بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الأنفال
مدنيّة
أو إلا (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) الآيات السبع فمكية. وهي خمس أو ست أو سبع وسبعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) لما اختلف المسلمون في غنائم بدر فقال الشبان هي لنا لأنا باشرنا القتال وقال الشيوخ كنا ردءا لكم تحت الرايات ولو انكشفتم لفئتم إلينا فلا تستأثروا بها نزل (يَسْئَلُونَكَ) يا محمد (عَنِ الْأَنْفالِ) الغنائم لمن هي (قُلِ) لهم (الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) يجعلانها حيث شاءا فقسمها صلىاللهعليهوسلم بينهم على السواء رواه الحاكم في المستدرك (فَاتَّقُوا
________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الأنفال مدنية
أو إلا (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) الآيات السبع فمكية. وهي خمس أو ست أو سبع وسبعون آية
قوله : (سورة الأنفال) مبتدأ مضاف إليه ، و (مدنية) خبر أول و (خمس إلخ) خبر ثان. قوله : (أو إلا) أو لحكاية الخلاف ، فإنه اختلف هل هى مدنية كلها وهو الصحيح ، أو إلا سبع آيات أولها (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) وآخرها (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فمكيات وهو ضعيف ، ولا يلزم كونها في شأن أهل مكة أنها نزلت بها بل نزلت بالمدينة حكاية عما وقع في مكة. قوله : (في غنائم بدر) أي لأنها أول غنيمة في الإسلام. قوله : (وقال الشيوخ) أي وكانوا محدقين برسول الله خوفا عليه من العدو. قوله : (كنا ردءا) أي عونا لكم. قوله : (ولو انكشفتم) أي انهزمتم. قوله : (لفئتم) أي رجعتم.
قوله : (يَسْئَلُونَكَ) السؤال إن كان تعيين الشيء وتبيينه ، تعدى للمفعول الثاني بعن كما هنا ، وإن كان بمعنى طلب الإعطاء ، تعدى للمفعولين بنفسه ، كسألت زيدا مالا ، خلافا لمن فهم أن ما هنا من الثاني وادعى زيادة عن. قوله : (عَنِ الْأَنْفالِ) جمع نفل مثل سبب وأسباب ، ويقال نفل بسكون الفاء أيضا وهي الزيادة ، لزيادة هذه الأمة بها عن الأمم السابقة ، فإنها لم تكن حلالا لهم ، بل كانوا إذا غنموا غنيمة وضعوها في مكان ، فإن قبلها الله منهم ، أنزل عليها نارا أحرقتها ، وإلا بقيت. قوله : (لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) قيل : إن معنى ذلك ، أنها مملوكة لله ، وأعطاها ملكا لرسوله يتصرف فيها كيف يشاء ، وعلى هذا فقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) الآية ناسخة لها ، وقيل إن ما يأتي توضيح لما هنا وتفصيل له ، والآية محكمة ، فيكون المعنى لله والرسول من حيث قسمتها على المجاهدين. قوله : (يجعلانها حيث شاءا) أي فامتثلوا ما يأمركم به.