أسماء الإشارة والضمائر
ذكر المحقّق صاحب الكفاية قدسسره أنّ أسماء الإشارات أيضا تكون من هذا القبيل ، أي كون المستعمل فيه في أسماء الإشارات والضمائر أيضا عامّا ، وأنّ تشخّصه إنّما تحقّق من ناحية كيفية الاستعمال فيها حيث قال :
لا فرق بين كلمة (هذا) وبين كلمة المفرد المذكّر من حيث المفهوم والمستعمل فيه في كونهما عامّين بحسب الحقيقة والذات بلحاظ الوضع. نعم ، الفرق جاء فيهما من ناحية الإشارة في مقام الاستعمال ، لأنّها في كلّ موطن من مواطن الاستعمال لا تنفكّ عن شكل من أشكال الإشارات المناسبة لهذا المورد من الاستعمال.
وذلك من جهة أنّ الواضع إنّما لاحظ المفرد المذكّر ووضع كلمة (هذا) و (ذلك) و (ذاك) له بعنوان الموضوع له كنفس كلمة المفرد المذكّر ، ولكنّ الأوّل ـ أي أسماء الإشارات والضمائر ـ حتّى عند استعمال شخص الواضع في جميع موارد استعمالها مقرونة بنحو من الإشارة الحالية والمقالية والجوارحيّة من حركة رأس وعين ويد ورجل وأمثالها إلى ذاك الفرد والشخص الخارجي.
فهذا التشخّص والخصوصية إنّما جاء من قبل سنخ تلك الإشارات ، من دون أن يكون مربوطا بالوضع والموضوع بوجه من الوجوه ، بخلاف المفرد المذكّر ، فإنّه غير مقرون بهذه الحيثيّة في مقام الاستعمال ، فيبقى بحالته الأوّلية بما له من الوضع والموضوع له من حيث الدلالة على مفهومه الطبيعي ، فهذا الامتياز