أصحاب الاشعرى الى أن العلم بهذه الاخبار، يحصل ضرورة من فعل الله تعالى، لا صنع للعباد فيها .
وذهب سيدنا المرتضى أدام الله علوه (۱) الى تقسيم ذلك فقال ان أخبار البلدان والوقائع والملوك وهجرة النبي صلى الله عليه و آله ومغازيه وما يجرى هذا المجرى، يجوز أن يكون ضرورة من فعل الله تعالى، ويجوز أن تكون مكتسبة من فعل العباد .
وأما ماعدا أخبار البلدان وما ذكرناه مثل : العلم بمعجزات النبي صلىاللهعليهوآله ، وكثير من أحكام الشريعة ، والنص الحاصل على الأئمة عليهمالسلام ، فيقطع على انه مستدل عليه
وهذا المذهب عندى أوضح من المذهبين جميعاً. وانما قلنا بهذا المذهب، لانه لا دليل هاهنا يقطع به على صحة أحد المذهبين
____________________________________________
(۱) قوله ( وذهب سيدنا المرتضى أدام الله علوه الخ ) السيد ذهب الى تقسيم الاخبار المتواترة مطلقاً، لا تقسيم الاخبار المتواترة التي يحصل عندها العلوم لكل عاقل، كما تدل العبارة المنقولة من الذخيرة بعد ذلك، بل الظاهر من الذريعة ان المرتضى توقف في القسم الأول. ثم بعد تسليم كونها ضرورية توقف في القسم الأخير، وان كان عبارته في الشرط المختص ظاهرها يدل على عدم توقفه في الاخير وكذا الظاهر منها أن أبا هاشم جعل القسم الأول ضرورياً ، وتوقف في الاخير (۳) .
__________________
(٣) الذريعة : ٤٨٥