__________________
ـ الرسول يقول : لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان! وهو يراها تقاتل يومئذ أشدّ القتال ، وهي حاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا ١ : ٢٧٠. وعنه في شرح النهج للمعتزلي ١٤ : ٢٦٦ وقال : من أمانة المحدّث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا ، فما باله كتم اسم هذين الرجلين؟ ليت الراوي لم يكنّ هذه الكناية وكان يذكرهما باسمهما حتى لا تترامى الظنون إلى امور مشتبهة!! ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٠ : ١٣٣ ثم علق عليه تعليقا دقيقا فراجعه.
ثم روى عنها قالت : انكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلّا نفير ما يتمّون عشرة! وأنا وابناي (عمارة وعبد الله) وزوجي (غزية بن عمرو) بين يديه نذبّ عنه ، والناس يمرون به منهزمين ، وأنا لا ترس معي ، ورأى رجلا مولّيا معه ترس فقال له : يا صاحب الترس ، ألق ترسك إلى من يقاتل! فألقى ترسه ، فأخذته فجعلت أترّس عن رسول الله به ، فأقبل رجل على فرس فضربني فترّست له فلم يصنع سيفه شيئا وولّى ، وضربت عرقوب فرسه فوقع على ظهره ، وصاح النبيّ ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ لابني : يا ابن أم عماره ، امّك امّك! فعاونني عليه حتى أوردته الموت ١ : ٢٧٠.
ثم روى بسنده عن ابنها عبد الله بن زيد أن رجلا طويلا ضربه على عضده اليسرى ومضى عنه ، فجرح ولم يرقأ الدم وناداه الرسول : اعصب جرحك ، فاقبلت إليه أمه ومعها عصائب في حقويها قد اعدّتها للجراح ، فربطت جرحه ثم قالت له : انهض يا بني فضارب القوم ، والنبي واقف ينظر ، فقال لها : ومن يطيق ما تطيقين يا أمّ عمارة!
وعاد الرجل الضارب فقال لها رسول الله : هذا ضارب ابنك! فاعترضت له فضربت ساقه فبرك ، فتبسّم رسول الله حتى بدت نواجذه! وعلوه بالسلاح حتى مات فقال لها النبيّ : الحمد لله الذي ظفّرك وأقرّ عينك من عدوّك وأراك ثأرك بعينك ١ : ١٧١.
ثم روى بسنده عنه أيضا قال : لما تفرق الناس عن النبيّ بقيت امّي تذبّ عنه ودنوت