بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الأنبياء
مكيّة
وهي مائة واحدى أو اثنتا عشرة آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْتَرَبَ) قرب (لِلنَّاسِ) أهل مكة منكري البعث (حِسابُهُمْ) يوم القيامة (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) عنه (مُعْرِضُونَ) (١) عن التأهب له بالإيمان (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) شيئا فشيئا أي لفظ قرآن (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (٢) يستهزئون
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الأنبياء مكية
وهي مائة وإحدى أو اثنتا عشرة آية
سميت بذلك لذكر قصص جملة من الأنبياء فيها. قوله : (مكية) أي نزلت قبل الهجرة باتفاق. قوله : (أو اثنتا عشرة آية) هذا الخلاف مرتب على الخلاف في قوله تعالى : (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) إلى قوله : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) هل هو آية واحدة أو آيتان ، وأول الثانية قوله : (أُفٍّ لَكُمْ) الخ. قوله : (أهل مكة) أشار بذلك إلى أنه من إطلاق العام وإرادة الخاص وحاصل ذلك أن كفار قريش قالوا : محمد يهددنا بالبعث والجزاء على الأعمال وهذا بعيد ، فأنزل الله (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) وجه قرب الحساب أنه آت لا محالة ، وكل آت قريب ، أو يقال إن قربه باعتبار ما مضى من الزمان ، فإن ما بقي أقل مما مضى. قوله : (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الجملة حالية أي قرب حسابهم ، والحال أنهم غافلون معرضون غير متأهبين له ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهذه الآية ، وإن كان سببها الرد على كفار مكة ، إلا أن العبرة بعمومها.
قوله : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ) هذا في معنى العلة لما قبله ، كأنه قال : معرضون لأنه يأتيهم من ذكر