الخاطف ، ثم يقولان : من ربّك ، وما دينك ، ومن نبيّك؟ فيقول : الله ربي ، وديني الإسلام ، ونبيّي محمّد. فيقولان : ثبّتك الله فيما يحب ويرضى. وهو قول الله : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ). ثمّ يفسحان له في قبره مد بصره ، ويفتحان له بابا إلى الجنّة ، ثم يقولان له : نم قرير العين ، نوم الشابّ الناعم ، فإنّه يقول الله : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (١).
وأما إن كان لربّه عدوا ، فإنّه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا ، وأنتنهم ريحا فيقول : أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم. وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه ، فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر ، فألقيا أكفانه ، ثمّ قالا له : من ربك ، وما دينك ، ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري. فيقولان : لا دريت ولا هديت. فيضربان يأفوخه بمزرّبّة ضربة ما خلق الله من دابّة إلّا تذعر لها ، ما خلا الثقلين ، ثم يفتح له باب إلى النار ، ثم يقولان له : نم بشرّ حال ، فإنّه من الضّيق مثل ما فيه القناة من الزّجّ ، حتى إنّ دماغه ليخرج ممّا بين ظفره ولحمه ، ويسلّط الله عليه حيّات الأرض وعقاربها وهوامّها فتنهشه حتى يبعثه من قبره ، وإنّه ليتمنّى قيام الساعة ممّا هو فيه من الشرّ».
قال جابر : قال أبو جعفر عليهالسلام : «قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي كنت لأنظر إلى الغنم والإبل وأنا أرعاها ، وليس من نبيّ إلا قد رعى ، فكنت أنظر إليها قبل الإبوة وهي متمكنة فيه المكنية ، ما حولها شيء يهيجها حتى تذعر ، فانظر فأقول : ما هذا؟ وأعجب ، حتى حدّثني جبرئيل عليهالسلام : إنّ الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلا سمعها ويذعر لها إلّا الثّقلان ، فعلمت أن ذلك إنما كان بضربة الكافر ، فنعوذ بالله من عذاب القبر» (٢).
__________________
(١) الفرقان : ٢٤.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ٢٠ و ٢١.