وممّا وقع في أثناء القتال : أنّ رجلا من بني عمرو بن عوف من الأنصار أو هشام بن صبابة أو هاشم بن صبابة ـ كما في الواقدي ـ تلقّى في ريح شديدة وعجاج رجلا آخر من الأنصار يقال له أوس ، فظنّ أنّه من المشركين ، فحمل عليه فقتله ، فعلم بعد أنّه مسلم. فأمر رسول الله أن تخرج ديته (١).
السبايا والغنائم :
وأمر رسول الله بالأسرى والذرية فكتّفوا وجعلوا ناحية ، واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب. وأمر بما وجد في رحالهم من المتاع والسلاح فجمع ، وعمد إلى النعم والشياه فسيقت ، واستعمل عليهما (المتاع والنعم) مولاه شقران. ثمّ أخرج رسول الله الخمس من جميع المغنم ، واستعمل على مقسم الخمس وسهام المسلمين محميّة بن جزء الزّبيدي فكان يليه.
قال : قالوا : فاقتسم السبي وفرّق ، فصار في أيدي الرجال ، وقسّم المتاع والنعم والشياه ، فعدلت الجزور بعشر من الغنم ... وأسهم للفرس سهمان ولصاحبه سهم ، وللراجل سهم. وكانت الإبل ألفي بعير ، وخمسة آلاف شاة ، والسبي مائتي أهل بيت (٢) فاعتق مائة أهل بيت منهم بتزويج رسول الله بجويريّة بنت زعيمهم الحارث (٣).
__________________
(١) المغازي ٢ : ٤٠٨ وتمامه : فقدم أخوه مقيس على النبيّ صلىاللهعليهوآله فأمر له بالدّية فقبضها ، ثمّ عدا على قاتل أخيه فقتله ثمّ خرج مرتدّا إلى قريش ونظم شعرا في ذلك ، فأهدر رسول الله دمه يوم فتح مكّة فقتل فيها. وعكس ابن هشام فجعل هشام بن صبابة هو المقتول ولم يذكر اسم القاتل ٣ : ٣٠٢ وذكر تتمّة الخبر ٣ : ٣٠٥ و ٣٠٦.
(٢) المغازي ٢ : ٤١٠.
(٣) المغازي ٢ : ٤١١ وقد مرّ الخبر عنه.