يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢٣) (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ) أقرباؤكم وفي قراءة عشيراتكم (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها) اكتسبتموها (وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها) عدم نفاقها (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ) فقعدتم لأجله عن الهجرة والجهاد (فَتَرَبَّصُوا) انتظروا (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) تهديد لهم (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢٤) (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ) للحرب (كَثِيرَةٍ) كبدر وقريظة والنضير (وَ) اذكر (يَوْمَ حُنَيْنٍ) واد بين مكة والطائف أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوال سنة ثمان (إِذْ) بدل من يوم (أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) فقلتم لن نغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف (فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) ما مصدرية أي
____________________________________
الدين ، مع مصالح الدنيا ، يقدم أمر الدين ، ولو لزم عليه تعطيل أمر الدنيا. قوله : (وَإِخْوانُكُمْ) أي حواشيكم ، والمراد هنا إخوان النسب ، وإن شاع جمع أخ النسب على إخوة ، وأخ الدين على إخوان. قوله : (أقرباؤكم) وقيل هم من بينك وبينهم معاشرة مطلقا ولو غير قريب ، فهو عطف عام على ما قبله على كل حال. قوله : (وفي قراءة عشيراتكم) أي وهي سبعية ، وقرأ الحسن عشائركم. قوله : (تَرْضَوْنَها) أي ترضون الإقامة فيها. قوله : (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ) خبر كان ، واسمها (آباؤُكُمْ) وما عطف عليه. قوله : (فقعدتم لأجله) قدره ليرتب عليه قوله : (فَتَرَبَّصُوا) وجملة (فَتَرَبَّصُوا) جواب الشرط.
قوله : (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) قال ابن عباس هو فتح مكة. إذا علمت ذلك ، تعلم أن هذا مشكل مع ما تقدم ، ومع ما يا أتي من أن السورة نزلت بعد الفتح ، إلا أن يقال إن بعض السورة نزل قبل الفتح ، بحسب الوقائع والسورة بتمامها نزلت بعد الفتح ، ولا غرابة في ذلك فتدبر. قوله : (تهديد لهم) أي تخويف. قوله : (الْفاسِقِينَ) عبر عنهم أولا بالظالمين. إشارة إلى أن الكفار موصوفون بكل وصف قبيح. قوله : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ) الخطاب للنبي وأصحابه ، بتعداد النعم عليهم. قوله : (فِي مَواطِنَ) جمع موطن كمواعد وموعد ، ويرادفه الوطن وهو محل السكنى. قوله : (فِي مَواطِنَ) جمع موطن كمواعد وموعد ، ويرادفه الوطن وهو محل السكنى. قوله : (وقريظة والنضير) الكلام على حذف مضاف ، أي وموطن قريظة وموطن النضير.
قوله : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) ظرف لمحذوف قدره المفسر بقوله : (اذكر) وقيل معطوف على (مَواطِنَ) من عطف ظرف الزمان على ظرف المكان ، ورد بأنه يقتضي أن قوله : (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) يرجع لقوله : (مَواطِنَ) أيضا لأنه بدل من يوم حنين ، ولا يصح ذلك ، لأن كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن ، بل في خصوص حنين ، فتعين ما قدره المفسر. قوله : (واد بني مكة والطائف) أي وبينهما ثمانية عشر ميلا ، وفي بعض العبارات ثلاث ليال. قوله (هوازن) أي وهم قبيلة حليمة السعدية. قوله : (سنة ثمان) أي من الهجرة ، وهي سنة فتح مكة ، لأن مكة فتحت في رمضان ، وغزوة هوازن في شوال عقبه. قوله : (من قلة) أي من عدد قليل. قوله : (وكانوا اثني عشر ألفا) عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار ، وألفان من الذين أسلموا في مكة بعد فتحها. قوله : (والكفار أربعة آلاف) الذي في شرح المواهب أنهم أكثر من عشرين ألفا.
قوله : (فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً) أي لم تنفعكم ولم تدفع عنكم شيئا. قوله : (أي مع رحبها) أشار