صوريا ، فناشده بالله هل يجدون حكم الرجم في كتابهم؟ فقال : إنّه لمّا كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرءوس ، فحكم عليهم بالرجم ، فأنزل الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ ...) إلى قوله : (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
وروى عن ابن عباس ـ أيضا ـ قال : أتى رسول الله ابن ابيّ وبحري بن عمرو ، وشاس بن عدي فكلّمهم وكلّموه ، فدعاهم إلى الله وحذّرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوّفنا يا محمّد؟ نحن والله أبناء الله وأحباؤه. كقول النصارى. فأنزل الله فيهم : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ...).
وروى عن ابن عباس ـ أيضا ـ قال : دعا رسول الله اليهود ورغّبهم في الإسلام وحذّرهم ، فأبوا عليه ، فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب : يا معشر اليهود اتّقوا الله فإنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته! فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهودا : ما قلنا لكم هذا ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده! فأنزل الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ)(١).
وسرق ابن ابيرق :
وقبل هذه الآيات وقبل ما نزل من سورة النساء في غزوة بدر الأخيرة ، آيات تتعلّق بسرقة اخرى هي سرقة ابن ابيرق ، وقد نقل المجلسي في
__________________
(١) تفسير الطبري ، ورواها السيوطي في الدر المنثور ٢ : ٢٦٩. لكن الآية هي ١٩ من المائدة النازلة بعد حجة الوداع في آخر العاشرة للهجرة.