هذا المتعهّد بتلك الخدمة المهمّة ، ثمّ إنّهم تبعوه في ذلك التعهّد الذي صدر منه قبلهم وهم يمشون على خطواته في هذا التعهّد. أو يكون هو المتصدّي تبرّعا لذلك الوضع بلا وكالة منهم أو فضولا ، وجعلوا بناءهم على وفق تعهّده وتبنّيه والتزامه ، وذلك لا ينافي كونهم من الواضعين بذلك التعهّد الجديد في مرحلة الاستعمال حقيقة.
فانقدح لك عدم الفرق بين الطبقات المتقدّمة والمتأخّرة اللاحقة ، نهاية الكلام أنّ الطبقات اللاحقة لاحقون بالسابقة في اتّباعهم تلك الخدمة.
وهم بسبق حائز تفصيلا |
|
مستوجب ثنائي الجميلا |
وبالجملة فهم يتعهّدون على نحو تعهّداتهم وتبنّياتهم ، ومن الواضحات أنّ الامّة اللاحقة لهم أوضاع وتعهّدات في استخدام الألفاظ الاخرى الابتدائية في الوصول إلى ما يحتاجون إليه من المعاني التي تكون موردا لابتلائهم عند التفهيم والتخاطب والتفاهم في أعصارهم وأزمانهم الموجودة ، وهكذا الحوادث الآتية.
وقد بقي الكلام في بيان المختار من الوضع ، وكيف ما كان بعد ما بيّنا لك من بطلان الوضع بتلك الوجوه المتقدّمة فلا بدّ لنا من التكلّم في توضيح بيان حقيقة علقة الوضعية ، حتّى يتّضح الحال فيما يكون هو المختار بعون الله المتعال من علقة الوضعيّة في كلّ لغة وفي كلّ لسان من المحاورات الدارجة ومنها اللغة العربيّة.
لا يذهب عليك أنّ الوضع من حيث الحقيقة والواقع لا يصحّ أن يعبّر عنه بنحو خصوصيّة خاصّة وارتباط مخصوص ، بل الاختصاص الحاصل بين اللفظ الموضوع والموضوع له ، كما التزم بذلك المحقّق الخراساني قدسسره في الكفاية (١) ،
__________________
(١) كفاية الاصول (طبع مؤسسة آل البيت) : ٩.