جريبان درعه ، فاعتنق فرسه ، فانتهى إلى عسكره وهو يخور خوار الثور! فقال له أبو سفيان : ويلك ما أجزعك ، إنما هو خدش ليس بشيء! فقال ابيّ : ويلك يا ابن حرب ، أتدري من طعنني؟ إنما طعنني محمد ، وهو قال لي بمكة : إني سأقتلك ، فعلمت أنه قاتلي! والله لو أن ما بي بجميع أهل الحجاز لقضى عليهم ، ثم مات.
ونقل الطبرسي عن كتاب أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي عن الصباح
__________________
ـ قال : وكان أبو طلحة يوم احد قد نثر كنانته بين يدي النبيّ وكان راميا صيّتا ، وكان في كنانته خمسون سهما ، فلم يزل يرمي بها سهما سهما ، فكان النبيّ قد يأخذ العود من الأرض فيقول : إرم يا أبا طلحة فيرمي بها سهما جيدا ١ : ٢٤٣.
ورمي يومئذ أبو رهم الغفاري بسهم فوقع في نحره فجاء إلى رسول الله ، فبصق عليه فبرأ فكان أبو رهم يسمى المنحور ١ : ٢٤٣.
واصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته ، فأخذها رسول الله فردّها فأبصرت وعادت كما كانت ١ : ٢٤٢.
وباشر رسول الله الرمي بالنبل حتى انقطع وتره وبقيت في سية القوس قطعة منه تكون شبرا ، فأخذ القوس عكاشة بن محصن يوتره له فقال : يا رسول الله لا يبلغ الوتر ، فقال : مدّه يبلغ. فمدّه حتى بلغ وطوى منه ليّتين أو ثلاثا على سية القوس ، ثم أخذ رسول الله قوسه فما زال يرمي القوم ، وأبو طلحة يترّس عنه ، حتى فنيت نبله وتكسرت سية قوسه ، وحتى صارت شظايا ، فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده ١ : ٢٤٢.
وروى الواقدي ١ : ٢٣٦ خبر الزهري عن كعب بن مالك ، ثمّ روى بسنده عن محمّد بن مسلمة قال : أبصرت عيناي رسول الله وقد انكشف الناس إلى الجبل وهم لا يلوون عليه وهو يقول : إليّ يا فلان! إليّ يا فلان! أنا رسول الله! فما عرّج عليه واحد منهما ومضيا! ١ : ٢٣٧.
ثمّ روى بسنده عن خالد بن الوليد قال : حين انهزموا يوم احد رأيت عمر بن الخطّاب وهو متوجّه إلى الشعب وما معه أحد. فعرفته ونكبت عنه لئلّا يصمدوا له! ١ : ٢٣٧.