوز القبول من غيره أولى (۲) .
وذلك ان فقد ظهور العلم على الرسول صلىاللهعليهوآله يقتضى الجهل بالمصالح التي لا يعلم الا من جهته، وليس في فقد الدلالة على صدق خبر الواحد ذلك، لانه يصح أن يعلم بقول النبي صلىاللهعليهوآله وجوب ما أخبر به الواحد، فيصير في حكم علم قد ظهر عليه، وان جوزنا كونه كاذباً فيه ، لانه لا يمتنع أن تكون المصلحة لنا في العمل به وان كان هو كاذباً. كما لا يمتنع أن يكون الواجب علينا ترك سلوك الطريق اذا خوفنا الواحد من سبع فيه أو لص وان كان كاذباً .
____________________________________________
(۱) قوله ( والذي يبين ذلك الخ ) هذا قياس في العقليات ، ومع هذا فالفارق متحقق كمامر .
(۲) قوله (أولى) الاولوية انما تظهر بعد ثبوت النبوة ، والكلام مفروض قبل اثباته، بل هي منعكسة لان شأن النبوة أرفع وأعلى، فهوقياس مع الفارق وملخص جواب المصنف يرجع الى هذا .