الى أبي بصير وأبي جندل ومن معهم فيقدموا عليه في المدينة ، وكل من يخرج من مكة إليه فلا حرج عليه أن يمسكه ولا يردّه إليهم حسب الصلح (١).
وعلم الصحابة أنّ طاعة رسول الله كانت خيرا لهم فيما كرهوا من قرار الصلح.
نزول آيتين من الممتحنة :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٠٦ وحكى القصة ابن اسحاق في السيرة واسمه عنده عتبة (وفي الاستيعاب عبيد) وقال : إنّ الرجلين بعثهما الأخنس بن شريق وأزهر بن عبد عوف الزهري بكتاب الى رسول الله ، وإنّ ابا بصير كان قد قدم المدينة فقال له رسول الله : يا أبا بصير ، إنّا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر ، وإنّ الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا ، فانطلق الى قومك! فقال : يا رسول الله ، أتردّني الى المشركين يفتنوني في ديني؟ قال : يا أبا بصير انطلق فإنّ الله تعالى سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا. فانطلق معهما ، وفي ذي الحليفة (الميقات) قتل العامري أحدهما وفرّ الآخر ورجع هو الى النبيّ فقال : يا رسول الله ، وفت ذمتك وأدّى الله عنك ، أسلمتني بيد القوم وامتنعت أن افتن في ديني أو يبعث بي! فلم يقبله النبي وقال كلمته ، فخرج ابو بصير بأصحابه فاجتمع إليه قريب من سبعين رجلا ، فكتبت قريش الى رسول الله يسألونه أن يؤويهم ، فقدموا عليه المدينة فآواهم ـ السيرة ٣ : ٣٣٧ ، ٣٣٨ وهذا أقرب أنهم بلغوا سبعين رجلا وليس ثلاثمائة.
وكذلك في مغازي الواقدي ٢ : ٦٢٦ ـ ٦٢٩ وقال : كتب إليه النبيّ أن يقدم المدينة فجاءه الكتاب وهو يموت ، فقرأه ومات فدفن هناك ، وبنوا على قبره مسجدا!