ـ من دون أن يستعمل اللفظ فيها ـ التي لن تصل إلى إدراكها أفهامنا القاصرة
إلا بعناية من أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام الذين هم أهل القرآن فهو الصحيح.
وتدلنا على ذلك
روايات كثيرة تبلغ حد التواتر إجمالا بلا ريب.
منها : (ان
القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ويجري
على آخرنا كما يجري على أولنا).
ومنها : (ان
القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا
ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).
ومنها : (لو ان
الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ولكن القرآن
يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض ولكل قوم آية يتلوها هم منها من خير
أو شر).
ومن هنا قد ورد
في عدة من الروايات ان الآية من القرآن إذا فسرت في شيء فلا تنحصر الآية به وهو
كلام متصل ينصرف على وجوه. وان القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه. وهذا
معنى ان للقرآن بطوناً لن تصل إليها أفهامنا القاصرة إلا بتوجيه من أهل البيت عليهمالسلام كما وجهنا إليها في بعض الموارد وقد دلت على ذلك المعنى
روايات كثيرة واردة من طرق العامة والخاصة. ومن أراد الاطلاع على مجموع هذه
الروايات في جميع هذه الأبواب فليطلبها من مصادرها وفي بعض الروايات إشارة إلى صغرى هذه الكبرى وهو ما ورد
: ان القرآن ظاهره قصة وباطنه عظة ، فانه في الظاهر بين قصص السابقين وقضاياهم
كقصة بنى إسرائيل وما شاكلها ، ولكنها في الباطن عظة للناس وعبر ودروس لهم ، فان
التأمل في القضايا الصادرة عن الأمم السابقة دروس وعبر لنا. وينبهنا على ان السير
على منهاجه ينجينا عن الضلال ، وان الكفر بنعم الله تعالى يوجب السخط على
__________________