الكلامي ، وذلك مثل كلمة (في) فإنّها جيء بها لإيجاد الارتباط بين الظرف والمظروف.
فكما أنّ كلمة (بعت) يوجد تلك المضامين المتقدّمة ، فكذا كلمات الحروف مثل كلمة (على) لأنّها لإيجاد معنى ربطي بين المستعلي والمستعلى عليه ، ونظير كلمة (من) لإيجاد الربط بين المبتدأ به والمبتدأ منه ، كما أنّ كلمة (بعت) يوجد تلك المضامين من التمليك والتملّك مع كلمة (اشتريت) ، فبما أنّه قبل إتيان كلمة (في) لم يكن أيّ ربط بين زيد والدار. وكذلك لم يكن شيء من الربط بين القيام وزيد قبل تحقّق الهيئة التركيبية بصورة (زيد قائم) ، فربط القيام ب (زيد) إنّما وجد بتشكّل تلك الهيئة التركيبية مع الفرق بأنّ الحروف بنفسها موجدة لهذا الارتباط الخاصّ.
فإذا عرفت المقصود من تفسير المعنى الحرفي بأنّه يكون غيريا لا نفسيا بخلاف المعنى الاسمي فأنت بالمقايسة تميّز بينهما كما هو حقّه.
وملخّص الكلام : أنّه لا ينبغي التشكيك لأحد في ما ذكرناه في المقام في بيان المعنى الحرفي ؛ إذ من الضروري عند صاحب الوجدان أنّه ليس لكلمة (في) في عالم المفاهيم مفهوم مستقلّ كمفهوم الظرفية والوعاء ليخطرا إلى الذهن كما يخطران إلى الذهن عند التكلّم بكلمة الظرفية والوعاء بالقطع واليقين.
فتحصّل أنّ الحروف في الكلام تكون نظير الخيط من باب المثال ، فكما أنّ الخيط يوجب الارتباط بين الأعداد المتباينة والمنفصلة من السبحة ، فكذلك الحروف. ولأجل ذلك يقولون : إنّ الحروف تدلّ على معنى في الغير والاسم يدلّ على معنى في نفسه. ومن هنا عرفت وجه تشبيه من ليس له احترام إلّا من ناحية الغير بالمعنى الحرفي ، لأنّه غير محترم بالذات وإنّما احترامه منحصر بالغير ، كمن يكون في أطراف المرجع الديني.