قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

تحمیل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

330/512
*

أفضل من البشر غير الأنبياء اذكر (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) نبيهم فيقال يا أمة فلان أو بكتاب أعمالهم فيقال يا صاحب الخير ، يا صاحب الشر ، وهو يوم القيامة (فَمَنْ أُوتِيَ) منهم (كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) وهم السعداء أولو البصائر في الدنيا (فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ) ينقصون من أعمالهم (فَتِيلاً) (٧١) قدر قشرة النواة (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ) أي الدنيا (أَعْمى) عن

____________________________________

قوله : (إذ هم) أي الملائكة. قوله : (أفضل من البشر) ظاهره مطلقا ، وهو خلاف التحقيق ، والتحقيق الذي عليه الأشاعرة ، أن خواص البشر كالأنبياء والرسل ، أفضل من خواص الملائكة ، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، وعوام البشر وهم الصلحاء ، أفضل من عوام الملائكة وهم ما عدا الرؤساء الأربعة.

قوله : (يَوْمَ نَدْعُوا يَوْمَ) معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : (اذكر). والمعنى اذكر يا محمد هذا اليوم وهوله لأمتك ، ليكون داعيا إلى الاتعاظ والخوف ، فيحملهم على الاستعداد.

قوله : (كُلَّ أُناسٍ) وزنه فعال ، ويجوز حذف همزته فيقال ناس ، فيصير وزنه عال. قوله : (نبيهم) أي لما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فينادى يوم القيامة : يا أمة إبراهيم ، يا أمة موسى ، يا أمة عيسى ، يا أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيقوم أهل الحق الذين اتبعوا الأنبياء ، فيأخذون كتبهم بأيمانهم ، ثم ينادي الأتباع : يا أتباع نمروذ. يا أتباع فرعون ، يا أتباع فلان وفلان ، من رؤساء الضلال وأكابر الكفار ، فيأخذون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهرهم. قوله : (أو بكتاب أعمالهم) أي لقوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) وما ذكره المفسر قولان في تفسير الإمام ، وبقي أقوال أخر ، قيل المراد به الكتاب الذي أنزل عليهم ، فينادى في القيامة : يا أهل التوراة ، يا أهل الإنجيل ، يا أهل القرآن ، ما ذا عملتم في كتابكم؟ هل امتثلتم أوامره؟ هل اجتنبتم نواهيه؟ وقيل : المراد به المذهب الذي كانوا يعبدون الله عليه ، فيقال : يا حنفي ، يا شافعي ، يا معتزلي ، يا قدري ، ونحو ذلك ، وقيل : المراد به عمل البر الذي اشتهر به في الدنيا ، فينادي أهل الصدقات ، وأهل الجهاد ، وأهل الصيام وغير ذلك ، وقيل المراد به الأمهات ، لأن الإمام جمع أم ، كخفاف جمع خف ، فينادي الخلق بأمهاتهم فيقال : يا ابن فلانة ، سترا على ولد الزنا ، ورعاية حق عيسى ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، ورد هذا القول الزمخشري وقال : إنه من بدع المفسرين. قوله : (فيقال يا صاحب الخير) هو على حذف مضاف ، أي يا صاحب كتاب الخير. قوله : (وهو يوم القيامة) وله أسماء كثيرة منها : الساعة والحاقة والقارعة والواقعة يوم الدين ويوم الجزاء ويوم الحشر ، وغير ذلك.

قوله : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ) من إما شرطية أو موصولة ، ودخلت الفاء في خبرها ، لشبهها بالشرط. قوله : (فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ) أي وإن لم يكونوا قارئين في الدنيا ، وحين يقرؤون كتابهم يظهرون لأهل الموقف ، قال تعالى حكاية عنه : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) الخ. قوله : (قدر قشرة النواة) الصواب أن يقول : قدر الخيط الذي في قلب النواة ، وأما القشرة التي ذكرها فهي القطمير ، وأما النقير فهو الذي في النقرة التي في ظهرها ، والثلاثة مذكورة في القرآن.

قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) أي وهو الذي يعطي كتابه بشماله ، فيسود وجهه حينئذ ويحصل