الحيوان والنبات وغير ذلك (مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (١٣) يتعظون (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ) ذلله لركوبه والغوص فيه (لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) هو السمك (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها) هي اللؤلؤ والمرجان (وَتَرَى) تبصر (الْفُلْكَ) السفن (مَواخِرَ فِيهِ) تمخر الماء أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة (وَلِتَبْتَغُوا) عطف على لتأكلوا ، تطلبوا (مِنْ فَضْلِهِ) تعالى بالتجارة (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٤) الله على ذلك (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) جبالا ثوابت ل (أَنْ) لا (تَمِيدَ) تتحرك (بِكُمْ) وجعل فيها (وَأَنْهاراً) كالنيل (وَسُبُلاً) طرقا (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥) إلى مقاصدكم (وَعَلاماتٍ) تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار (وَبِالنَّجْمِ) بمعنى النجوم (هُمْ يَهْتَدُونَ) (١٦) إلى الطرق والقبلة بالليل (أَفَمَنْ يَخْلُقُ) وهو الله (كَمَنْ لا يَخْلُقُ) وهو الأصنام حيث تشركونها معه في العبادة لا (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٧) هذا فتؤمنون (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) تضبطوها فضلا عن أن تطيقوا شكرها (إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٨) حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم
____________________________________
المتأمل فيه لمزيد العقل بخلاف العالم السفلي فهو مشاهد ، فيكفي فيه أدنى تأمل وتعقل ، والأسلم أن يقال : إن التغاير في هذا وما قبله وما بعده ، تفنن في التعبير ، دفعا للثقل ، وإشارة إلى أن من اتصف بواحد منها ، فقد اتصف بجميعها. قوله : (وَما ذَرَأَ) معطوف على (اللَّيْلَ) ، ولذا قدر المفسر الفعل. قوله : (من الحيوان والنبات) فهي مذللة لبني آدم ، ينتفعون بها ولا يعجزون عنها. قوله : (وغير ذلك) أي كالأحجار والمعادن والأنهار. قوله : (مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) أي وطعومه.
قوله : (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ) أي عذبا وملحا. قوله : (لركوبه) أي بالسفن والعوم. قوله : (والغوص) أي النزول فيه. قوله : (لَحْماً طَرِيًّا) وصف بالطراوة لأنه يسرع إليه الفساد ، وحكمة ذلك ، انتفاع الناس به ، وعدم عزته عن الفقراء ، وإلا فلو كان يمكث من غير فساد ، لادّخره الأغنياء ، وحرموا منه الفقراء. قوله : (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ) أي البحر وهو الملح فقط. قوله : (والمرجان) هو عروق حمر تطلع من البحر كأصابع الكف. قوله : (عطف على لتأكلوا) أي وما بينهما اعتراض. قوله : (بالتجارة) أي فيسافرون لها في البحر ، ويقدمون في أقل ومن. قوله : (أَنْ تَمِيدَ) قدر المفسر «لا» ليصح الكلام ، لأن جعل الجبال في الأرض ، لأجل عدم الميد ، لا لأجل حصوله ، والمراد بالميد ، الميل والتحرك والاضطراب. قوله : (طرقا) أي في الجبال. قوله : (وَعَلاماتٍ) أي أمارات. قوله : (وَبِالنَّجْمِ) المراد به الثريا وبنات نعش والفرقدان والجدي ، فيهتدي بها إلى الطريق والقبلة.
قوله : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ) أي أتسوون بين الخالق لتلك الأشياء العظيمة والنعم الفخيمة ، وبين من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، فضلا عن غيره ، والكلام على القلب ، والتقدير : أفمن لا يخلق كمن يخلق؟ لأنهم يشبهون من لا يخلق بمن يخلق في العبادة ، وإنما أتى العبارة مقلوبة ، زيادة في التشنيع عليهم. قوله : (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري.
قوله : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ) هذا تذكير إجمالي ، بعد تفصيل بعض النعم. قوله : (حيث ينعم