الموصول ، ويقدر قبله هم مبتدأ (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (٤١) أي إليه مرجعها في الآخرة (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) فيه تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم (فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) تأنيث قوم باعتبار المعنى (وَعادٌ) قوم هود (وَثَمُودُ) (٤٢) قوم صالح (وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ) (٤٣) (وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) قوم شعيب (وَكُذِّبَ مُوسى) كذبه القبط لا قومه بنو إسرائيل أي كذب هؤلاء رسلهم فلك أسوة بهم (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ) أمهلتهم بتأخير العقاب لهم (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) بالعذاب (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (٤٤) أي إنكاري عليهم بتكذيبهم بإهلاكهم ، والاستفهام للتقرير ، أي هو واقع موقعه (فَكَأَيِّنْ) أي كم (مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) وفي قراءة أهلكناها (وَهِيَ ظالِمَةٌ) أي أهلها بكفرهم (فَهِيَ خاوِيَةٌ) ساقطة (عَلى عُرُوشِها) سقوفها (وَ) كم من (بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) متروكة بموت أهلها
____________________________________
قوله : (صلة الموصول) أي لا محل لها من الإعراب. قوله : (ويقدر قبله) الخ ، أي على أحد الاحتمالات المتقدمة ، وهو إخبار من الله عما يكون عليه المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم. قوله : (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) أي آخر أمور الخلق مصيرها إليه ، فيجازي كل شخص بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.
قوله : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) أي يدوموا على تكذيبك وعدم الإيمان بك ، والضمير عائد على أهل مكة ، والمعنى لا تحزن وتسلّ ، فلست بأول من كذبه قومه. قوله : (باعتبار المعنى) أي وهو الأمة والقبيلة. قوله : (وَعادٌ وَثَمُودُ) لم يقل قوم هود وقوم صالح ، لاشتهارهما بهذين الاسمين. قوله : (وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) خصهم بالذكر ، وإن كان شعيب أرسل إلى أصحاب الأيكة وكذبوه أيضا ، لأنهم سابقون عليهم في التكذيب له ، فخصوا بالذكر لسبقهم بالتكذيب. قوله : (كذبه القبط لا قومه) أشار بذلك إلى وجه بناء الفعل في هذا الأخير للمفعول ، والقبط بوزن القسط أهل مصر.
قوله : (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في التشنيع عليهم. قوله : (أي إنكاري عليهم) أشار بذلك إلى أن نكير مصدر بمعنى الإنكار. قوله : (بإهلاكهم) أي بعذاب الاستئصال. قوله : (للتقرير) أي والمعنى : فليقر المخاطبون بأن إهلاكي لهؤلاء كان واقعا موقعه ، وفي الحقيقة هو مضمن معنى التعجب. والمعنى : ما أشدّ ما كان إنكاري عليهم. قوله : (فَكَأَيِّنْ) مبتدأ ، و (مِنْ قَرْيَةٍ) تمييز ، وقوله : (أَهْلَكْناها) خبره ، وقوله : (وَهِيَ ظالِمَةٌ) الجملة حالية. والمعنى عدد كثير من القرى أهلكتها ، والحال أنها ظالمة. قوله : (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا. قوله : (أي أهلها) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله : (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) أي تهدمت حيطانها ، فسقطت الحيطان فوق السقوف.
قوله : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) قدر المفسر (كم) والجار إشارة إلى أنه معطوف على (قَرْيَةٍ) والمعنى عدد كثير من الآبار معطلة عن الاستقاء منها بموت أهلها ، وقيل إن البئر الواحدة معهودة ، وهي التي نزل عليها صالح مع أربعة آلاف نفر ممن آمن به ، ونجاهم الله من العذاب وهم بحضرموت. وسميت بذلك ، لأن صالحا حين حضرها مات ، وهناك بلدة عند البئر اسمها حاضورا ، بناها قوم صالح ، وأمروا عليهم